مصادر أفغانية لـ «الشرق الأوسط»: خبز وشاي أخضر ومكسرات في لقاء براون مع مشايخ هلمند

مقتل جندي بريطاني وإصابة ألماني ومترجم أفغاني في هجوم لطالبان

رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال لقائه مع مجموعة من زعماء القبائل في هلمند أمس، وقد ظهر على يمينه حاكم الولاية غولاب منجال (أ.ف.ب)
TT

وصل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس في زيارة مفاجئة إلى جنوب أفغانستان، حيث اعتبر أن الهجوم الذي يشنه 15 ألف جندي دولي وأفغاني على معقل طالبان في مارجا يشكل «بارقة أمل».

وقال براون في كامب باستيون، أكبر قاعدة عسكرية في ولاية هلمند، بجانب حاكم هلمند غولاب منجل «ينبغي أن نربح السلام بقدر ما ينبغي أن نربح الحرب». وأضاف رئيس الوزراء البريطاني في هلمند، إحدى أكثر الولايات الأفغانية خطورة «لهذا السبب يبدو أن الأمر الحاسم جدا يكمن في أن القوات المشتركة الدولية والأفغانية، من عسكريين ومدنيين، بدأت تجعل، في أقل من عشرين يوما على بداية العملية، من هذا المعقل لحركة تمرد طالبان بارقة أمل للسكان». وقالت مصادر أفغانية لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء البريطاني التقى عددا من شيوخ قبائل هلمند، وحضر الاجتماع حاكم هلمند غولاب منجل، وقدم إلى رئيس الوزراء البريطاني الخبز الأفغاني «نان» والشاي الأخضر و«بلاو»، وهو طبق من الأرز باللحمة مع الزبيب، وطبق من المكسرات «بستة بادام»، و«كمشش» أي العنب المجفف (الزبيب) الذي تشتهر به أفغانستان، كنوع من الحفاوة الأفغانية بالضيوف الأجانب. وأثناء هذه الزيارة، الأخيرة على الأرجح قبل الانتخابات التشريعية المقررة في السادس من مايو (أيار) في بريطانيا، تفقد براون القوات البريطانية في كامب باستيون، وفي موقعين متقدمين في ناد على شمال مارجا مركز هجوم «مشترك» الذي بدأه 15 ألف جندي دولي وأفغاني في 13 فبراير (شباط).

إلى ذلك، قتل جندي بريطاني في انفجار وقع أول من أمس في جنوب أفغانستان، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس. وأوضحت الوزارة في بيان أن الجندي قضى متأثرا بجروح أصيب بها أثناء انفجار وقع أول من أمس بينما كان يقوم بدورية راجلة قرب سانغين في ولاية هلمند الجنوبية، ومقتله غير مرتبط بعملية «مشترك» الجارية. وعملية «مشترك» هي هجوم واسع النطاق يشارك فيه 15 ألف جندي أفغاني ومن القوات الدولية، وفي مقدمتهم أميركيون وبريطانيون. وبدأت المعركة في 13 فبراير ضد مقاتلي طالبان في منطقة مارجا بولاية هلمند معقل حركة طالبان. وبمقتل هذا الجندي، يرتفع عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ بداية العمليات العسكرية في هذا البلد أواخر 2001 إلى 269.

وفي قندز (أفغانستان)، صرح مسؤول أفغاني أمس بأن مسلحي طالبان هاجموا دورية عسكرية ألمانية في إقليم قندز شمال أفغانستان، مما أسفر عن إصابة جندي ومترجمه الأفغاني. وقال عبد الواحد عمر خيل، حاكم إقليم قندز، إن الجنود الألمان كانوا في دورية مستقلين مركبة في قرية سالارزاي في منطقة شارداراه في إقليم قندز عصر أول من أمس. وأضاف «جندي ألماني ومترجم أفغاني أصيبا بجراح في الهجوم»، متابعا أن المهاجمين التابعين لطالبان تكبدوا بعض الخسائر في الأرواح لكن لم يكن بمقدوره أن يقدم أي بيانات عنها. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، الذي كان يتحدث من مكان لم يكشف النقاب عنه، إن مقاتلي طالبان قتلوا ثلاثة جنود ألمان في الهجوم.

ويذكر أن هناك نحو أربعة آلاف و500 جندي ألماني في شمال أفغانستان، بما في ذلك إقليم قندز. وكانت برلين قد أعلنت مؤخرا عن نشر 850 جنديا آخرين سوف يصلون إلى أفغانستان العام الحالي. والجنود الألمان جزء من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة البالغ قوامها 133 ألف جندي في البلاد. وسوف يتم نشر قوات إضافية من الولايات المتحدة والناتو قوامها 37 ألف جندي في أفغانستان في الصيف، وسوف يتم نشر نحو خمسة آلاف شخص منهم في المنطقة الشمالية التي كانت تنعم بالسلام في الماضي. وحذرت السلطات الإقليمية في قندز مؤخرا طالبان في المنطقة بالتخلي عن العنف، أو أن تواجه هجوما وشيكا من جانب القوات المشتركة مع وصول القوات الإضافية إلى الإقليم.