ميتشل يطلق اليوم المفاوضات غير المباشرة في لقاء مع نتنياهو

بايدن يطلب رسالة طمأنة وإعادة ثقة من الحكومة الإسرائيلية لأبو مازن

جندي إسرائيلي يحاول منع صبي فلسطيني من التلويح بعلم أثناء تظاهرة احتجاجية أمس في بيت امر قرب الخليل احتجاجا على إعتبار الحرم الإبراهيمي من التراث اليهودي (ا ب)
TT

استهل مبعوث الرئاسة الأميركية إلى الشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل، زيارته إلى المنطقة، مساء أمس، بلقاء أولي مع نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك. وسيواصل اليوم لقاءاته في إسرائيل، وفي مقدمتها اللقاء مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قبل أن ينتقل غدا إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، لكي يتفق معهما على القالب الذي ستجرى فيه المفاوضات في الأسابيع القادمة.

واستبق أبو مازن لقاءه مع ميتشل، باجتماعين الأول الذي تم أمس، مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، أطلعهم فيه على قرار لجنة متابعة المبادرة العربية الذي اتخذ في القاهرة الأسبوع الماضي بمباركة المفاوضات غير المباشرة، وحصل على تأييدهم الاستئناف. واليوم يلتقي أبو مازن أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ويتوقع أن يحصل على موافقتهم على استئناف المفاوضات، وبخاصة بعد الرسالة الأميركية التي وعدت فيها واشنطن أبو مازن، بإعلان الطرف المسؤول عن فشل المفاوضات إذا ما فشلت، ولاتخاذ إجراءات ضده. وجاءت هذه الرسالة تلبية لاستفسار فلسطيني بشأن الطلب الأميركي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، ولولاها لما وافق الفلسطينيون على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وتفيد الرسالة بأن «الإدارة الأميركية تتوقع من طرفي المفاوضات العمل بجدية وبنية صافية.. وإذا ما رأينا أن طرفا لم يقم بما يجب وفق توقعاتنا، فإننا سنعرب عن قلقنا بوضوح وسنتصرف وفقا لذلك لتخطي العقبات».

ووفقا للرسالة فإن «الدور الأميركي لن يقتصر على نقل الرسائل بين الطرفين، بل تقديم الأفكار والمقترحات لإزالة الفجوة بين الطرفين». وأوضحت الرسالة أن أحد اهتمامات الإدارة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وتواصل جغرافي وقابلة للحياة وتنهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967. وبالنسبة للمستوطنات تقول الوثيقة إن الولايات المتحدة تؤكد التزامها المتواصل خطة خارطة الطريق الآتي تنص على أن على إسرائيل أن تجمد البناء الاستيطاني وتزيل البؤر الاستيطانية التي بنيت بعد مارس (آذار) 2001. والحال كذلك، وكما قالت مصادر إسرائيلية، أمس، فإن ميتشل أعد صيغة للمفاوضات غير المباشرة مع تصور لتحويلها إلى مفاوضات مباشرة خلال الشهرين القادمين. ولكنه في حاجة إلى موافقة الطرفين عليها والحصول على تعهد للالتزام بها في ظل الظروف. والصيغة مبنية على أساس أن يقوم ميتشل بجولات مكوكية بين القدس ورام الله في المرحلة الأولى، ثم يعود إلى بلاده مع وفدي التفاوض، الإسرائيلي برئاسة يتسحاق مولخو، مستشار نتنياهو للشؤون الفلسطينية، والفلسطيني برئاسة صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.

وتكون المرحلة الثانية من المفاوضات في واشنطن أيضا غير مباشرة، حيث يجلس الوفدان كل في غرفة ويتنقل بينهما ميتشل. ولكنه يريد أن يجمع الوفدين في غرفة واحدة في أقرب وقت ممكن، ليبدأ التفاوض المباشر.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر أميركية في تل أبيب ممن يشاركون في الإعداد لزيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن مهمته لن تقتصر على الموضوع الإيراني. وأنه سيحاول التقريب بين وجهات نظر الإسرائيليين والفلسطينيين. ولمح مساعدو بايدن إلى أنه سيطلب من نتنياهو رسالة موجهة إلى أبو مازن يوضح فيها بعض الخطوات الإسرائيلية الأخيرة التي أغضبت الفلسطينيين (اعتبار الحرم الإبراهيمي وغيره من المواقع الفلسطينية المحتلة بمثابة مواقع أثرية يهودية والاعتداءات على المصلين في الحرم القدسي الشريف)، يطمئنه فيها بأنه لا ينوي تغيير شيء من الأمر الواقع للأسوأ. وقالت هذه المصادر إن إحدى العقبات في طريق استئناف المفاوضات هي انعدام الثقة بين الطرفين. وبايدن يريد من نتنياهو مبادرة تعيد الثقة به إلى الرئيس الفلسطيني.

وكان الرئيس أبو مازن قد صرح، أمس، أن حكومة نتنياهو ليست معنية بأي مفاوضات جادة لتحقيق السلام، وأن كل ما يفعله في القدس وفي الضفة الغربية دليل على أنها تريد إجهاض عملية التفاوض حتى قبل أن تبدأ. وأن السلطة الفلسطينية تذهب إلى المفاوضات ليس لأنها تثق في نتنياهو وحكومته، بل لأنها تريد إعطاء الإدارة الأميركية فرصة لدفع مفاوضات السلام نحو الاتجاه الصحيح. ولوحظ أن جميع وزراء حزب العمل في حكومة نتنياهو، من إيهود باراك وحتى وزير التجارة والصناعة، بنيامين بن أليعازر، أجمعوا على الحديث عن أهمية استئناف المفاوضات السلمية. وقال وزير شؤون الأقليات، البروفسور أبيشاي برفرمان، إن هذه المفاوضات هي امتحان لحكومة نتنياهو. فإذا نجحت وتواصل، تكون قد حققت هدفها، وإن فشلت فسيكون من واجب حزب العمل لناخبيه أن يعيد النظر في شراكته مع نتنياهو. وأضاف: «لقد أضعنا وقتا ثمينا جدا في الحوار حول إطار المفاوضات وشروط المفاوضات، وهذا الوقت الضائع لم يعد بالفائدة على أحد. بل بالعكس، فقد أساء إلى عملية السلام وتسبب في انفضاض الكثيرين من حولها. والجهة الوحيدة الرابحة منه هي قوى التطرف في الجانبية التي لا تريد أي خير لشعبي هذه البلاد».