تفشي التشوهات الخلقية بين أطفال الفلوجة منذ الغزو

آباء المصابين يحملون الجيش الأميركي المسؤولية

TT

كشف تحقيق أجراه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أن هناك نسبة مرتفعة من الأطفال في مدينة الفلوجة العراقية بمحافظة الأنبار مصابون بتشوهات خلقية، وذلك بعد مرور ست سنوات على المعارك الضارية التي خاضتها القوات الأميركية ضد المسلحين فيها. وقالت طبيبة في أحد المستشفيات المحلية لـ«بي بي سي» إنها تشاهد حالتين أو ثلاث حالات يوميا. وحسب التقرير ينحى السكان المحليون باللائمة لحدوث هذه الحالات على الأسلحة التي استخدمها الأميركيون في هجومهم على الفلوجة. وقد أصدر المسؤولون في المدينة مؤخرا تحذيرا للنساء بعدم الإنجاب. ويقول محرر الشؤون الدولية في «بي بي سي» إن ركام المباني التي هدمت في القتال قد ألقيت في أحد الأنهار، وكان سكان المدينة يشربون من مياه هذا النهر. إلا أن طبيبا عسكريا أميركيا نفى علمه بوجود أي تقارير رسمية تتحدث عن ارتفاع نسبة التشوهات الخلقية في الفلوجة. وقال الضابط الأميركي إنه لم تجر دراسات موثقة إلى اليوم تثبت وجود علاقة بين المشاكل البيئية والتشوهات الخلقية.

وقال أبو ياسر، الذي يسكن منطقة الجولان بالفلوجة لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يشعر يوما بالحزن بقدر شعوره به وهو يذهب بأولاده الثلاثة الذين يعانون من الشلل الولادي إلى أحد المراكز المعنية بالمعاقين. ويقول أبو ياسر عن محنة أولاده «إن إرادة الله تريد اختبار هذه العائلة بهذا المصاب المؤلم».

لكن مصادر طبية وأخرى تعمل في مؤسسات المجتمع المدني في المدينة التي تعرضت لعمليات مسلحة كثيرة خلال السنوات السبع الأخيرة تؤكد أن أسبابا كثيرة وراء انتشار ظاهرة التشوهات الخلقية منها بيئية بسبب الحروب والعمليات المسلحة ومنها الجهل بسبب تعاطي الأمهات لعقاقير أثناء الحمل ومنها صلات القرابة بين الزوج والزوجة، وتؤكد خديجة عبد الكريم مديرة مركز الشهباء لمعاقي الفلوجة أن مركزها يضم 2800 معاق بينهم نحو 1000 طفل لديه تشوهات خلقية كزيادة أو نقصان في الأعضاء أو شلل كامل أو نصفي. وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن أغلب التشوهات تأتي من منطقة الجولان لأن فيها كثافة سكانية..

من جانبه أكد مصدر طبي من مستشفى الفلوجة الجديد أن التشوهات الخلقية ازدادت خلال السنوات الثلاث الماضية مؤكدا أن هناك ثلاث إلى أربع حالات في الشهر الواحد بينما كانت في السنوات التي سبقت هذه السنوات ثلاث إلى أربع حالات في السنة.