ديمقراطيون نافذون ينتقدون أوباما لعدم الإصغاء لإيمانويل

البعض يعتبره صوت العقل في البيت الأبيض ويبدأ يومه باجتماع في الـ7:30 صباحا لتحديد أولويات الرئيس

رام إيمانويل (رويترز)
TT

يعد رام إيمانويل من أكثر الشخصيات إثارة للدهشة في واشنطن، حيث إنه كبير موظفي البيت الأبيض الذي اشتهر بالعنف والتنمر، وأصبح مؤخرا المرمى الرئيسي للانتقادات التي توجه إلى إدارة أوباما.

ولكن هناك صورة أخرى لإيمانويل برزت مؤخرا، فقد أصبح رمز العقلانية السياسية في البيت الأبيض، وربما كان بإمكانه مساعدة الإدارة على تجنب أزمتها الحالية إذا ما كان الرئيس قد أخذ بنصيحته في ما يتعلق ببعض القضايا الحساسة خلال العام الحالي، مثل إصلاح الرعاية الصحية، والوظائف، ومحاكمة الإرهابيين المشتبه بهم في محاكم مدنية. وهي الرؤية التي كان يؤيدها المشرعون وأوائل المؤيدين للرئيس أوباما الذين يشعرون بالإحباط لأنهم يعتقدون أن الإدارة تسعى لتحقيق ما هو مثالي على حساب ما هو معقول، والذين يعتقدون أن إيمانويل - وهو أشهر مستخدمي اللغة البذيئة في المدينة، كما أنه كان أحد المتطوعين السابقين في الجيش الإسرائيلي، كما أنه نتاج أسرة تشتهر بإثارتها للجدل - لم يكن قويا بما يكفي في محاولاته لإقناع الرئيس الواثق من ذاته على نحو استثنائي وحفنة المستشارين المؤمنين به بأن «التغيير الذي يمكن الإيمان به» هو التغيير الذي يمكن تحقيقه عبر إنجازات ممكنة.

وبصفة عامة، اختار أوباما إيمانويل لخبرته خلال إدارة بيل كلينتون، وصلاته الوثيقة بوسائل الإعلام والمتبرعين الديمقراطيين، بالإضافة إلى سمعته كقوة سياسية مهمة، وهي الصفات التي توازن أسلوب أوباما الأكاديمي منبتّ الصلة بالواقع.

وقد لجأ الرئيس الذي يحتاج إلى مناورات بارعة في الكونغرس لتمرير التشريعات الطموحة إلى رجل الكونغرس بإلينوي والرئيس السابق للجنة الحملة الديمقراطية بالكونغرس، لامتلاكه فهما فريدا للعقلية التشريعية.

وكان ذلك المزيج يبدو منطقيا، ولكن الأمور لم تسِر كما كان متوقَّعا لها، ففي إطار بحثهم عن سبب تدهور الأمور، يلقي الديمقراطيون النافذون في لغة صريحة على نحو غير متوقع باللوم على أوباما وأقرب مساعديه في ما يتعلق بعدم الإصغاء إلى نصائح إيمانويل، وهو ما يضع كبير الموظفين الذي يبلغ خمسين عاما في موقف لا يحسد عليه.

فمن جهتها، قالت النائبة ديبي واسرمان شولتز، الديمقراطية عن فلوريدا: «إن الإصغاء إلى إيمانويل كان يمكن أن يخدم جميع أهدافنا. أعتقد أن خبرة رام التشريعية الكبيرة انعكست في النصائح التي كان يجب على الرئيس الأخذ بها». إلا أن الرئيس بدلا من ذلك اتجه إلى تحقيق إنجازات صعبة المنال، وأكثر صعوبة على المستوى التشريعي وهي الإنجازات التي كان يعتقد هو والدائرة المحيطة به أنهم أتوا إلى واشنطن لتحقيقها.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2008، كان إيمانويل والسيناتور الجمهوري جون ماكين عن أريزونا، والسيناتور ليندسي غراهام عن ساوث كارولينا، قد التقيا في الإدارة الانتقالية للرئيس أوباما في شيكاغو لمناقشة سياسة الاحتجاز. ووفقا لغراهام، فإن أوباما قد وجه حديثه إليه عند نقطة ما قائلا: «أحتاج إلى مساعدتك في إغلاق معتقل غوانتانامو، وأرغب أن تبدأ أنت ورام في مناقشة الأمر». وقد فعلا ذلك بالفعل، وخلال المناقشات، ازدادت مخاوف إيمانويل حول أنه من المستحيل إغلاق المعتقل العسكري الأميركي بكوبا دون خلق سلسلة من القضايا الأمنية القومية ذات الحساسية السياسية.

