القوائم الانتخابية العراقية تخطب ود الناخبين بالشعر والطرب

ألف دولار مقابل كل أغنية.. وصلاح عبد الغفور وعبد فلك الأكثر طلبا

TT

لم تكتف الأحزاب والتكتلات العراقية التي تخوض اقتراع الأحد بالملصقات والإعلانات الانتخابية، بل استعانت بمطربين وشعراء لإيصال رسالتها إلى الناخب العراقي عبر أغان ترافق دعاياتها التلفزيونية.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية استنفرت الأحزاب أقلام الشعراء وأصوات المغنين للإشادة بخصائصها عبر إطلاق أغان دعائية تذاع في فترات منتظمة عبر قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة التي يتجاوز عددها الـ50 استعدادا للانتخابات التي ستجرى في السابع من الشهر الحالي.

ويصدح صوت أحد المغنين من خلال قناة «الفرات» التلفزيونية التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم بأغنية «الائتلاف الوطني نحن معك والشعب يتبع خطاك ويصوت لك» في إشارة إلى الائتلاف الذي يضم أحزابا شيعية رئيسية.

من جهتها، تبث قناة «البابلية» وغيرها من المحطات المؤيدة للعرب السنة أغنية مطلعها «هاشمي يا هاشمي والله أديت الواجب وحققت للشعب ما وعدته»، في إشارة إلى طارق الهاشمي، نائب الرئيس المرشح ضمن كتلة القائمة «العراقية» العلمانية.

وقال أحمد المهدي، مسؤول المراسلين في قناة «الفرات» إن الشعب العراقي «عاطفي يمكن التأثير عليه بالموسيقى عوضا عن الخطب. وهذه الموجة الجديدة من الأغاني الانتخابية الدعائية هي مصدر لربح المال». وأضاف: «هناك من تبرع مجانا بالأغاني لخدمة الائتلاف الوطني العراقي (...) نحن ندفع مبلغ ألف دولار مقابل كل أغنية، والهدف حض الناخبين». واعتبر المهدي أن هذا الشكل الجديد من الدعاية الانتخابية كناية عن «هبة السماء» لبعض المؤلفين.

أما قناة «آفاق» التلفزيونية، فتبث صورا لجوقة غنائية تحت صورة لرئيس الوزراء، نوري المالكي، تشيد بأعماله مطلعها «إنت اللي تحافظ على الفرات ودجلة.. إنت اللي تصديت وحدك للطغاة.. إنت اللي بفضلك استتب الأمن وعادت الحياة». ويتزعم المالكي ائتلاف دولة القانون، وتظهره قناة خلال زيارته المدارس ومعانقته شيوخ عشائر.

من جهته، قال حسين البصري، رئيس نقابة الفنانين: «لا يهم أن تغني لزعيم حزب أو شخص، المهم أن تمر الرسالة». وأضاف أن المطربين صلاح عبد الغفور وعبد فلك هما الأكثر طلبا لأداء مثل هذه الأغاني.

بدوره، قال عبد الغفور، وهو شاعر أيضا (57 عاما): «في أغنيتي أقول إن كل ملصقات المرشحين لا قيمة لها، لأن أفضل ملصق هو العراق. ليكن الفوز في البرلمان مثل فوز المنتخب» في إشارة إلى فوز العراق بكأس آسيا عام 2007. وأضاف: «أقول أيضا يا شعب حافظ على العراق» في شريط تبثه قناة «العراقية» الرسمية من حين لآخر. وتابع عبد الغفور ردا على منتقديه الذين يتهمونه بتقاضي أموال كبيرة مقابل أغانيه أن «الرهان هو جعل هذه الانتخابات ناجحة وتشجيع جميع العراقيين على المشاركة (...) المال ليس مهما بالنسبة لي لأن المسألة هي التزام أخلاقي» لهذا البلد. وأكد أن أعماله وطنية لا علاقة لها بالأحزاب.

في المقابل، لا تبث قناة «العهد» المرتبطة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أغاني لكن النقاشات تدور حول المهدي المنتظر.

من جهته، قال كريم اللامي، وهو شاعر (50 عاما) إن الشعر أيضا يدخل الحملة الانتخابية، «فالكلمات أكثر جاذبية من خطب المرشحين».

وفي كركوك، المدينة متعددة القوميات، دعت محطة «تيرت» للتلفزيون والتابعة للجبهة التركمانية الشاعر جمهور كركوكي لتسجيل 26 مقطعا، بحسب مديرها، توركيش رشاد. ويقول أحد المقاطع «كركوك تركمانية وستبقى، وكركوك عراقية». لكن فيديو كليب تبثه «قناة كركوك» التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني يدعو إلى ضم كركوك لكردستان والتصويت لصالح التحالف الكردستاني.