تعيش الأوساط السياسية في قطاع غزة حالة من الترقب إزاء نتائج اللقاء الذي سيعقده اليوم الأحد وفد الشخصيات المستقلة الفلسطينية مع الدكتور محمود الزهار عضو القيادة السياسية لحركة حماس للتباحث بشأن الموقف من الورقة المصرية. وتوقع الدكتور ياسر الوادية من الوفد أن يقدم الزهار خلال اللقاء «بعض النقاط الإيجابية»، مشيرا إلى وجود بعض المؤشرات الإيجابية بشأن مستقبل المصالحة. وفيما قد يشكل مؤشرا على هذه التطورات الإيجابية كشفت صحيفة «المنار» المقدسية الأسبوعية النقاب عن أن وفدا قياديا من حركة حماس سيتوجه للقاهرة في غضون أيام للتباحث حول المصالحة، موضحة أن الحركة وافقت على التوقيع على الورقة المصرية بعد إرفاقها بورقة الضمانات التي قدمتها ليبيا، على أن تكون ملحقا منفصلا. وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية ستوجه قريبا دعوة لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل لبحث عدة قضايا على رأسها صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، مؤكدة أن القاهرة معنية بإعادة تفعيل دورها في هذا الملف. وأكدت الصحيفة أن الحكومة المصرية بشأن إعداد مبادرة جديدة لتجاوز نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى بالتعاون والتنسيق مع الوسيط الألماني. وحسب الصحيفة فإن مسؤولا مصريا رفيعا سيزور تل أبيب قريبا للتباحث في هذا الشأن.
يذكر أن عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية سيزور القاهرة قريبا للتباحث حول عدة قضايا. ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري قوله إن القاهرة معنية بإنهاء جميع الملفات العالقة في غضون شهرين، مؤكدة أن القاهرة بصدد اتخاذ عدة إجراءات ستسهم في إعادة العلاقات مع حماس إلى سابق عهدها.
من ناحية ثانية وفي أول سابقة منذ الانقسام الداخلي، أعلن في أحد السجون الإسرائيلية عن توحيد المعتقلين المنتمين لحركتي حماس وفتح تحت قيادة واحدة. وذكر «مركز الأسرى للدراسات» أنه تم التوقيع من قبل معتقلي فتح وحماس على اتفاق وطني ينهي حالة الفصل القائمة داخل السجون. ونوه المركز أنه سيتم تطبيق اتفاق الوحدة هذا الأسبوع بالتدريج. يذكر أن العلاقات بين المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تتأثر بشكل واضح بالعلاقات بين الحركات الفلسطينية في الخارج. إلى ذلك، أدانت أمانة سر المجلس الثوري لحركة فتح قيام الحكومة المقالة بمنع نائبة أمين سر المجلس آمال حمد من مغادرة قطاع غزة ومصادرة بطاقتها الشخصية. وأعربت الأمانة في بيان صحافي أمس عن استغرابها من هذا التصرف الذي أعقب منع وفد من المجلس الثوري لفتح من دخول غزة، مؤكدة أن هذه التصرفات غير المسؤولة من شأنها إضعاف التوجه الشعبي باتجاه المصالحة، على حد تعبيرها. وكان النائب الأول لأمين سر المجلس الثوري صبري صيدم، قد أكد أن معلومات وصلت لفتح بصورة غير مباشرة تفيد بأن حماس اتخذت قرارا بمنع وفد المجلس من دخول القطاع، لكنه أكد أن هناك جهات من فصائل منظمة التحرير عرضت وساطة لإتاحة دخول الوفد إلى غزة. من ناحية ثانية قالت فتح إن مجهولين أطلقوا النار بغزارة على سيارة عضو قيادة الإقليم سليمان الرواغ أثناء توقفها أمام منزل القيادي في فتح وعضو مجلسها الثوري محمد النحال غرب مدينة غزة. وأشارت الحركة إلى أنه في تمام الساعة 10 من مساء أول من أمس وأثناء وجود الرواغ أمام منزل النحال في منطقة تل الهوا مقابل متنزه برشلونة سمع إطلاق نار كثيف في محيط المنزل، وبعدها خرج الاثنان ليجدا سيارة الرواغ تخترقها زخات من الرصاص. ونقل بيان فتح عن شهود عيان قولهم إن مسلحين في سيارة من نوع سكودا يرافقها دراجتان ناريتان، هم الذين أطلقوا النار على السيارة.