ويضيف غراهام أنه يتذكر أن إيمانويل كان يقول: «تشبه تلك الأمور الورق اللاصق، فهي تلتصق بك».

ومن جهة أخرى، يضيف غراهام أن إيمانويل كان يدرك تماما أن تأييده أو دعم أي جمهوري آخر لإغلاق معتقل غوانتانامو كان يجب أن يظل مشروطا بإبقاء العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) خالد شيخ محمد بعيدا عن المحاكم المدنية.

ووفقا لشخص مطلع على تلك المناقشات، تحدث معنا حول تلك المناقشات السرية شريطة عدم الإفصاح عن هويته، فإن إيمانويل أعرب عن رأيه لأوباما موضحا المخاطر السياسية للمحاكمات المدنية على الديمقراطيين بالكونغرس، ولكن إريك هولدر المحامي العام قدّم حجة مضادة تتعلق بمبدأ المحاكمات المدنية.

ويقول المصدر إن دايفيد أكسلرود، كبير مستشاري أوباما، كان يؤيد وجهة نظر هولدر. وبناء عليه وافق الرئيس على أن السماح لوزارة العدل بتولي القضية هو القرار الصائب.

ويقول أحد المؤيدين الأوائل للرئيس أوباما الذي تربطه بالرئيس صلات وثيقة والذي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته كي يستطيع أن يقدم تقييما صريحا لحالة الإحباط في البيت الأبيض: «لقد كان لدى أكسلرود تصور واضح بشأن الدور الذي يجب على الرئيس أن يؤديه».

وألقى ذلك المصدر باللوم على كاهل الحياة السياسية المثيرة للرئيس في خلقها حالة مبدئية من الثقة بالذات أدت إلى «لا مبالاة في التعامل مع الأمور الصغيرة والأشياء الهامشية في البيت الأبيض وهي الأشياء التي كان بإمكانها أن تجنبنا مواجهة مشكلات كبرى داخل الكونغرس» مؤكدا أن لرام « دراية بجغرافية الكونغرس أفضل من ذلك». يُذكر أن كلا إيمانويل وأكسلرود رفضا التعليق على هذه المقالة.

ومن جهة أخرى يقول غراهام: «خلال ذلك الجدال الطويل حول المحاكمات المدنية، كان حدس رام يشير إلى أن محاكمة خالد شيخ محمد بمحكمة مدنية بنيويورك ستكون خطأ جسيما، وبصراحة كان لدى رام إحساس أقوى بالسياسة المحلية أفضل من أي شخص آخر في الإدارة».

وفي ظل تولّي وزارة العدل للمسؤولية، حاول إيمانويل أن يستمر في مراقبة الأمور من خلال غراهام، «فكان يقول: «كيف تسير الأمور؟ هل أخبرتهم أنهم سوف يخسرونك؟» وبلغة واضحة.

ومن جهة أخرى، لم ينكر أحد المسؤولين بالإدارة والمقربين من إيمانويل أن أوباما كان يرفض آراء إيمانويل في ما يتعلق ببعض القضايا السياسية المحورية، فيقول ذلك المسؤول عن إيمانويل: «ولكن المسألة لا تتعلق بما دارت حوله المناقشات الأولية أو بالأفكار التي طرحها، حيث إنه إذا ما اتخذ الرئيس قرارا ما، يقف رام بطاقته كافة خلفه، حتى إنه يصبح من الصعب على الناس أن يتكهنوا بموقفه الأصلي».

ويقول مؤيدو إيمانويل إنهم لم يسمعوا قط أن رام ليس موجودا، فوفقا لمن عملوا معه كافة، لدى رام رغبة ملحّة في أن يظل فاعلا كما أنه يولي اهتماما بالغ بالأخبار اليومية. كما أن مكتبه يعد المركز الحيوي في البيت الأبيض. وقال أحد المسؤولين السابقين بالإدارة إن إيمانويل يجب أن يضطلع بدور أكبر: «قبل أن نصل إلى قرار نهائي، يجب أن يمر كل شيء عبر مكتب رام».

