وزير خارجية تركيا: لن نسمح بتوتر عسكري بالمنطقة وحوارنا مع الغرب حول إيران مستمر

أوغلو ينفي تأثير التوتر بين الجيش والحكومة على سياسة بلاده الخارجية

وزيرا خارجية سورية وتركيا في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أن منطقة الشرق الأوسط ستواجه مشكلة كبيرة في مسيرة عملية السلام إذا حدث توتر بين إيران وأميركا، مؤكدا استمرار المباحثات التركية مع كل من أميركا والغرب حول هذه القضية «لأن تركيا تؤمن أن الفرصة ما زالت سانحة للحلول الدبلوماسية».

وأكد داود أوغلو، في لقاء مع عدد من الصحافيين المصريين، أمس، خلال زيارته الحالية للقاهرة، أن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن على يقين بأهمية الدور التركي في الشأن الإيراني، مشددا على أن بلاده لن تسمح بنشوب توتر عسكري في المنطقة «وهو ما يحتم على إيران أن تظهر موقف أكثر شفافية، وعلى إيران أن تفسح المجال للطرق الدبلوماسية». وأوضح وزير الخارجية التركي أن بلاده تدعو إلى ضرورة وضع معايير فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة النووية، وترى ضرورة حل القضية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية، إذ إن اللجوء إلى التدخل العسكري أو فرض العقوبات يؤثر على المنطقة، وقال: «نحن لا نريد توترات جديدة في المنطقة».

وأكد أوغلو أن بلاده ستواصل جهودها لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني، واصفا سياسة بلاده حيال الملف الإيراني بأنها «واضحة» وترتكز على الرفض التام لامتلاك أي دولة للأسلحة النووية وتعتبرها «جريمة تهدد مستقبل الإنسانية».. مشيرا إلى أن تركيا لا ترغب في وجود الأسلحة النووية في المنطقة، وليس فقط في إيران.

ونفى أوغلو تأثير الأوضاع الداخلية في تركيا على سياستها الخارجية، مؤكدا استمرار خط السياسة الخارجية في تركيا، وقال: «تركيا تمتلك جيشا قويا، وفى الوقت نفسه تطبق نظام ديمقراطيا قويا.. والدول القوية تكتسب شرعيتها من الشعب، كما ينبع أمنها من امتلاكها جيشا قويا.. وتركيا لديها نضوج سياسي قوي، كما أن اقتصادها يحقق نتائج إيجابية، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية».

وقال: «لا يمكن وصف ما حدث أخيرا في تركيا بأنه (توتر بين الجيش والحكومة) ولكنها أحداث اعتيادية تجري في عدد من الدول حول العالم». وحول الوساطة التركية بين إسرائيل وسورية.. أبدى أوغلو استعداد بلاده لبدء مباحثات مع الجانبين، وقال: «يجب تحريك أطراف الصراع في الشرق الأوسط في الوقت نفسه». وفيما يتعلق بالعلاقات بين أنقرة وتل أبيب.. أكد أوغلو أن العلاقات مع إسرائيل كانت جيدة عام 2008، بدليل الوساطة التركية بين إسرائيل وسورية، وقال: «ولو لم تكن إسرائيل قد هاجمت قطاع غزة في مطلع العام الماضي كان الوضع سيختلف».. مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح بالتلاعب بها بشكل ثنائي، وكذلك إذا تمت الإساءة لسفيرها.

وحول الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة التراث الإسرائيلي.. أكد أوغلو أن بلاده لها موقف ثابت لن يتغير يؤكد على أهمية حماية الأماكن المقدسة في القدس.

وأكد أن الوقت قد حان لوضع نهاية للانقسام الفلسطيني، وقال: «إذ إنه من الصعب للغاية إيجاد حلول للقضية من دون الوحدة بين الفلسطينيين»، وثمن داود أوغلو الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الوفاق بين الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أنه من الضروري مساندة مصر في هذا الاتجاه، نافيا وجود أي شكل من أشكال التنافس بين مصر وتركيا.

وأكد وزير الخارجية التركي أن مبادرة السلام العربية تشكل إطارا مهما في عملية السلام وقال: «إذا انتهى عام 2010 دون تحقيق تقدم في عملية السلام لن يكون هناك أي مغزى حيث إنه لن يتبقى سوى عامين فقط على انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما».

وطالب وزير الخارجية التركي الدول الغربية وأميركا بتوجيه رسالة مباشرة لإسرائيل بضرورة قبول حل سياسي مبني على أساس حدود 1967، وعدم اختزال المشكلة في قضية المستوطنات فحسب.. وقال: «ينبغي على كافة الجهات المعنية، بما فيها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، دعوة الفلسطينيين إلى المصالحة، حيث لا يجب أن تؤدي الصراعات الشخصية إلى هدم القضية الفلسطينية».