كارل روف «مخ بوش» في مذكراته: الرئيس كان محقا ومستشاروه لم يدافعوا عنه كفاية.. وأنا بينهم

قال في الكتاب: ربما دمر صدام أغلبية أسلحة الدمار الشامل.. أو نقلها إلى سورية

TT

يصدر غدا كارل روف، رئيس طاقم البيت الأبيض مستشار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أحد أشهر الاستراتيجيين الأميركيين الذي وصف بأنه «مخ بوش»، مذكراته التي طال انتظارها تحت عنوان: «كاريدج آند كونسيكونسس» (الشجاعة ونتائجها). وفي الكتاب يتطرق روف إلى علاقته مع بوش، وإلى الأخطاء التي ارتكبت خلال حرب العراق، وإلى هجمات 11 سبتمبر (أيلول). كما يتطرق إلى سنوات عمله في البيت الأبيض، وعلاقة الجمهوريين بالديمقراطيين الذين يصفهم بأن بعضهم كان يتصف بعدم الشجاعة ويغير رأيه كثيرا، كما ينتقد نفي الديمقراطيين عدم معرفتهم بأساليب التحقيق مع المعتقلين في غوانتانامو.

وفي دفاع قوي عن بوش، سأل روف في الكتاب: «هل كذب بوش علينا في دخول الحرب» (حرب العراق)؟ وأجاب على سؤاله: «لا، بالتأكيد».

كما سأل: «هل كانت حرب العراق ستحدث من دون خطر أسلحة الدمار الشامل؟» وأجاب: «أشك في ذلك». وأضاف: «كان الكونغرس سيشك في الموافقة على استعمال القوة من دون خطر أسلحة الدمار الشامل».

ويقول روف في كتابه إن بوش، في هذه الحالة، كان سيلجأ إلى طرق أخرى لمواجهة الرئيس العراقي صدام حسين. مثل: «تغيير النظام» و«مواجهة خروقات العراق الفظيعة لحقوق الإنسان». وعن الأسلحة نفسها، كتب روف أن صدام حسين «ربما دمر أغلبية أسلحة الدمار الشامل. أو ربما نقلها، قبل الحرب، إلى دول أخرى مثل سورية».

لكن، اعترف روف بأن عدم العثور على هذه الأسلحة «أحدث أضرارا كبيرة بمصداقية إدارة بوش». وأيضا، اعترف بأن عدم قدرته، هو وآخرون، على الدفاع عن بوش بعد عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل كان «واحدا من أكبر الأخطاء خلال سنوات بوش».

وسأل في الكتاب: «من المسؤول عن هذا الخطأ الكبير؟» وأجاب: «أنا». وأضاف: «كان يجب علي أن أتحرك تحركات إيجابية، وأدق جرس الخطر، وأقدم ردود فعل شاملة وكاملة».

وعن الاتهامات بأن إدارة بوش عذبت الذين اعتقلوا بتهمة الإرهاب، دافع روف عما سماها «إنهانسد إنتوريغيشنز» (تحقيقات إضافية). وقال إن وزارة العدل وافقت عليها. وأيضا جورج تينيت، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في ذلك الوقت.

وهاجم روف قادة الحزب الديمقراطي، وقال في كتابه إن بوش أبلغهم بالتحقيق المتطور. ولم يعترضوا. وقال: «جعلهم صمتهم شركاء». وأضاف: «بعد أن خفت ذكرى هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، وبعد أن تغير اتجاه الرياح، قال قادة ديمقراطيون إنهم لم يعلموا أبدا بهذه الوسيلة في التحقيقات، وإن إدارة بوش استعملت هذه الوسيلة سرا».

وفي السنة الماضية، أعلنت نانسي بيلوسي، زعيمة الأغلبية في مجلس النواب، بأن «سي آي إيه»، في سنة 2002، كذبت على الكونغرس في تقرير عن الموضوع. لكن، ردت «سي آي إيه» بأنها أبلغت بيلوسي بوسيلة التحقيق المتطور.

وسأل روف: «هل كان هذا التحقيق تعذيبا؟» وأجاب: «لم يوافق الرئيس على التعذيب. فعل العكس. أمر بألا يتخطى التحقيق الخط القانوني ويصير تعذيبا». وأضاف: «أيضا، ساعدنا هذا التحقيق على الحصول على معلومات مهمة لمنع هجمات إرهابية جديدة علينا».

وفي الكتاب، رد روف على اتهامات وانتقادات كثيرة وجهت ضده خلال قرابة عشرين سنة قضاها مستشارا لبوش، منها ثمان سنوات مع بوش في البيت الأبيض. وكما كان مناكفا مع الذين انتقدوه خلال سنواته مع بوش، ظهر في الكتاب مناكفا. وأشار إلى ما حدث سنة 2000، عندما انتقده السيناتور جون ماكين، الذي كان ترشح باسم الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية، منافسا لبوش. اتهم ماكين روف بأنه وراء وضع عراقيل أمامه، خاصة في الانتخابات الأولية بين الاثنين في ولاية ساوث كارولينا. وأيضا رد كارل روف على الذين انتقدوا فلسفته السياسية.

وشن هجوما عنيفا على قادة الحزب الديمقراطي، وقال إنهم كانوا يتفقون مع بوش على مواضيع خلال اجتماعات البيت الأبيض، ثم يخرجون ويتحدثون إلى الصحافيين عن غير ذلك. واستعمل كلمات مثل «ديفيوس» (مراوغين) و«سينيكال» (متهكمين) في وصف هؤلاء الديمقراطيين. وأيضا، انتقد بعض قادة الحزب الجمهوري، ووصفهم بكلمات مثل «لاك باكبون» (لا يملكون الشجاعة) في الأوقات الصعبة.

ومن الأحداث التي يشير إليها روف في كتابه: عندما كان مع بوش يوم 11 سبتمبر سنة 2001، عندما وقعت الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي. ومشكلة بطاقات التصويت بين جورج بوش الابن وآل غور في انتخابات الرئاسة سنة 2000. وقرار غزو أفغانستان في نهاية سنة 2001. وانتخابات سنة 2004 عندما فاز بوش على السيناتور جون كيري. وثلاث سنوات في مواجهة المحقق باتريك فتزجيرالد الذي حقق في تسريب اسم فاليري بليم، عميلة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه)، وزوجة جون ويلسون، سفير أميركا السابق في العراق المعارض للحرب، والتي تسرب اسمها انتقاما من زوجها. غير أن روف انتقد نفسه أيضا. وأشار إلى أخطاء خلال حملات بوش الانتخابية في سنتي 2000 و2004. وفي الختام يقول روف إنه سعيد بالسنوات التي قضاها في تقديم استشارات لسياسيين، وخاصة للرئيس بوش. وأشاد بما سماه «الفكر المحافظ»، إشارة إلى أنه ينتمي إلى الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري. وقال روف إنه تعمد أن يكون الاسم الكامل لكتابه: «شجاعة ونتائجها: حياتي كمحافظ في القتال».