وكل صباح، يعقد إيمانويل اجتماعا في الساعة 7:30 مع عشرة من كبار المساعدين بالإدارة لمناقشة أولويات الرئيس، والتي دوّنها رام في بطاقات معنونة باسم «كبير موظفي البيت الأبيض». ووفقا لما قاله أحد المسؤولين البارزين بالإدارة، فإن إيمانويل قد يتصل ست مرات على مدار اليوم، لكي يحدد إذا ما كان بإمكانه إزالة أحد العناصر من تلك القائمة، وإذا لم يكن ذلك متاحا فإنه يصبح على القائمة في اليوم التالي.

وأضاف المسؤول أن إيمانويل يقوم باستقصاء آراء الزملاء «أكثر مما يعتقد الناس»، فعلى الرغم من أن رد فعل إيمانويل الأولي تجاه الانتقادات التي توجه إليه هو أن يغلق الهاتف في وجه من يحدثه، فإنه يعاود الاتصال بعد عدة دقائق، وفقا لذلك المسؤول، ويقول: حسنا، فلنتحدث».

وهو يوازن بين المسارات المثيرة للإعلانات بشأن النشاطات الحكومية والسياسات التي تسمح بتعزيز صورته كرئيس الموظفين المسؤول عن كل شيء. وبالتالي، فإنه يتلقى اللوم عن كل شيء، خصوصا في ظل تجميد تشريع الرعاية الصحية، وانخفاض معدلات شعبية الرئيس، والغضب العارم بشأن الأوضاع الاقتصادية التي أعادت إحياء الحزب الجمهوري.

فمن جهتها، تقول السيناتور أوليمبيا سنو الجمهورية عن ولاية مين خلال الأسبوع الماضي: «عندما تتأزم الأمور، يصبح كبير الموظفين في مرمى النيران».

وقد تسبب استياء إيمانويل من عدم التركيز على أجندة الرئيس في إثارة الصراعات، بل وحالة من الإحباط داخل الكونغرس.

فيقول السيناتور لويس غوتيريز، الديمقراطي عن إلينوي، الذي كان قد كتب خطابا للرئيس أوباما يساند فيه تعيين إيمانويل، إن ذلك لم يكن سوى خطأ. يقول غوتيريز: «بالنسبة إلى رام فإن النفوذ والحفاظ عليه هما أهم أولوياته».

وأضاف أن إيمانويل أضر بالتزام أوباما بإصلاح بسياسة الهجرة، كما قارن بين تسليط الأضواء مرة أخرى حول إيمانويل والتكهنات التي ثارت بواشنطن والمتعلقة بمتى سوف يعود للسعي وراء الفرص في شيكاغو، و«دوران الصقور بطريدتها».

ولكن يبدو أن مثل تلك الانتقادات - التي قالت عنها النائبة روزا ديلارو الديمقراطية عن ولاية كونيتيكت وصديقة إيمانويل لأكثر من ثلاثة عقود، إن إيمانويل «يتلقى النيران نيابة عن الرئيس» - لا تزعج كبير الموظفين. فقد كان دائما يظهر الجانب الصلب حتى يقالُ إنه أرسل سمكة ميتة إلى أحد مستطلعي آراء الجمهور في إلينوي، وإنه كمساعد لبيل كلينتون، طعن الطاولة بسكين وهو يصرخ بأسماء أعداء الرئيس.

ولكن فكرة أن رام يعرف أكثر من الرئيس - التي تزايد انتشارها على يد أنصاره، وذاع صيتها من خلال كاتبة العمود بـ«واشنطن بوست»، دانا ميلباتك خلال الشهر الماضي - بغض النظر عن مدى صدقها، تحيط كبير موظفي البيت الأبيض بالكثير من القلق والمزيد من تسليط الأضواء.

فقد تجنب إيمانويل - الذي كان يحرض طوال الوقت على سياسات الحفاظ على النفس - الصدام مؤخرا، كما تضاءل ظهوره الإعلامي. وفي أحد الأيام الماضية، قام بزيارة استثنائية إلى السينما (شاهدنا فيلم «عجمي» وهو فيلم حول الانقسامات الاجتماعية في إسرائيل، وفقا لما قاله صديق جويل جونسون المسؤول السابق بالكونغرس). وهو يعتمد على مساعدة أحد كبار المستشارين الجدد، روبرت نابورس، الذي يعمل حاليا نائب مدير مكتب الإدارة والميزانية.

