رحيل الزعيم العمالي البريطاني السابق مايكل فوت

قاد الجناح اليساري في الحزب

فوت لدى وصوله إلى مقر الحكومة في عهد بلير للاحتفال بعيد ميلاده التسعين في 14 يوليو 2003 (رويترز)
TT

توفي في لندن، أمس، الزعيم السياسي العمالي السابق مايكل فوت عن 96 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وكان فوت قد كرس الجانب الاشتراكي في سياسة حزب العمال، قبل أن يأتي توني بلير لتزعم الحزب في منتصف التسعينات، ويعدل ذلك بتشكيل ما سمي لاحقا «حزب العمال الجديد». لكن رغم ذلك، بقي فوت شخصية محترمة وسط العماليين، والبريطانيين عموما.

وقال جون بريسكوت، نائب زعيم حزب العمال في عهد بلير، إن «شخصية عظيمة رحلت. كان في قلب حركتنا». كذلك، أشاد رئيس الوزراء الحالي، غوردن براون، شريك بلير في تشكيل «حزب العمال الجديد»، بفوت، قائلا إنه «رجل صاحب مبادئ عميقة».

بعد تخرجه في جامعة أوكسفورد في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، بدأ حياته ككاتب، وشارك دون ذكر اسمه في إعداد كتاب بعنوان «رجال مذنبون»، وهو كتاب نشر عام 1940، وهاجم سياسة حزب المحافظين في استرضاء أدولف هتلر في الثلاثينات من القرن الماضي.

انتخب لعضوية البرلمان أول مرة عام 1945، وظل عضوا فيه لمدة 47 عاما. ظهر في المؤسسة التشريعية كزعيم للجناح اليساري في حزب العمال، وعرف بمواقفه المناهضة لإعادة تسلح ألمانيا وامتلاك الأسلحة النووية. قاد حزب العمال خلال فترة حرجة جدا في الثمانينات، إذ كانت مارغريت ثاتشر قد دخلت للتو سدة الحكم على رأس حزب المحافظين. وكانت نفسية الحزب آنذاك في الحضيض بعد هزيمته الكاسحة أمام المحافظين في انتخابات 1979. كما أسس أربعة من أعضاء حزبه البارزين، الذين عرفوا بلقب «عصابة الأربعة»، الحزب الاشتراكي الديمقراطي ما بين 1981 و1988، مما شكل تهديدا مباشرا لحزب العمال. ويتذكر البريطانيون، الذين عاصروا المرحلة، هزيمة فوت في انتخابات 1983 حيث تبنى حزب العمال برنامجا انتخابيا أطلق عليه فيما بعد «أطول رسالة انتحار في التاريخ». تقاعد فوت عن منصبه كنائب برلماني في 1992، لكن أبقى على سمعة جيدة بعد عمل سياسي طويل، واحترام كبير لدى أصدقائه وخصومه على حد سواء.