عراقيو الخارج يصوتون أملا في التغيير.. وناخبون يحرمون بسبب «جوازات صدام»

الارتياح والغضب يتقاسمان المشهد الانتخابي في الإمارات .. وإقبال ضعيف في سورية

..وثلاث عراقيات يرين أصابعهن المخضبة بالحبر الانتخابي بعد إدلائهن بأصواتهن في مركز اقتراع في السيدة زينب بدمشق أمس (أ.ب)
TT

فتحت مراكز اقتراع في 16 دولة هي: إيران، والأردن، وسورية، والإمارات، ولبنان، والسويد، والدنمارك، والولايات المتحدة، وأستراليا، وهولندا، وكندا، والنمسا، وتركيا، ومصر، وبريطانيا، وألمانيا، أمس، أبوابها أمام نحو مليون و400 ألف ناخب عراقي للإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات تشريعية تجرى في العراق منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003.

وفي الأردن توجه الناخبون العراقيون إلى 16 مركزا انتخابيا منها 11 في العاصمة عمان والباقي في الزرقاء، وإربد، ومأدبا. وقال موس خليل، من بغداد: «حضرت أنا وزوجتي من العراق قبل 4 سنوات وأردت أن انتخب الأصلح والأفضل وأنا أرى أن إياد علاوي هو الشخص الذي يمثلني». أما طارق علي، من الأنبار فقال: «لقد مللنا من الأحزاب الدينية. نريد مرشحين علمانيين وطنيين ينظرون إلى العراقيين بعدالة ومساواة دون تفضيل طائفة عن أخرى لأن الوطن للجميع وليس حكرا على أحد دون الآخر». وقال رئيس مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية في عمان، نهاد عباس، لـ«الشرق الأوسط» إنه حتى الساعة الواحدة ظهرا حضر إلى الصناديق 1550 ناخبا وناخبة، وتوقع أن يزيد الإقبال في المساء واليوم.

وفي الإمارات توجه منذ الساعة الثامنة صباحا عشرات العراقيين في أجواء شبه احتفالية إلى مركز الاقتراع في مركز مطار دبي الدولي للمعارض وحمل بعضهم الأعلام العراقية الموسومة بعبارة «الله أكبر» بالخط الكوفي، وآخرون حملوا أطفالهم على أكتافهم ودخلوا بهم مركز الاقتراع حيث توزعوا على نحو 15 محطة اقتراع. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رفعت في كل أرجاء المكان لافتات للمفوضية كتب عليها بالعربية والكردية شعار «صوتك يجمعنا». وتجمع ناخبون ذكور حول كاميرات التصوير والمراسلين الصحافيين للتعبير عن غضبهم العارم لمنعهم من الاقتراع بسبب حملهم جوازات سفر قديمة صدرت في عهد نظام صدام حسين، وعدم حيازتهم هوية عراقية أخرى أو شهادة الجنسية العراقية. وقال أحدهم: «إنها مصادرة للأصوات لأغراض مبطنة وغايات سياسية». ورد أحد رفاقه الذي قال إنه أتى من إمارة رأس الخيمة التي تبعد أكثر من مائة كيلومتر، إن «المفوضية تتحمل المسؤولية كاملة».

وأضاف: «لم يعلمنا أحد بأن الجواز غير صالح، فأنا دخلت به العراق مؤخرا ودولة الإمارات تعترف به وأنا أقيم هنا بموجبه. هناك من يريد مصادرة أصوات الناس».

ولم يعرف عدد الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الاقتراع اليوم الجمعة بسبب جواز سفرهم، إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية أحصت عشرات منهم في مركز الاقتراع في دبي. من جانبه، قال رجل الأعمال مهدي مباركي، رافعا إبهامه المطلي بالحبر دلالة على الاقتراع، إنه صوت لصالح اتحاد الشعب (شيوعي). وعلى الرغم من تمكنه من الاقتراع، قال: «شعرت بالغضب لأن بعض المواطنين العراقيين الذين أرادوا المشاركة في العملية الانتخابية حرموا من ذلك». ويسمح بالاقتراع للعراقيين حاملي الجواز فئة «جي» الجديدة، في حين أن حاملي الجوازات من الفئات الأخرى، خصوصا الصادرة في عهد النظام العراقي السابق فيطلب منهم إبراز بطاقات تعريفية عراقية أخرى أو شهادة الجنسية العراقية. إلا أن بعض المقيمين في الإمارات منذ سنوات ليس في حوزاتهم إلا جواز السفر القديم الذي مددت صلاحيته في معظم الحالات.

ووسط إجراءات أمنية مشددة، بدأت عملية الاقتراع للانتخابات العراقية للمهجرين في سورية، ولم تسجل الساعات الأولى من اليوم الأول إقبالا ملحوظا، الأمر الذي عزاه بعض المرشحين إلى أن اليوم كان يوم الجمعة، العطلة الأسبوعية، وتوقعوا أن يكون الإقبال في اليومين التاليين، اليوم السبت وغدا الأحد، أفضل. ومع ذلك، يمكن القول بأن المراكز الموجودة في منطقة السيدة زينب، جنوب العاصمة دمشق، التي تعد من أكثر المناطق كثافة من حيث عدد المهجرين العراقيين، شهدت إقبالا متوسطا. وتمنى العراقيون الناخبون أن «تكون الانتخابات حرة ونزيهة، وأن تحقق الحلم بالأمن والأمان، والعودة إلى العراق». وقال أحد الناخبين في مركز اقتراع المزة لـ«الشرق الأوسط»: «أقوم بواجبي تجاه بلدي وإخواني على أمل التغيير والوصول بالعراق إلى بر الأمان»، أما لمن سيعطي صوته، فقال بكل ثقة: «سأعطيه لمن يستحقه، الذي أشعر أنه لن يكون طائفيا».

المرشح للانتخابات عمر العلوي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يتوقع أن يكون في سورية أكثر من 70 ألف ناخب، وأضاف أنه «لو تحقق هذا الرقم، فسيكون إنجازا كبيرا»، لافتا إلى أنه بنى تصوره هذا بالاستناد إلى تجربة الانتخابات الماضية، «وحين كان عدد المهجرين العراقيين في سورية مليونا ونصف مليون مهجر، ومع ذلك لم يقبل على الانتخابات منهم سوى 25 ألف».

أوروبيا، فتح مركز انتخابي في مدينة أوترخت الهولندية للعراقيين المقيمين في هولندا ودول مجاورة ومنها بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ. وتوافدت أعداد من العراقيين في الصباح على المركز الانتخابي للإدلاء بأصواتهم، وسط توقعات بتزايد أعدادهم اليوم وغدا الأحد. ويبلغ عدد العراقيين المسجلين في قوائم الناخبين ما يزيد على 33 ألف شخص، ينتظرهم المركز الانتخابي الذي أقيم داخل أحد معسكرات الجيش الهولندي في مدينة أوترخت، وسط إجراءات أمنية مشددة، لتأمين عملية الاقتراع، وفي الوقت نفسه تفادي أي محاولة من جانب أي شخص للتصويت أكثر من مرة. وكان عدد العراقيين الذي شاركوا في الاقتراع الذي جرى عام 2005 قد بلغ 14 ألف شخص، حسب ما ذكر لـ«الشرق الأوسط» وائل الوائلي، رئيس وفد المفوضية العليا للانتخابات العراقية، الذي اعتبر الإقبال جيدا للغاية في اليوم الأول.