ومن جهة أخرى، يقول أحد المسؤولين البارزين بالإدارة: «يستطيع رام أن يبدو مصلحا للمسارات أفضل من أي شخص آخر. وعندما تتأزم الأمور، يظهر روحا طيبة، ويستطيع العمل بكفاءة ضمن فريق. وخلال الأيام القليلة الماضية، كان قد أصبح يلقى المزيد من الاهتمام إلى آراء الآخرين بشأن قمة الرعاية الصحية، وبشأن دعوة الناس للحوار حول كيف يتم تشكيل الأمور».

إن المستشارين الأساسيين بحملة أوباما حتى هؤلاء الذين اصطدم بهم إيمانويل يتوقون، مثله تماما، إلى إنهاء تلك الحرب الأهلية التي اندلعت حول مستشار شيكاغو.

فتقول فاري غاريت، إحدى كبار مستشاري الرئيس: «لقد كان رام كبير موظفين عظيما، ونحن جميعا محظوظون بالعمل مع الرئيس أوباما، فنحن فريق متعاون رائع».

وما جعل وضع إيمانويل صعبا للغاية أن وظيفته تتطلب منه أن يقرب بين المصالح المتنافسة للبيت الأبيض والكونغرس.

وقال العضو في مجلس النواب كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند): «يستعد أعضاؤنا للانتخابات هذا العام، ولكن الرئيس لن يستعد للانتخابات قبل عام 2012، وفي بعض الأحيان، تحدث توترات لاختلاف الجداول الزمنية».

وقال فان هولين الذي خلف إيمانويل كرئيس للجنة الحملة الديمقراطية بالكونغرس والذي يتولى مسؤولية حماية الأغلبية في مجلس النواب التي ساعد إيمانويل على الفوز بها: «هناك بعض الإحباط من الإدارة»، خصوصا في ما يتعلق بالوتيرة البطيئة في معالجة مشكلة البطالة. وقال: «من مناقشاتي مع إيمانويل، فإنه كان من مؤيدي تسريع وتيرة الأمور، كما أنه يدرك أهمية إحراز تقدم».

وبسؤاله عن ذلك التوتر، قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني إتش هوير (ديمقراطي من ولاية ماريلاند): «إنني متأكد من أنه كان بين الجانبين مناقشات، وأن رام، الشخص التنفيذي في الغرفة، قال: (انظر، هذا ما يمكننا تحقيقه، فدعونا نعمل على تحقيقه الآن، كما أننا نستطيع تقليل الحد من ذلك، إلخ). وإنني متأكد أنه كان هناك في الغرفة من قالوا: (حسنا، لقد قلنا في أثناء الحملة إننا سنحقق ذلك، ونحن في حاجة إلى تحقيق تلك الأشياء كافة)».

وأعرب عضو بارز آخر في الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب عن الأمر على نحو أكثر صراحة، حيث قال، شريطة عدم ذكر اسمه ليناقش حالة الإحباط من البيت الأبيض: «لا أعتقد أن البيت الأبيض أنصت إليه بما يكفي. وداخل البيت الأبيض شعور متنامٍ بأن البيت الأبيض الحالي لا يبالي ولا يأبه لعام 2010، وهذا هو السبب في أنه يضحي ببعض الأعضاء من أجل انتخابات 2012 وأن الرئيس يعتقد أنه ليس مضطرا إلى التورط، أو أنه يعتقد أن السياسة غير مهمة وأن بمقدوره أن لا يولي اهتماما كبيرا بما يحدث في الشوارع في أحيائنا. ولكن ذلك ليس هو رام».

ولم يكن أحد المؤيدين الأوائل لأوباما، والذي كان يعرف إيمانويل لمدة أعوام، مؤيد لكبير موظفي البيت الأبيض، فيقول: «لقد قال لي أعضاء مجلس النواب الذين استعان بهم رام لي: «من المفترض أن يعرف احتياجاتنا، كيف يمكن أن يتم تجاهلنا بشأن الكثير من القضايا؟»، وهم لا يفهمون السبب في أن رام لم يكن أكثر قوة من ذلك».

