ضجيج الانتخابات يتواصل رغم «الصمت الانتخابي».. و«القلق» ينتاب معظم المرشحين

مرشحون راقبوا اقتراع الخارج.. وآخرون تواصلوا مع الناخبين عبر البريد الإلكتروني والهاتف الجوال

TT

بعد أن صمت الإعلان عن الكيانات السياسية ومرشحيها في الانتخابات النيابية، أمس، هل عاد المرشحون إلى منازلهم بين عائلاتهم؟ أم أن جولاتهم ولقاءاتهم بالناخبين استمرت حتى وإن كان من داخل بيوتهم، أو وربما هم يتواصلون معهم عبر أجهزة الإنترنت في استقبال الرسائل وردود الأفعال؟

«الشرق الأوسط» تابعت بعض المرشحين وهم يخرجون من عرس الشعارات والصور والأهازيج والأغاني والضجيج الإعلامي إلى دائرة الصمت والترقب ليوم قادم قد يحمل لبعضهم البشرى، وللبعض الآخر خسارة.

فطارق الهاشمي، رئيس كتلة تجديد، أحد أهم مكونات الكتلة العراقية، استيقظ منذ الصباح الباكر ولم يحضر فترة الإفطار مع أهله، بل توجه إلى مكتبه ليتابع مجريات التصويت الخاص في الخارج، ووجه رسالة فورية كتبها بخط يده إلى المفوضية العليا للانتخابات تعنى بالخروقات والممارسات غير القانونية التي تم رصدها في مختلف المراكز الانتخابية. كما تابع الهاشمي الأوضاع في عموم المحافظات العراقية، وقام بإصدار رسالة عاجلة للعراقيين في محافظة بغداد بشكل خاص، ناشدهم فيها تجاهل المنشورات التي توزع في العاصمة التي تدعوهم لعدم المشاركة. وقال الهاشمي في رسالته إنها دعوة «ضالة وباطلة».

وفي تلك الأثناء، أجرى الهاشمي لقاءات واتصالات مهمة مع قياديي الكتلة التي ينتمي إليها، لمناقشة أمور تتعلق بالانتخابات أيضا، وتابع وحتى ساعة إعداد هذا التقرير وكلاء القائمة العراقية في الدول كلها، الذين يتواصلون معه ومع قادة آخرين في القائمة بشكل مباشر، لنقل ما يحدث من خروقات وبأسماء مرتكبيها.

أما إياد جمال الدين، زعيم كتلة أحرار، الذي اعتبرته أوساط شعبية وسياسية أنه كان من أكثر المرشحين إعلانا عن نفسه خلال فترة الدعيات الانتخابية، فهو لم يجلس في مكتبه، بل إنه واصل تلقي المكالمات الهاتفية من الناخبين ومن جميع أصدقائه ومؤيديه من داخل العراق وخارجه، في الوقت نفسه الذي يتواصل فيه مع عدد منهم عبر بريده الإلكتروني الخاص.

ويقول جمال الدين لـ«الشرق الأوسط» إنها «فترة الاستحقاق الانتخابي، وعلينا العمل بكل ما أوتينا من قوة لإزاحة المفسدين عن السلطة. وعملي واتصالاتي لم يتوقفا وصولا إلى لحظة الانتخاب الأحد (اليوم)، وبعدها سنراقب النتائج».

أما سليم عبد الله، مرشح كتلة التوافق، فيرى أن يوم الصمت الإعلامي هو «يوم القلق الفعلي» بالنسبة إلى المرشحين، وقال إنه قضى يومه بالعمل في اللجنة الانتخابية لمراقبة سير الانتخابات أمنيا.

فيما قال خالد الأسدي، ممثل قائمة دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، إن أغلب المرشحين يقضون ساعات الصمت باستدعاء فرق عمل الدعايات الانتخابية للاطلاع على أعمالهم، ومساحات نشر الدعاية، أي تقارير الحملة ونشاطهم. موضحا أن العمل الآخر الذي قام به، أمس، هو إعداد قوائم مراقبي الكيانات السياسية الذين يمثلون ائتلاف المالكي في عموم العراق، وتوزيعهم على المراكز الانتخابية، وتوعيتهم بشأن أهمية مراقبة الانتخابات بأدق تفاصيلها ورصد أي خروقات.

وتوقع الأسدي حدوث خروقات، وقال: «إنها محتملة، وعلى المفوضية رصدها ومتابعة الشكاوى. وفي حال حدوث خرق لفترة الصمت، فستكون عقوبة المفوضية من الغرامة إلى الحرمان، وتشمل الخروقات بث إعلانات دعائية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، أو تسخير عجلات تحمل صور مرشحين أو تنادي بمكبرات الصوت، ناهيك عن إقامة ندوات وتجمعات ومؤتمرات، وأي وسيلة استخدمت في الحملة الانتخابية والاستمرار بها يعد خرقا للصمت».

وبشأن المخاوف التي قد تراود بعض المرشحين خلال ساعات الصمت، قال الأسدي: «لدينا في ائتلاف دولة القانون ثقة كاملة بأن الشعب سيختار الأفضل، وسيختار من قدم له الكثير. وهناك شعبية وروح عالية لاختيار ائتلاف دولة القانون، ولدينا ثقة بمساهمة كبيرة هذه الانتخابات وهناك أصوات تتجه نحونا، لكننا أيضا نشعر بقلق من الانتخابات وأرسلنا هذه التخوفات إلى المفوضية التي طمأنتنا كثيرا، وقالت إنها ستعمل على منع التزوير. لكن، على الرغم من ذلك نقول ستحدث خروقات، منها إغراءات مالية قد تقدم إلى موظفي المفوضية في المراكز للتلاعب بعمليات الفرز، وكلها أمور محتملة، لكننا نثق بالمفوضية، ومتأكدون من أنها ستعمل بأقصى طاقاتها لمنع ذلك».

أما حيدر السويدي، قيادي في الائتلاف الوطني العراقي، والنائب في البرلمان الحالي، قال إنه أنهى «مسودة كتاب (أربع سنوات من عمر البرلمان)، ومنذ الصباح وأنا أتصفح الكتاب الذي سلط الضوء على فساد بعض البرلمانيين وتسكعهم في دول العالم، والتفاصيل كلها التي حصلت في السنوات الأربع الماضية».