سفير أميركا بوكالة الطاقة لـ «الشرق الأوسط»: على إيران بدلا من مهاجمة أمانو.. محاولة فهم الرسالة

واشنطن: عقوبات «أكثر صرامة» الخيار الوحيد في أزمة ملف طهران النووي

TT

رأت الولايات المتحدة الأميركية، أمس، أنه ليس أمام الأسرة الدولية «من خيار آخر» سوى فرض «عقوبات جديدة أكثر صرامة» على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غلين ديفس خلال اجتماع لمجلس حكام الوكالة: «نأمل في أن تغير إيران موقفها الحالي وتسلك طريق المفاوضات». وأضاف ديفس «في حال لم يتغير شيء لن يكون أمام الأسرة الدولية من خيار سوى فرض عقوبات جديدة أكثر صرامة لكي تتحمل إيران مسؤولياتها». وكان ملف إيران النووي على بساط البحث في اليوم الثالث من اجتماع مجلس الحكام بعد التقرير الذي وضعه المدير الجديد للوكالة يوكيا أمانو. وأعرب أمانو عن الأسف لقلة تعاون إيران لتحديد ما إذا كان برنامجها النووي سلميا. وتؤكد طهران أنه لأغراض سلمية، لكن دولا غربية عدة تخشى من أن تسعى الجمهورية الإيرانية إلى امتلاك القنبلة الذرية. ومنذ فبراير (شباط) 2006 فرض مجلس الأمن الدولي على إيران ثلاث مجموعات من العقوبات. وتحاول الإدارة الأميركية، التي تخلت عن الموقف المتساهل حيال طهران، إقناع الصين بفرض مجموعة رابعة من العقوبات. وقال السفير الأميركي لدى الوكالة: «في حين حاولت الولايات المتحدة مع شركائها الدوليين لأكثر من عام إيجاد حل عن طريق الدبلوماسية المباشرة، لا تزال إيران تعرقل الجهود للتوصل إلى حل تفاوضي، أو تبديد المخاوف حول نواياها». وتابع أن «إيران ما زالت تلعب لعبة المطاردة» مع وكالة الأمم المتحدة. وأضاف أن «موقف إيران الاستفزازي وعدم احترام التزاماتها عزز المخاوف». وانتقد الدبلوماسي الأميركي رفض طهران اقتراح الوكالة بتخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا.

وقلل ديفس في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» من أهمية اتهامات مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي للوكالة في فيينا بالتحيز ضد طهران، قائلا: «على المسؤولين الإيرانيين أن يقدموا إجابة على سؤال هو: لماذا لا تتعاون إيران مع الوكالة التعاون المطلوب والمتوقع، وذلك بدلا من مهاجمة الوكالة ومديرها العام الذي من واجبه تقديم التقارير عما تحصل عليه الوكالة من معلومات، وعما تقوم بتأديته من مهام من صميم صلاحياتها؟».

وأضاف السفير الأميركي في وكالة الطاقة الذرية: «على إيران بدلا من مهاجمة المدير العام ومؤسسته، بطريقة اصطياد باعث الرسالة، بحث مضمون الرسالة ذاتها والتعامل معها ومحاولة فهمها، وإلا فإن الشكوك حول إيران ستتواصل، وسيقتنع الجميع أن إيران تعمد للهجوم لتجنب الحديث عما يفترض أن تتحدث عنه».

وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن أمانو كمدير عام للوكالة «يسعى للقيام بواجبه كأحسن ما يمكن، وهو يقوم بهذا العمل كقائد لفريق دولي من الخبراء والتقنيين دون محاباة أو تحيز. وذلك فيما تسعى إيران لتشخيص الأمور وجعلها تبدو كمسائل شخصية، وما ذلك إلا محاولة لتشتيت الانتباه عن جوهر القضية»، مؤكدا أن «الأسلوب الإيراني لن يحل القضية، بل سيعمل على تضخيمها وتأكيد أن إيران تسعى للتغطية على نقص. كما تسعى لإخفاء ما تود إخفاءه من برنامج نووي لا ترغب في كشف كل أبعاده».

إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي إلى تقديم «رد واضح» على إيران، مؤكدا أنه على استعداد لدعم عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي. وقال بيان للاتحاد الأوروبي تلته إسبانيا أمام اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن «الاتحاد الأوروبي لا يزال مستعدا للتفاوض مع إيران للتوصل إلى حل للمسألة، إذا ما اتخذت إيران قرارات ملموسة بهذا الصدد». وتابع البيان «غير أن عدم تنفيذ إيران المستمر لالتزاماتها الدولية بحاجة إلى رد واضح، بما يشمل اتخاذ إجراءات مناسبة». وقال البيان «إن الاتحاد الأوروبي يؤيد تحركا لمجلس الأمن الدولي إذا ما استمرت إيران في عدم التعاون مع الأسرة الدولية في برنامجها النووي. إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لاتخاذ الخطوات الضرورية لمواكبة عملية مجلس الأمن هذه». وتلا البيان أمام مجلس حكام الوكالة، الذي يضم 35 عضوا ويعقد اجتماعه الربيعي على مدى أربعة أيام في مقره في فيينا هذا الأسبوع. ويأتي ذلك فيما تحاول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها إلى البرازيل الحصول على تأييد للموقف الأميركي المطالب بتشديد العقوبات على إيران في وقت تبدو فيه برازيليا مترددة في دعم العقوبات. ومن المقرر أن تلتقي كلينتون في العاصمة البرازيلية وزير الخارجية سيلسو أموريم والرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يؤيد حوارا مع إيران ويعارض عزلها بسبب طموحاتها النووية المثيرة للجدل. والبرازيل تشغل حاليا مقعدا في مجلس الأمن الدولي، وهي بالتالي أحد الأعضاء الـ15 في المجلس الذين لديهم حق التصويت رغم أنها لا تملك حق النقض مثل الدول الخمس الدائمة العضوية. وخلال زيارة للأرجنتين المجاورة الاثنين قالت كلينتون إنها ستناقش مع الرئيس لولا تقارير الأسرة الدولية التي تؤكد أن إيران تنتهك التزاماتها بالكشف عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقالت كلينتون للصحافيين إن ذلك «سيكون موضوع النقاش في مجلس الأمن الدولي، لذا أريد أن أحرص بأن يكون مطلعا مثلنا حول تطور هذه المسألة». وقال المتحدث باسم كلينتون فيليب كرولي الأسبوع الماضي إنه يتعين على برازيليا أن تفعل ما تعتقد واشنطن أنه الأمر الصائب بالنسبة لإيران. وقال كرولي: «من الواضح أن برازيليا قوة واعدة لديها تأثير متزايد في المنطقة، ونعتقد أنه مع هذا التأثير تأتي المسؤولية».

وسبق كلينتون إلى البرازيل الجمعة الماضي مساعدها للشؤون السياسية وليام بيرنز الذي يترأس المشاورات الأميركية بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا حول إيران.