ولكن إيمانويل قام بمناورات حينما كان ذلك ممكنا، فقد أرسل نائب الرئيس بايدن ليظهر في 25 فعالية ومؤتمرا لجمع التبرعات لمساعدة «الأعضاء البارزين» في مجلس النواب، وهم أكثر من يواجهون خطر الإقصاء من مناصبهم. وقال السيناتور كنت كونراد (ديمقراطي من ولاية داكوتا الشمالية)، الذي تفاوض مع إيمانويل في أثناء تشكيل ميزانية الرئيس، إنه ساعد على تأمين المساعدة للمشروعات «المتعلقة بولايتي»، بما في ذلك معاودة تحقيق التقدم في الإنشاء المعطل لأحد المباني السكنية للطلاب. وقال «لم يكن كلاما مثيرا».

إلا أن هذا الكلام القليل الذي يفتقر إلى الجاذبية، يعد المفتاح الأساسي لاستراتيجية إيمانويل للمحافظة على سعادة الأغلبية في الكونغرس، وتحقيق إنجازات صغيرة التي يمكنها أن تسهم في بناء متن أحد التشريعات.

وفي وقت سابق في الإدارة، صادق أوباما على تشريع المساواة في الأجور، ووسع الرعاية الصحية بالنسبة إلى الأطفال وصادق على مشروع قانون لتحسين قواعد بطاقات الائتمان لحماية المستهلك، وعندما جاء وقت مناقشة خطة الإنقاذ الاقتصادي، كان إيمانويل - الذي قال «يجب دائما أن تخرج مستفيدا من الأزمات الكبرى» - في طليعة المدافعين عن البيت الأبيض في مجلس الشيوخ. وهناك أيضا، قام بتقدير ما هو مقبول ظاهريا على حساب ما هو مقبول ضمنا.

وقالت سنوي إنه كان «متجاوبا» مع اهتمامها بإزالة 100 مليار دولار من مشروع خطة الإنقاذ الاقتصادي، وقالت: «لقد تفهم ذلك من الناحية العملية والتشريعية، وكان يفهم جيدا ما يجب تحقيقه، وكان واضحا للغاية».

وعندما أصبح إصلاح نظام الرعاية الصحية في بؤرة تركيز الإدارة، كان الدور العام لإيمانويل مماثلا لمارشال حربي. لكن قبل أن يستقر أوباما ومستشاروه على سياسة النطاق التوسعي، اقترح إيمانويل في شهر أغسطس (آب) مشروع قانون أصغر من السهل تمريره، وفقا لمسؤول آخر في الإدارة، طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة مداولات خاصة.

وعندما توقف مشروع القانون الأكبر، تحدث إيمانويل إلى رئيس لجنة المالية في مجلس الشيوخ ماكس باوكوس (ديمقراطي من ولاية مونتانا) وتناقش في وقت لاحق مع زعيم الأغلبية هاري إم ريد (ديمقراطي من ولاية نيفادا) لإزالة الخيار العام من التشريع وذلك لتسريع تمريره، حسبما قال المصدر. لكن ريد أصر على عدم حذفه.

وقال السيناتور روبرت بي كاسي الابن (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا): «الشيء الوحيد الذي أصاب رام بالإحباط هو الطريقة التي يعمل بها مجلس الشيوخ».

وفي الوقت الذي تباطأت فيه مفاوضات إصلاح نظام الرعاية الصحية في نهاية العام الماضي، نفد صبر إيمانويل بشأن معالجة مخاوف البطالة في البلاد. وقال سيناتور ديمقراطي أراد التركيز على مشكلة البطالة إن إيمانويل يشاطره نفس الآراء. وقال السيناتور، الذي رفض عدم ذكر اسمه لمناقشة محادثات خاصة، مستذكرا تعاطف إيمانويل: «أفهم، أفهم، علينا بدء التعامل مع الوظائف»، وفي أثناء اجتماع مع الرئيس وكبير موظفي بالبيت الأبيض، أعلن السيناتور عن مشكلته، لكن أوباما قرر أن الأولوية هي دعم إصلاح نظام الرعاية الصحية.

وقال السيناتور، الذي أضاف أن إيمانويل لم يظهر أي اعتراض: «فعندما يدعو الرئيس، يلبي إيمانويل».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»