مسؤول حزبي مغربي: جزء كبير من حل نزاع الصحراء يوجد في موريتانيا

التهامي الخياري يدعو «المغرب الرسمي» إلى الاهتمام بالجارة الجنوبية

TT

قال مسؤول حزبي مغربي إن جزءا كبيرا من حل نزاع الصحراء يوجد في موريتانيا، داعيا المغرب إلى إقامة علاقة استراتيجية مع هذا البلد المغاربي.

وبدا التهامي الخياري، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، متحفظا جدا وهو يوجه ما سماه «رسالة سياسية» إلى الجهات الرسمية المغربية، من أجل الالتفات إلى موريتانيا جارة المغرب الجنوبية، وقال في لقاء صحافي عقد أمس بالرباط، عقب زيارة قام بها وفد من الحزب إلى موريتانيا نهاية الأسبوع الماضي: «ننظر كثيرا إلى الشمال، بيد أنه في بعض القضايا موريتانيا أهم من إسبانيا».

وتحفظ الخياري في الإجابة عن أسئلة تتعلق بموقف أحزاب من المعارضة الموريتانية، تدعو إلى تبني موقف محايد من نزاع الصحراء، وإن كان تم التطرق إلى هذا الموضوع خلال الزيارة، ومضى قائلا إنه تباحث مع المسؤولين الحزبيين الموريتانيين حول جميع القضايا، بكل حرية، بما فيها نزاع الصحراء، الذي يعتبر في رأيه «العائق الوحيد والأساسي في وجه قيام اتحاد المغرب العربي». غير أن ذلك لا يمنع من أن تتحرك الأحزاب السياسية في هذه البلدان، حتى وإن ظل الوضع جامدا على مستوى الحكومات. وأوضح الخياري قائلا: «إننا لا نعطي الأهمية اللازمة للعلاقة مع موريتانيا، على الرغم من أنها هي القاعدة الخلفية للمغرب من الجنوب، وأن المغرب هو القاعدة الخلفية لها من الشمال»، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها الحزب تمت بتنسيق مع حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية، الذي ترأسه الناهة بنت مكناس، وزيرة الخارجية، بيد أن اللقاءات والمباحثات تمت مع أحزاب أخرى من الغالبية والمعارضة، وعلى رأسها تكتل القوى الديمقراطية المعارض، الذي يرأسه أحمد ولد داداه زعيم المعارضة الموريتانية. وقال الخياري إنه تم التباحث كذلك حول قضية الإرهاب، التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى حالة الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي، والانعكاسات السلبية لعدم تفعيل هياكله على شعوب الدول المغاربية، موضحا أن الخلاصات الأساسية التي تم استخلاصها من الزيارة هي أن هناك اتفاقا وإجماعا من كل الفرقاء السياسيين الموريتانيين، سواء كانوا في المعارضة أو الأغلبية، على أن العلاقة بين البلدين استراتيجية، وأن على الأحزاب السياسية العمل على الدفع في اتجاه تحريك آليات الاتحاد المغاربي، سواء من خلال علاقات ثنائية، أو بإشراك أحزاب من بلدان مغاربية أخرى، لها استعداد للقيام بهذه المبادرة.

ووجه الخياري نداء إلى المسؤولين الحكوميين المغاربة من أجل منح دعم جديد للعلاقة مع موريتانيا التي «توجد بها تعددية سياسية وديمقراطية»، على حد تعبيره. وأضاف أن مجالات التعاون عديدة قد تشمل الفلاحة، والصيد البحري، والصحة والتعمير، وتكوين الكفاءات. كما دعا رجال الأعمال المغاربة إلى الاستثمار في البلد، وقال إن هناك فرصا واعدة للقطاع الخاص. وحث المجتمع المدني المغربي بدوره على تنمية علاقات التواصل مع نظرائه في موريتانيا.