ارتفاع حمى التسابق الانتخابي العراقي في سورية.. ومخاوف من مال سياسي هائل

الهاشمي يلتقي بلاجئين عراقيين في دمشق.. وينتقد بغداد لتقصيرها في إعادتهم

TT

ارتفعت حمى الحملة الانتخابية العراقية في سورية مع وصول نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى دمشق أول من أمس.

إذ نشطت ورشات تعليق لافتات الدعاية الانتخابية في المناطق ذات الكثافة العراقية، وبينما تقتصر في ضواحي ريف دمشق قدسيا وصيدنايا وحي المزة الغربية الراقي على لوحات إعلانية ضوئية موزعة بأناقة على امتداد الشارع الرئيسي، تزاحمت الملصقات الورقية واللافتات القماشية واللوحات الضوئية بفوضوية كبيرة في منطقة السيدة زينب ومنطقة جرمانة ومساكن برزة والزاهرة حيث الكثافة الأعلى للاجئين العراقيين.

وبدت هذه المناطق وكأنها مناطق عراقية أكثر منها سورية، فكل مكونات الشارع في السيدة زينب وجرمانة من أسماء المحلات ولهجة الناس في الشارع، عراقية. وجاءت الحملة الانتخابية لتكرس هذا الطابع، وقد اختار نائب الرئيس العراقي مدينة الشباب لعقد لقائه الانتخابي الأول مع اللاجئين العراقيين في سورية، وفي قاعة احتشد فيها عدد كبير من الناخبين اتهم الهاشمي الحكومة العراقية بالتقصير في العمل على عودة المهجرين العراقيين إلى بلادهم. وقال إن «أصحاب الشأن والذين لديهم المال والقرار يتباطأون في اتخاذ القرار في قضايا ذات أبعاد إنسانية»، مضيفا أن كثيرين من أصحاب الشأن في العراق سبق أن «عايشوا معاناة المهجرين»، في إشارة إلى أغلب أعضاء القيادة العراقية الحالية التي كانت مهجرة في سورية زمن حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ودعا الهاشمي مواطنيه إلى الإقبال على الانتخابات التي ستجري في 5 و6 و7 مارس (آذار) الحالي، قائلا إن «عودة المهجرين تستدعي عملا مؤسساتيا ينطلق من ممارستكم لحقكم الدستوري لانتخاب ممثليكم في مجلس النواب لنقل صوتكم وتشريع قوانين تعمل على عودتكم».

وينظر المتابعون العراقيون في دمشق بتوجس لسير العملية الانتخابية. وقال الباحث العراقي المعارض فاضل الربيعي لـ«الشرق الأوسط» إن «الانتخابات تأتي في أجواء ملتبسة وإن المال السياسي الآتي من خارج العراق يلعب دورا كبيرا حيث يشير هذا إلى أن الانتخابات متلاعب بها». من جانبه، أبدى مواطن عراقي يعيش في سورية تخوفه من الانتخابات العراقية وقال إنها تسير على «الطريقة الأميركية»، لافتا إلى أن أحد المرشحين أعلن رسميا تلقيه «ربع مليار دولار لتغطية حملته. ومرشح آخر قال إنه استعان بمدير حملة الرئيس الأميركي بارك أوباما لإدارة حملته الانتخابية، علما أن كتلته مشكلة من 70 عضوا، كل عضو تكلفت حملته 100 مليون دولار!!». وقال المواطن العراقي، الذي رفض ذكر اسمه، إن «هناك مالا هائلا يتدفق على العراق، كما أن مرشحين بدأوا في شراء الأصوات من الآن، والصوت بـ300 دولار».

إلا أن مدير مكتب انتخابات العراقيين في سورية حيدر عبد علاوي علق على ما يقال عن تدفق المال السياسي إلى الانتخابات العراقية بالقول إنه يسمع ما نسمعه من كلام لكنهم في مكتب الانتخابات في سورية «لا يتعاملون مع المسموع». وأضاف موضحا: «نحن في المفوضية لدينا شروط وضوابط، وحين يتحول المسموع إلى شكوى أو يتم رصده من قبل أجهزتنا، حيث توجد لدينا لجنة تسمى لجنة الرصد الإعلامي والانتخابي تقوم بمهمة رصد المخالفات والخروقات، يتم البحث».