أبو مازن يطلع لجنة المبادرة العربية على المقترحات الأميركية لاستئناف مفاوضات غير مباشرة

طالب العرب باتخاذ موقف محدد وواضح تجاه القدس قبل فوات الأوان

أبو مازن لدى لقائه الرئيس مبارك في شرم الشيخ أمس (إ. ب. أ)
TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مؤتمر صحافي، عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ، وقبل حضوره لجنة المتابعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة مساء أمس، في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العربية في القاهرة، إنه «سيعرض على وزراء الخارجية المقترحات الأميركية لاستئناف مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وسيلتزم بالقرار الموحد الذي سيصدر عن اجتماعهم».

وأوضح أبو مازن، أن هذه المقترحات «كانت محل مباحثات مطولة بيننا وبين الجانب الأميركي، وبخاصة حول أسس ومرجعيات ومدة مثل تلك المفاوضات». وتابع «سيتم خلال اجتماع اليوم طرح كل التفصيلات المتعلقة بهذا الموضوع، ونحن كجانب فلسطيني سنلتزم بما يتمخض عنه هذا الاجتماع».

وأكد أبو مازن أن الأميركيين «قدموا لنا رؤيتهم في ما يتعلق بالمباحثات غير المباشرة المقترحة وما بعدها».

وحول المصالح الفلسطينية، قال إنها ما زالت قائمة، و«نحن بانتظار أن تأتي حركة حماس إلى القاهرة لتوقع» على الورقة المصرية. وأضاف أبو مازن: «تحدثنا كفلسطينيين تحت الرعاية المصرية لأكثر من عام، ونتيجة لهذه المباحثات خرجت مصر بوثيقة الورقة المصرية، تضمنت التعديلات التي طلبتها حماس».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك خلافات بين السلطة وبعض الدول العربية بخصوص ما تردد عن اعتزام ليبيا توجيه دعوة لحماس لحضور القمة العربية المقبلة في طرابلس أواخر مارس (آذار) الحالي، قال الرئيس الفلسطيني: «لا توجد خلافات حول دعوة أحد إلى القمة، ونحن لم نسمع أن هناك توجها من قِبل ليبيا لدعوة أحد خارج إطار الدعوات الرسمية التي نعرفها وتعودنا عليها، وعندما ذهبت إلى ليبيا لم أسمع مثل هذا الكلام على الإطلاق، وبالتالي فإن هذا الموضوع لم يكن محل بحث، لا معنا ولا مع غيرنا».

وأكد أن الوضع في إسرائيل والتفاوض معها، ليس سهلا على الإطلاق، لا سيما في ظل استمرار سياسات الاستيطان الإسرائيلية، «والسيطرة على بعض المواقع الفلسطينية التي يزعمون أنها مواقع إسرائيلية، ما يثير حفيظة الجميع»، مشددا على أن الفلسطينيين لا يمكن أن يسكتوا على تلك الانتهاكات، وخاصة فيما يتعلق بالحرم القدسي.

وحول المطلوب عربيا تجاه القدس قبيل انعقاد القمة، قال أبو مازن: «المطلوب هو اتخاذ موقف محدد وواضح بالنسبة للقدس بشكل خاص، وأن ينظروا إليها على أنها عاصمة الأمة العربية والإسلامية والمسيحية، وأن يهتموا بها ويرعوها، وأن يضعوا كل الإمكانيات الضرورية للحفاظ على الأرض والسكان الذين يتعرضون للطرد وسحب هوياتهم». وحذر أبو مازن من أنه إذا لم تبادر وتسارع الأمة العربية من أجل حماية القدسن فسيكون الوقت متأخرا كثيرا، وهو ما نرجو أن لا يحدث».

ووصف أبو مازن الموقف الأوروبي بأنه جيد للغاية من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن أوروبا قامت لأول مرة بدور سياسي عندما أطلقت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي البيان المشهور، الذي قدمته لها السويد، والذي دعا إلى ضرورة الاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية، وقال: «على الرغم من التعديلات التي أدخلت عليه، فإنه كان بيانا جيدا، وطالبنا أوروبا بالبناء عليه، وأن تقدمه للمجموعة الرباعية الدولية لاعتماده من جانبها».