وزير خارجية المغرب لـ«الشرق الأوسط»: العرب لن يستمروا في تقديم التسهيلات للجانب الإسرائيلي

قال أن الملك محمد السادس يواصل جهوده لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على القدس

وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري (أ.ف.ب)
TT

شدد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» على أن العرب لن يستمروا في تقديم التسهيلات للجانب الإسرائيلي، وطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقييم منصف للمرونة التي يقدمها الطرف العربي.

وأكد الفهري أن لجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس سوف تنعقد لمناقشة الوضع الخطير بالقدس في محاولة لوقف الإجراءات الإسرائيلية التي تجور على حقوق الشعب الفلسطيني في عاصمة دولته (القدس الشرقية). وأشار إلى وجود أكثر من 600 ألف مغربي يعيشون في القدس ويتمسكون بحقوقهم، كما تحدث عن دور لجنة القدس في حماية المقدسات.

وفيما يلي نص الحوار

* ما هي الإجراءات التي اتخذتها لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس لوقف اعتداءات إسرائيل؟

- المغرب يعمل على مدار العام عبر اتصالات يقوم بها الملك محمد السادس مع المجتمع الدولي لوقف ممارسات إسرائيل واستيلائها على أراضي القدس، خاصة القدس الشرقية التي تعد العاصمة الاستراتيجية لدولة فلسطين، وقد وجه المغرب رسائل عاجلة عما حدث مؤخرا (قرار الحكومة الإسرائيلية بضم المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية) إلى اللجنة الرباعية والأمم المتحدة وهناك عمل دائم يقوم به المغرب مع المجتمع الدولي.

* هل توجد نتائج أو إجراءات عملية على أرض الواقع لمواجهة الممارسات الإسرائيلية؟

- لدينا بيت مال القدس وهو ممول بنسبة 70% من الشعب المغربي، ومؤسسات مغربية برأسمال يصل إلى أكثر من مليوني دولار، مخصصة لشراء المنازل وبناء المستشفيات وترميم المواقع الأثرية وتقديم الدعم للإخوة الفلسطينيين، ولدينا اهتمام خاص وكبير بالحي المغربي وباب المغاربة.

* هل هناك رسائل من الحكومة المغربية لإسرائيل للضغط عليها من أجل وقف محاولاتها لتهويد القدس؟

- منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الراهنة لا يوجد أي اتصال، وليس هناك خط مباشر أو رسائل وإنما يعمل ملك المغرب دوما من خلال لجنة القدس والرباعية الدولية خاصة أن هناك أكثر من 600 ألف مغربي يعيشون في القدس ويهمنا التواصل للحفاظ على حقوقهم.. ونقوم بالاتصال مع إسرائيل عبر البرلمان وفى نطاق المغاربة الموجودين بالقدس.

* هل ستنعقد لجنة القدس قريبا؟

- لا بد من توضيح أن ملك المغرب مفوض من قبل قمم منظمة المؤتمر الإسلامي المتعاقبة بمتابعة الملف وتقديم تقرير عما يحدث في القدس ونقوم بذلك بالفعل.. مما يعني أننا نعمل من أجل القدس دائما واللجنة ستعقد قريبا بمشاركة 16 وزير خارجية من العالم العربي والإسلامي، ونذكر أيضا بما قدمه الملك إلى القمة الإسلامية الأخيرة من ملفات تتعلق بالأولويات التي تحتاج لعمل على الأرض في القدس ونعمل ونساعد أيضا على ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للمسار الفلسطيني، وأهمية إنشاء الدولة عن طريق التفاوض ولكن الطرف الإسرائيلي لم يقدم للجانب العربي أي شيء، وفي نفس الوقت لا يمكن للوضع أن يبقى هكذا.

* برأيك.. هل المناخ الآن ملائم لإحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط؟

- هناك شعور بأنه لا يوجد أمل في التعامل مع الشريك الإسرائيلي، ولكن اتفقنا على إعطاء الفرصة ليس فقط لإسرائيل وأميركا وإنما لتقييم الأمور وتقديم حلول ووضع البدائل التي تخرج الجميع من هذا الجمود. ويجب أن نذكر بما حدث من تقدم في المواقف الدولية؛ على سبيل المثال موقف الاتحاد الأوروبي، فهو أفضل من ذي قبل لدرجة الاقتراب من مواقفنا نحن العرب، وحتى في الأوساط الأميركية هناك مواقف متقدمة تدعو إلى الحل وإقامة دولة فلسطين وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.

* هل يمكن أن توفر جولة السيناتور جورج ميتشل القادمة فرصة أكبر لتحريك المفاوضات؟

- على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يقدر هذا الموقف الأخير للعرب وعلى الإدارة الأميركية أن تقيم كل ما تقدمه الدول العربية من مرونة من أجل إحلال السلام، ولا يجب أن تقف عند الرد الإسرائيلي الرافض لكل الحلول، كما أن العرب لن يستمروا في تقديم التسهيلات لأن ذلك ليس بالأمر الهين.