مواجهات وعشرات الإصابات في الأقصى.. والرئاسة تتهم إسرائيل باختراق كل الخطوط الحمراء

مفتي القدس: نحن هنا راسخون.. وعليهم أن يرحلوا

مسعفون يحملون فلسطينيا جرح خلال المصادمات في باحة المسجد الأقصى في القدس أمس (رويترز)
TT

تفجرت عقب صلاة الجمعة، أمس، مواجهات عنيفة في ساحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

وفوجئ المصلون بمئات من رجال الشرطة الإسرائيلية يقتحمون ساحات الحرم من جميع بواباته بعد انتهاء الصلاة، فتصدوا لهم على الفور واندلعت اشتباكات واسعة، استخدمت خلالها الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، ورد المصلون برشقهم بالحجارة.

ولاحقا، انتقلت المواجهات من الأقصى إلى أحياء في البلدة القديمة، وانتهت بإصابة نحو 50 فلسطينيا و15 شرطيا إسرائيليا.

وقال مسعفون إن مسنين ونسوة تعرضوا للضرب المبرح، وأن سيارات الإسعاف منعت من الوصول إلى الأقصى.

وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنها اقتحمت الأقصى بعد أن رشقها المتظاهرون عند باب المغاربة بالحجارة. وحسب الناطق باسم الشرطة، فقد تم إجلاء باحة حائط المبكى من اليهود، الذين أيضا تعرضوا للرشق بالحجارة.

وقال مصلون لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات بدأت بعد مسيرة صغيرة نظمت ضد ضم مقدسات إسلامية لقائمة التراث اليهودي.

وقال مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الإسرائيلية لا تعدم الحجة والمبررات لاقتحام الأقصى، واصفا ما يدور في القدس بأنه مخطط مريب. وأضاف أن إسرائيل تسعى لتنفيذ مخططات لتهجير المقدسيين عن أرضهم عبر إرهابهم، وزاد: «لكنهم لن يرهبونا.. نحن راسخون هنا.. وعليهم هم أن يرحلوا».

واتهم حسين إسرائيل بأنها تسعى إلى تحويل الصراع إلى ديني، وقال إنه على الرغم من ذلك، فالحقيقة الثابتة «أن هذا الاحتلال يجب أن يزول، بغض النظر إذا كان صراعه معنا سياسيا أو ديموغرافيا أو دينيا».

وتزامنت مواجهات الأقصى مع مواجهات أخرى جرت عند الحرم الإبراهيمي، أصيب خلالها 7 فلسطينيين، وتفجرت المواجهات عند الحرم بعد أن فضت الشرطة الإسرائيلية بالقوة مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة، للتعبير عن رفض ضم الحرم إلى قائمة التراث اليهودي.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وقالت في بيان لها: «إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخترق كل الخطوط الحمراء في محاولة منها للحيلولة من دون استئناف مفاوضات السلام، خاصة بعد تبني لجنة المتابعة العربية استئناف محادثات التقريب».

وأشارت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يتابع شخصيا مجريات وتطورات الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، ويجري اتصالاته لوضع حد لهذه الاستفزازات».

وطالبت الرئاسة، الإدارة الأميركية بوقف هذه المغامرة الإسرائيلية، التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة. وحثت المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في وقف التهور الإسرائيلي، الذي قد تكون له تداعيات خطيرة لا تعرف عقباها، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، وإنما على السلم والأمن العالميين.

وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، «إن إسرائيل تلعب بالنار وتجر المنطقة إلى حروب دينية». وأضاف أنها «بممارساتها تخلق مناخا سلبيا ومناخا للتطرف والعنف». وجدد أبو ردينة أمل الفلسطينيين في أن تخرج القمة العربية القادمة بقرارات فعلية لحماية القدس والأرض الفلسطينية.

وفي غزة، خرج آلاف من أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى شوارع غزة، وهتفوا لنصرة الأقصى ضد الاحتلال. ووصفت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في القدس المحتلة وخليل الرحمن بـ«المجزرة»، مطالبة الأمة بالتحرك لحماية المقدسات.

وحذر طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة المقالة، في بيان من أن «ما يجري مقدمة لمجزرة تخطط قوات الاحتلال لارتكابها، أسوة بما قام به باروخ غولدشتاين عام 1994م في الخليل، أو مجازر الأقصى المتتالية»، داعيا المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحرك عاجل للجم قوات الاحتلال ووقف اعتداءاتها على شعبنا ومقدساتنا على كل المستويات.

ووجهت الحكومة المقالة رسالة إلى الأمة العربية طالبتها فيها بتحمل مسؤولياتها تجاه المقدسات الإسلامية في فلسطين وإنقاذها، منتقدة الصمت العربي. واعتبرت «أن تغول الاحتلال على المصلين اليوم هو نتيجة لقرار سلطة حركة فتح بالتفاوض غير المباشر مع الاحتلال، الذي أعطاه الغطاء للتمادي في جرائمه». وطالبت الحكومة المقالة لجنة المتابعة العربية بالتراجع عن إعطاء الغطاء لقرار سلطة فتح بالتفاوض غير المباشر.

أما مسؤول الجهاد في غزة، محمد الهندي، فقال إنه «لا شرعية اليوم إلا لهؤلاء الذين يتصدرون لواء الجهاد والمقاومة».