الصحافيون منشغلون بالانتخابات العراقية أكثر من مرشحيها

أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: علينا أن نحصن أنفسنا من المسلحين والقتل الخطأ.. والسياسيين

TT

في بلد مثل العراق، اعتاد المراسلون والصحافيون أن يكون يومهم الاعتيادي مليئا بالمخاطر والأحداث، ومنذ دخول القوات الأميركية هذا البلد كان الإعلاميون أحد أهم الأهداف لجهات ما زالت مجهولة بالنسبة إلى القوات الأمنية والمؤسسات، التي طالما علقت على بواباتها أسماء وصور من سقط من صحافييها خلال السنوات السبع المنصرمة من عمر العراق.

ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية يتنافس الإعلاميون هذه الأيام فيما بينهم على اصطياد القصص المثيرة والتصريحات النارية، كما أحب أحد الصحافيين تسميتها، بالنسبة إلى المرشحين، لتخرج بها مؤسساتهم وصحفهم بتقارير تحمل أسماءهم، التي قد تكون هدفا جديدا لمسلح مجهول أيضا.

الصراع الصحافي والتنافس لم يدعا الكثير من الإعلاميين يتمتعون بوقت للراحة هذه الأيام، بل إن حداد هادي صالح الحداد، وهو أحد أعضاء مكتب «بي بي سي» الإنجليزي، يؤكد أنه ينسى أحيانا الاتصال بعائلته، لكثرة مشاغله وتحركاته. ويضيف أن وتيرة عمله «ازدادت بشكل لا يوصف»، وأن زملاءه في المكتب يعملون بالصيغة نفسه، مؤكدا وصول فرق صحافية لتغطية الانتخابات قبل يومين تقريبا، وأن هذه الفرق ستعمل مع العراقيين في المكتب لتغطية الانتخابات.

فاضل البدراني، مراسل وكالة «رويترز» وقناة «الشرقية» الفضائية في محافظة الأنبار، يقول إن عمله بالأساس كثير ومزدحم باعتبار أن هذه المحافظة تشكل بالنسبة للعراق مكانا ساخنا بالأحداث. وأن عليه، ومع اقتراب الانتخابات وباعتبار أن قناة «الشرقية» قد تبنت حملات إعلانية لبعض الكتل السياسية، التوجه مع فريق العمل إلى أبعد نقطة في الوقت نفسه، الذي عليه مواصلة عمله في الوكالة لتغطية أخبار المحافظة ومتابعة تصريحات المسؤولين ورؤساء الكيانات وصولا إلى الانتخابات. ويشير البدراني إلى حقيقة يعانيها أغلب الصحافيين والمراسلين في العراق، وهي تنصل المسؤولين أو السياسيين من تصريحاتهم في اليوم التالي من إعلان التصريح بعدما يرون أن التصريح كان له تأثير سلبي على جهة ما أو أن أحد المسؤولين قد وجه إليه انتقادا على هذا التصريح. ويؤكد البدراني أن على الصحافي العامل في العراق أن يحصن نفسه من كل الجهات ومن المسلحين ومن القتل الخطأ ومن التنصل من التصريحات، لأنه هدف سائغ وسهل لأي طرف في العراق.

وبدت ساعات العمل، بالنسبة إلى الوكالات والقنوات الفضائية والصحف العربية والعالمية، ستستمر إلى ما بعد الانتخابات، لكن الصحافيين العاملين في الصحف العراقية سيأخذون قسطا من الراحة ابتداء من اليوم وحتى الاثنين المقبل، وهي الأيام التي سيتوقف فيها إصدار الصحف العراقية، وهي العطلة الرسمية التي منحتها الحكومة العراقية لإجراء الانتخابات لكن الصحافيين أنفسهم لا يستطيعون الانقطاع عن الأخبار، فهم يتواصلون مع زملاء لهم في صحف عربية ودولية لمتابعة الأخبار وربما تزويدهم بما هو جديد في مناطقهم.