بروكسل: محاكمة أعضاء مفترضين في «القاعدة» غدا

يواجهون عقوبة السجن حتى 10أعوام بتهمة «الانتماء إلى مجموعة إرهابية»

TT

تبدأ غدا في بروكسل محاكمة أعضاء مفترضين في خلية تابعة لتنظيم القاعدة متخصصة في تجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات جهادية والتحضير لاعتداءات، وذلك بعد 15 شهرا من تفكيك هذه الخلية أواخر 2008 في مناخ من التوتر. وكانت الشرطة ألقت القبض على تسعة أشخاص خلال عمليات دهم في لييغ (شرق) وبروكسل في ديسمبر (كانون الأول) بعد ورود معلومات إلى أجهزة الاستخبارات عن إمكان وقوع اعتداء وشيك.

ونفذت الشرطة عمليات الدهم تلك قبيل ساعات من انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل فشلت السلطات البلجيكية في إلغائها. وسيمثل سبعة من هؤلاء الموقوفين اعتبارا من الساعة التاسعة من صباح الغد أمام محكمة الجنايات في بروكسل برئاسة قاض خبير في شؤون الإرهاب. أما المتهمان الباقيان فسيحاكمان غيابيا كونهما فارين. وعلى الرغم من أن المحققين لم يكشفوا عن أي مخطط محدد لعمل إرهابي ولا عن حيازة الخلية لمتفجرات، فإن المتهمين يواجهون عقوبة السجن حتى عشرة أعوام بتهمة «الانتماء إلى مجموعة إرهابية». والشخص المحوري في هذه القضية مليكة العروض (50 عاما) الموضوعة تحت حراسة أمنية مشددة وهي من أبرز وجوه الدعاية الإسلامية على الإنترنت. وهذه المتهمة هي أرملة أحد الانتحاريين اللذين اغتالا زعيم الحرب الأفغاني المناوئ لحركة طالبان أحمد شاه مسعود. وبحسب النيابة العامة الفيدرالية البلجيكية، فإن هذه المرأة الموالية لأسامة بن لادن ترأست عملية تجنيد متطوعين في بلجيكا لتنفيذ عمليات جهادية، وهم شبان مسلمون ذهبوا للتدرب في منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية. وكان يرافقهم أحيانا مويز غارسالوي الزوج الثاني لمليكة العروض، وهو أحد المتهمين الفارين وكان على علاقة ميدانية مع «أشخاص بارزين» في «القاعدة»، بحسب النيابة العامة. ويستند الادعاء في اتهاماته إلى شريط فيديو للمتهم هشام بيايو (24 عاما) يتضمن رسالة وداعية بمثابة وصية للمتهم تحضيرا لتنفيذ اعتداء، بحسب الصحافة البلجيكية. وقال المدعي العام يوهان ديلمول إن بيايو «تلقى الضوء الأخضر لتنفيذ عملية كان يعتقد أنه لن يعود منها حيا»، وأنه «ودع أقاربه لأنه يريد الذهاب إلى الجنة وضميره مرتاح». وفي الواقع بدأ التحقيق في هذه القضية أواخر 2007 إثر ورود معلومات عن خطة وضعها التونسي نزار طرابلسي للفرار من السجن حيث يمضي في بلجيكا عقوبة السجن عشر سنوات بتهمة التحضير في سبتمبر (أيلول) 2001 لتنفيذ اعتداء لصالح تنظيم القاعدة بواسطة شاحنة مفخخة ضد قاعدة عسكرية بلجيكية تؤوي جنودا أميركيين. وقادت هذه المعلومات الأجهزة الأمنية البلجيكية إلى تنفيذ عمليات دهم في 21 ديسمبر 2007 «أدت على الأرجح إلى منع تنفيذ مخطط لاعتداء في بروكسل» بحسب المدعي العام. ويومها حرص المحققون على إبقاء هذه العملية سرية للغاية، وهي عملية أدت إلى رفع مستوى الإنذار من خطر وقوع عمل إرهابي في بلجيكا خلال أعياد نهاية السنة. وفي المقابل، دفع فريق الدفاع عن هشام بيايو ببراءة موكله من تهمة التحضير لتنفيذ اعتداء، في حين اعتبر وكلاء الدفاع عن مليكة العروض أن الملف الاتهامي «فارغ» وأن موكلتهم تحاكم بتهمة الإدلاء بآراء يعاقب عليها القانون.