صور المرشحات تزاحم برامجهن في سباق العراق الانتخابي

ميسون: الظاهرة صحية.. فيروز: أحدهم خطف صورتي.. مريم: المظهر يعكس الجوهر

صور المرشحات فيروز حاتم ومريم الريس وميسون الدملوجي في دعاياتهن الانتخابية وسط بغداد («الشرق الاوسط»)
TT

تعيش بغداد أيامها الأخيرة مما أطلق عليه «العرس الانتخابي» الذي حول شوارع العاصمة العراقية إلى أكبر معرض للصور والإعلانات الانتخابية في الهواء الطلق. هذا المعرض الذي فتح باب الرزق لكثير من القطاعات العراقية، منها أصحاب المطابع والشباب الذين اشتغلوا على تعليق تلك الصور، ومكاتب الإعلانات والدعاية، يضاف إلى كل هؤلاء أصحاب العقارات الذين قاموا بتأجير واجهات أبنيتهم للمرشحين لتعليق الصورة الانتخابية عليها.

وقد تبدو هذه التجربة غير جديدة على العراقيين، لكن الجديد والمثير فيها هو انتشار صور لبعض المرشحات الحسناوات جذبن خلالها الكثير من الناخبين، فقد وقعت بعض حوادث المرور بسبب وجود هذه الصور في مفترقات الطرق والساحات العامة، بينما لجأ بعض الشباب إلى التقاط صور تذكارية بالقرب من إعلانات المرشحات.

وترى النائبة ميسون الدملوجي (مرشحة عن القائمة العراقية التي يترأسها الدكتور إياد علاوي) أن «ظاهرة اهتمام المرشحة للانتخابات بصورتها وأناقتها هي ظاهرة صحية على الرغم من أنها غير مسبوقة عراقيا، إذ كانت المرشحة في الانتخابات السابقة تعتمد على القائمة المرشحة خلالها للوصول إلى البرلمان، لكن مع القائمة المفتوحة فتحت الأبواب واسعة لأن تخوض المرأة في المجال السياسي وبثقة عالية، لهذا صار عليها أن تهتم بخطاباتها وبصورها التي وُزعت في أنحاء مختلفة من بغداد»، مشيرة إلى أن «موضوع تصدي المرأة العراقية للعمل السياسي ليس جديدا على المجتمع العراقي، إذ خاضت المعارك السياسية منذ نهاية الثلاثينات، خصوصا النساء اللواتي عملن مع أحزاب إسلامية أو علمانية، وكانت نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية عام 1958».

ميسون الدملوجي تؤكد أن «دور المرأة في البرلمان لا يقتصر على دفاعها عن بنات جنسها بل عن كل العراقيين، فأنا عملت وسأعمل من أجل كل العراق والعراقيين بلا استثناء على الرغم مما عانيناه من تهميش من قِبل هيئة رئاسة البرلمان التي حرمتنا غالبية الأحيان إبداء رأينا خصوصا في القضايا المهمة، لهذا أنا متفائلة بوصول نساء واعيات وأكاديميات لهن خبرتهن الاجتماعية والسياسية إلى البرلمان القادم، وهذا ما تعكسه خطاباتهن الانتخابية وكذلك المشهد الجمالي الذي ظهرن خلاله في الملصقات الدعائية»، وتقول: «أنا مع هذه الظاهرة وأشجعها خصوصا أنهن لم يضعن أي صورة غير محتشمة، وهناك تعليقات البعض من الرجال الذين يقولون على سبيل المثال إن البرلمان القادم سيضم وجوها نسائية (تفتح النفس)، وهناك مرشحة في كركوك صورتها سببت 14 حادثة سير حسب تقارير إذاعية، وصور المرشحة فيروز حاتم صارت قصة يتحدث عنها الكثير من الناس ببغداد».

فيروز حاتم، مستقلة ومرشحة عن الائتلاف الوطني العراقي، وهي إعلامية حيث تدير فضائية الحرية في العاصمة العراقية، صورها في الدعاية الانتخابية الموزعة في ساحات بغداد أثارت الكثير من الجدل، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «اخترت صورتين من مجموع الصور التي التُقطت لي، وكنت معنية بالاهتمام بنظرة العين والأناقة لأُشعِر الناخب باحترامي له من خلال اهتمامي بهذه الجوانب»، مشيرة إلى أن «خطابي الانتخابي يُعنى بالاهتمام بالإعلام والثقافة والشباب وطلبة الجامعات، وأبناء قوميتي من الفيليين الأكراد، لكن هذا لا يعني أن أهمل مظهري، إذ أعتقد في أهمية أن يتناغم المظهر مع الجوهر».

وتذكر فيروز أن «هناك حوادث مرورية تسببت فيها صوري، ووصلتني رسائل من شباب يباركون ترشيحي، بل إن طلبة جامعيين ورجال شرطة صاروا يقفون بالقرب من صوري الدعائية ويلتقطون صورا تذكارية، وهناك رسائل من طلبة جامعيين يؤكدون فيها أنهم سيصوتون لي لكوني أختلف مظهرا عن الأخريات، وللأسف فإن أحدهم أخذ صورة دعائية كبيرة ليحتفظ بها في بيته، وكنت أتمنى أن يفعل ذلك بعد انتهاء الحملة الانتخابية».

وتؤكد فيروز أنها «سعيدة جدا لما تحقق حتى الآن، حتى إذا لم أصل إلى البرلمان فيكفيني أني شددت انتباه الناخبين من خلال صوري الدعائية», وتناصر البرلمانية السابقة مريم الريس المرشحة عن الائتلاف الوطني العراقي، هذه الظاهرة على الرغم من أنها تعتقد أن «المرأة مرشحة للبرلمان لا لمسابقة ملكة جمال العراق»، وتستدرك: «من الجيد أن نرى مرشحات يهتممن بصورتهن الإعلانية إلى جانب اهتمامهن بطروحاتهن الانتخابية، وهذا يعطي تصورا حقيقيا عن المرأة العراقية التي تهتم بمظهرها إلى جانب جوهرها، خصوصا أن المرأة تدخل هذه الانتخابات بثقة كبيرة لتقف إلى جانب الرجل في صناعة القرار وإصدار التشريعات التي تهم المواطنين، بل أعتقد في أن يهتم الرجل أيضا بصوره، وإلا فلماذا هناك صور لمرشحين ينظرون إلى المواطنين شزرا؟»، منوهة بأن «في جميع أنحاء العالم تهتم المرأة وبخاصة السياسية بمظهرها، وكذلك الرجل، وأعتقد أن شروطا يجب أن تفرض في هذا المجال على النساء والرجال الذين سيتم اختيارهم للوزارة أو سفراء، إذ كيف يمكن لوزير أو سفير الظهور بمظهر غير لائق وهو يمثل العراق؟».

الريس (محامية، كانت مقررة لجنة صياغة الدستور العراقي وعضو الجمعية الوطنية عام 2005) تشير إلى أن «التمثيل النسائي في البرلمان السابق لم يلبِّ الطموح بسبب إصرار الرجال على تهميش دور النائبة، وأنا أعتقد في إمكانية النائبة التصدي لقضايا ومهام كبيرة في البرلمان والحكومة ومنها ملفات أمنية ودفاعية، والأهم من ذلك ملف حقوق الإنسان الذي أريد العمل عليه، إذ ليس من المعقول أن يكون هذا الملف عبارة عن وزارة في الحكومة تدافع عن المعتقلين فقط».