سريانية تخوض غمار الانتخابات في مدينة الصدر

إخلاص بهنام المرشحة عن «التغيير» لـ «الشرق الأوسط»: 90% من أكراد بغداد سيصوتون لنا

شرطي عراقي يمر بملصق انتخابي لإخلاص بهنام، المرشحة عن قائمة «التغيير» بقيادة السياسي الكردي نوشيروان مصطفى، وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

حركة «التغيير» التي بدأت كردية وانتهت عراقية شاملة جميع القوميات والأديان والمذاهب، وجدت لها مؤخرا، ورغم حداثتها، قاعدة جماهيرية واسعة في محافظات العراق من شماله إلى جنوبه، والمثير للاهتمام أنها دخلت وبقوة للانتخابات النيابية العراقية وبمناطق عديدة ومرشحين بارزين، بينهم إخلاص كامل بهنام.

إخلاص التي ستشارك ضمن قائمة التغيير التي تحمل رقم 329 وتسلسل 51 عن مدينة بغداد، تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية ودبلوم اللغة الألمانية ودبلوم الإدارة والتسويق، وحاليا مديرة في وزارة الصناعة، قسم الاستثمار، وناشطة نسوية، قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها دخلت ضمن هذه القائمة لا لكونها مسيحية سريانية وإنما كعراقية وضمن حركة وجدت أن لها شعبية واسعة في بغداد. وأضافت: «أتوقع أن 90% من أكراد بغداد سيصوتون لقائمة التغيير، كما أن 99% من الكرد الفيليين يؤيدون التغيير، ودخلنا الانتخابات بقوة ونحن متأكدون من أننا سنحصد عددا جيدا من المقاعد جيدة في البرلمان القادم».

وأضافت إخلاص أن «قائمة التغيير دخلت الانتخابات في المناطق كافة، رغم أنها بدأت معارضة كردية لكنها الآن حركة عراقية لا تتبع أي قومية أو دين، وهدفنا التغيير، كما غيّرنا الكثير في إقليم كردستان سنغير أيضا هنا، ولدينا أكراد وعرب ومسيحيون وكرد فيليون وصابئة».

وحول كيفية إيصال صوتها إلى الشارع قالت إخلاص: «اعتمدت على أساليب حديثة من بينها شبكة الإنترنت، كما أتمتع بروح مرحة ويقول لي كل من يلتقيني إني محبوبة واجتماعية، وهنا ركزت على الأصدقاء والمعارف، وقد التقيت الناس مباشرة وكل من أتحدث معه ينضم إليّ، خصوصا أن الشباب يحبون حركة التغيير ويخبرونني أنهم ملّوا الوجوه القديمة ويرغبون في تغيير وتجديد حتى الوجوه»، مشيرة إلى أنها لو لم تلمس التأييد لما خاطرت بالترشيح للبرلمان، وأضافت: «أنا مصممة على تقديم شيء للمجتمع من خلال البرلمان».

وقالت إخلاص إن «الكثير من الكرد الفيليين كانت رغبتهم عدم التصويت لصالح التحالف الكردستاني في بغداد وكانوا ينوون ترشيح قوائم أخرى، لكن بعدما علموا بوجود قائمة التغيير في بغداد تغيرت رغبتهم باتجاهنا، وهذا شيء مشجع لنا».

وحول الإجراءات الأمنية التي تتخذها في أثناء حملتها الدعائية، قالت إخلاص: «أنا شجاعة، ولا أحمل خوفا وأمتلك سلاما داخليا، وكل المحيطين بي يساعدونني في حملتي وتنقلاتي».

وكشفت إخلاص عن عروض قُدمت لها لشراء أصوات ناخبين، وقالت: «لكنني رفضت بشدة وقلت يجب أن تكون البداية صحيحة وأن يقتنع بي الآخرون ويقتنعوا بأني على قدر المسؤولية وأني سأقدم خدمة للمجتمع».

وقالت إخلاص إن «المرأة يجب أن يكون لها قرارها في عملية التصويت لا أن تنجرّ وراء اختيارات الرجل وستكون هذه من أولويات عملنا في البرلمان القادم، فنحن نرفض تهميش النساء، وللأسف نسمع دوما من برلمانيات وحتى وزيرات أن الرجال لم يحققوا شيئا فما بالك بالنساء! لكن هذا كلام الضعيف، فبغضّ النظر عن الجنس فالذي يمتلك هدفا يجب أن يسعى له ويحققه، ومن الخطأ وضع المرأة في دائرة الضعف».

وأكدت إخلاص: «رغم كوني مسيحية سريانية، فإني أمتلك مؤيدين كثرا في مناطق ساخنة يسمّونها متشددة دينيا، مثل مدينة الصدر والبوعيثة وعرب جبور واللطيفية، وأغلبها زرتها ميدانيا وعرضت برنامجي الانتخابي وكذلك في الجهاد والعامرية، وكثير من الناس كانوا مع مرشح ما وتحولوا لصالحي، وأنا قدمت نفسي للناس على أنني عراقية لا مسيحية، ولا أحب التحدث بهذه الأمور، كما أني امرأة علمانية وضد أي توجهات تفرق أبناء الشعب العراقية».

وقالت إخلاص إنها تعرضت «لمضايقات من قبل كتلة التحالف الكردستاني وبخاصة عندما نريد نشر دعاياتنا في العاصمة بغداد، فأنا مثلا مُنعت من تعليق جدارية في منطقة معينة وعارض الأمر شخص مؤيد للكيان المذكور».

لكنها أشارت أيضا إلى أن «أغلب الصور التي قمت بتعليقها في الشوارع تختفي في اليوم الثاني، والغريب أني علمت بأنها لم تمزق وإنما تُرفع من قِبل الشباب، ورأيت بعضهم وسألتهم فقالوا: (نريد الاحتفاظ بها في بيوتنا لكونك جميلة)، وآخرون يلتقطون صورا قرب الفليكسات الكبيرة».

وأضافت أن «الجمال وترتيب المظهر شيء مهم جدا لشخصية برلمانية، فيجب إن تظهر للمجتمع بشكل لائق، كما أني وجدت أن من يمر بسيارته وينظر إلى الدعايات الانتخابية ينتبه للشكل بعدها يبحث عن المؤهلات، وهذا يعني أن الشكل يجذب الناخب إضافة إلى المؤهلات».