استقبل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس في الكرملين نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ودعا إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الروسية - الأوكرانية، بعد «فترة قاتمة» في السنوات الأخيرة. وهنأ ميدفيديف ضيفه على تسلم مهام منصبه الشهر الماضي، وتمنى له النجاح، «لأنه على نجاحك يتعلق مصير إحدى الدول القريبة جدا منا» على حد تعبيره. وأضاف: «آمل أن تنتهي بوصولك وبما ستقوم به في سدة الرئاسة، الفترة القاتمة التي اتسمت بها العلاقات بين أوكرانيا وروسيا، وأن نضع شروطا جديدة بالكامل للتعاون». وأجابه يانوكوفيتش الذي يقوم بزيارته الأولى إلى روسيا منذ تسلم مهامه في 25 فبراير (شباط) الماضي: «سأحرص على أن تحقق العلاقات بين روسيا وأوكرانيا منعطفا كبيرا في الاتجاه الصحيح».
وأعرب الرئيس الروسي «عن الأمل في اكتساب العلاقات الثنائية طابعا أكثر ديناميكية وأشد قرابة بما يستجيب ورغبات الغالبية من أبناء الشعبين، استنادا إلى المشاعر الطيبة والبراغماتية من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية وتقرير القضايا الإقليمية بما يسمح بخلق الأسس اللازمة لإقامة حياة سليمة للكثيرين من مواطني البلدين». وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى الكثير من مجالات التعاون، ومنها تطوير الاستثمارات والتعاون في مجال بناء الطائرات والفضاء، إلى جانب بحث مستقبل استمرار وجود الأسطول الروسي في قاعدة سيفاستوبول شبه جزيرة القرم. وقد خلص الجانبان إلى توقيع إعلان مشترك تضمن ما جرى الاتفاق بشأنه في مباحثات الكرملين.
وحظي يانوكوفيتش بترحيب حار من جانب مضيفيه الذين حرصوا على قبول كل ما أعرب عنه الجانب الأوكراني من رغبات وأمنيات فيما يتعلق بإعادة النظر في الاتفاقيات القائمة والعقود الموقعة بين الجانبين، في مجال الوقود والطاقة، فضلا عن ضرورة تأمين توريد الغاز إلى أوروبا دون انقطاع.