أردوغان يحذر واشنطن: اعتماد قرار توصيف مذابح الأرمن بالإبادة سيضر العلاقات الثنائية

أنقرة استدعت سفيرها في واشنطن للتشاور حول إمكانية تبني الكونغرس القرار

TT

حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأميركيين أمس من أن تمرير قرار في الكونغرس الأميركي يعتبر أن ما حصل للأرمن على أيدي الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى كان «إبادة جماعية»، سيضر بشكل كبير بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وعبرت تركيا، وهي حليف أساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، عن غضبها من تبني لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي القرار، وقد دفعها ذلك إلى استدعاء سفيرها من واشنطن إلى أنقرة للتشاور معه. وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال مؤتمر لرجال الأعمال الأتراك أمس: «القرار الذي تبنته لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأميركي لن يؤذي تركيا، ولكنه سيضر بشكل كبير بالعلاقات الثنائية، وبالمصالح والرؤية المشتركة». ووقفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع أنقرة في معارضتها للقرار، ووجهت نداء في اللحظة الأخيرة للجنة لعدم تبني القرار، في وقت بث التلفزيون التركي التصويت مباشرة. ووعد البيت الأبيض بأنه سيمنع وصول القرار إلى الكونغرس للتصويت عليه.

وتقول تركيا إن القرار قد يعرض للخطر محادثات السلام الهشة أصلا مع أرمينيا، لإنهاء قرن من العداء بين الدولتين وتمهيد الطريق لمزيد من الاستقرار في جنوب القوقاز، وهي منطقة تمر عبرها أنابيب غاز ونفط إلى أوروبا. ويحث القرار أوباما على استعمال كلمة «إبادة» عندما يدلي برسالته السنوية في ذكرى مذابح الأرمن في أبريل (نيسان) المقبل. وتعترف تركيا بأن أعدادا كبيرة من الأرمن المسيحيين قتلوا خلال حكم السلطنة العثمانية ولكنها تنفي أن يكون عدد القتلى منهم قد وصل إلى مليون ونصف المليون، وأن الأمر وصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو تعبير يستعمله كثير من المؤرخين وبعض الدبلوماسيين الأجانب. ويخشى بعض المحللين أن يؤدي التصويت على هذا القرار إلى إبعاد تركيا في وقت تتصاعد المخاوف من أن علاقاتها مع سورية وإيران وروسيا قد تتحسن. وقال معلقون في واشنطن إن تمرير القرار يمكن أن يؤثر على استعمال الأميركيين لقاعدة اينكرليك الجوية في جنوب شرقي تركيا. وهي قاعدة أساسية بالنسبة للقوات الأميركية التي تخدم في العراق وأفغانستان. وتعتبر تركيا طريق ترانزيت بالنسبة للقوات الأميركية المتوجهة من وإلى العراق، ولدى تركيا 1700 جندي من القوات غير المقاتلة في أفغانستان. وقد لعبت أنقرة أيضا دورا استراتيجيا في تقريب أفغانستان وباكستان وإقناعهما بالعمل معا لمحاربة «القاعدة» وطالبان على حدودهما، وقد استضافت محادثات على مستوى كبير بين باكستان وأفغانستان.