لندن تنفي وجود دوافع سياسية لتوقيف المسؤول البوسني السابق غانيتش

الاتحاد الأوروبي يضغط على قادة البوسنة لتفعيل الإصلاحات

TT

نفت بريطانيا أي طابع «سياسي» لاعتقال أيوب غانيتش، المسؤول البوسني السابق المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال نزاع البلقان (1992 - 1995).

وقال سكرتير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كريس براينت «أستطيع أن أؤكد أن اعتقال غانيتش لا يندرج في إطار موقف سياسي أو دبلوماسي للحكومة البريطانية، ولا يتعلق بأي وجهة نظر للحكومة بشأن الحوادث التي جرت في البلقان».

وأكد أن «السلطات القضائية المستقلة تماما عن الحكومة تمارس مهامها القانونية والمستقلة طبقا للقانون». وجاءت تصريحات براينت بينما كان نحو 2500 شخص يحتجون أمام سفارتي بريطانيا وصربيا في سراييفو مطالبين بإطلاق سراح غانيتش.

وكانت محكمة بريطانية رفضت الجمعة إطلاق سراح أيوب غانيتش، 63 عاما، بكفالة، معتبرة أنه يمكن أن يغادر البلاد. واعتقل أيوب غانيتش في مطار هيثرو في لندن بناء على مذكرة توقيف صربية تعود إلى فبراير (شباط) 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وغانيتش متهم مع 17 مسؤولا بوسنيا آخرين بقتل أفراد كتيبة في الجيش اليوغسلافي، خلال هجوم في مايو (أيار) 1992 في سراييفو وجرائم ارتكبت في مستشفى وفي ثكنة بالعاصمة البوسنية. وأوقع الهجوم على الكتيبة اليوغسلافية 18 قتيلا و22 جريحا، بحسب مصدر قريب من المحكمة الصربية. من جهة أخرى، قدمت البوسنة والهرسك رسميا إلى لندن طلبا لاسترداد غانيتش. وأكد براينت أن لندن «حريصة» على علاقتها مع البوسنة والهرسك وتدعم تطلعات البوسنيين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن جهة ثانية، قال مسؤول إن الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي سوف تدعو لعقد اجتماع جديد بين قادة العرقيات الثلاث الرئيسية في البوسنة والهرسك في أبريل (نيسان) المقبل، في إطار جهود لتشجيع الإصلاحات.

وتأثرت مسيرة التقدم في البوسنة بحالة الخلاف الدائمة بين زعماء الصرب والمسلمين والكروات، وهي الخلافات نفسها التي تحول دون فرض الإصلاحات الدستورية اللازمة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «ندعم المقترح الإسباني بعقد اجتماع مع قادة البوسنة في أبريل المقبل.. بعد مبادرة الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة في كامب بوتمير».

وفي بيان منفصل، قال وزير الخارجية السلوفاكي ومبعوث الاتحاد الأوروبي السابق لدى البوسنة ميروسلاف لايتشاك، إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتحرك بالتنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا وتركيا للضغط على قادة البوسنة.

ويصب الاتحاد الأوروبي الكثير مما يشعر به من غضب على قائد صرب البوسنة ميلوراد دوديك، الذي يهدد دوما بالانفصال عن باقي البوسنة والهرسك، ويتحدى سلطات فالنتين إنزكو المبعوث الدولي الحالي للبوسنة.