كراجيتش: حصار سراييفو مسرحية افتعلها المسلمون

عائلات ضحايا سريبرينيتسا لـ «الشرق الأوسط»: ما ذكره افتراء ونريد من المحكمة التعجيل بالحكم

TT

دافع الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، رادوفان كراجيتش، أمام محكمة الجزاء الدولية، أمس، عن نفسه باتهام المسلمين بافتعال عمليات القصف التي استهدفت سوقا خلال حصار سراييفو، وقال في حديثه عن عمليتي قصف استهدفتا سوق ماركالي وأسفرتا عن سقوط عشرات القتلى خلال حصار سراييفو الذي استمر 44 شهرا «كان ذلك مسرحية». واتهم كراجيتش، الذي كان يقدم الخطوط العريضة للدفاع عن نفسه، مسلمي البوسنة بالتسبب في سقوط ضحايا لدفع الجيوش الغربية وخصوصا حلف شمال الأطلسي الذين كانوا في صفهم، إلى الرد. وقال المتهم الذي يتولى الدفاع عن نفسه ويدفع ببراءته: «نستطيع أن نبرهن أنهم قصفوا شعبهم وكانوا يقتلون ناسهم». وأضاف أن «الأمم المتحدة ستقول لكم ذلك: الصرب لم يبدأوا المعارك في سراييفو».

ويحاكم كراجيتش بتهم ارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ويلاحق خصوصا بسبب مجزرة سريبرينيتشا التي وقعت في يوليو (تموز) 1995، وقتل فيها أكثر من 7 آلاف قتيل من الرجال والأطفال المسلمين. وقال أمام المحكمة أمس: «سنتحدث اليوم عن سريبرينيتشا»، متهما المدعي بالإسهام في «فبركة خرافات». وأكد المتهم أن «سلوك الصرب كان رد فعل». وأضاف أن مسلمي البوسنة «أجبرونا على ذلك وكان علينا التحرك وإلا كانوا سيقضون علينا». وأثناء الاستراحة بين الجلسات داخل مقر المحكمة، قالت خديجة محمد رئيسة «جمعية أمهات ضحايا مذبحة سريبرينيتسا» البوسنية لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قطعت مسافة طويلة لمشاهدة كراجيتش أمام المحكمة. ما ذكره في دفاعه كله كذب وافتراء. إنه يعاني لأنه لم يكن يتخيل أن شخصا مثله كان في وضعية كبيرة يقف أمام القضاء». وأضافت: «أتذكر اليوم كل المآسي التي تعرضنا لها أثناء الحرب، والذي فعله كراجيتش ضد المسلمين، ولكننا من خلال جمعيتنا التي تقوم بدور كبير من أجل مساعدة أمهات ضحايا المجازر، التي وقعت أثناء الحرب في البوسنة، سنظل ننتظر نهاية عمل المحكمة وإصدارها قرارا يؤكد إدانة هذا الرجل». كذلك، ذكرت سيدة أخرى من أمهات ضحايا مجزرة سريبرينيتسا: «إننا ننتظر من المحكمة التعجيل في محاكمة كراديتش لأننا لا نريد أن يموت قبل صدور الحكم بحقه كما مات قبله ميلوسيفيتش».