مستشار رئيس البونت لاند لـ «الشرق الأوسط»: إذا ساعدنا العالم بإمكاننا القضاء على القراصنة

دعا خاطفي الناقلة السعودية إلى الإفراج الفوري عنها تقديرا لدور المملكة

TT

دعا محمد عبد الرحمن المستشار الإعلامي لرئيس إقليم البونت لاند بشمال شرقي الصومال القراصنة الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية (النسر السعودي) إلى الإفراج فورا عن الناقلة وطاقمها المكون من 14 بحارا، مشيرا إلى أن حكومته ضد أي عمليات للقرصنة قبالة السواحل الصومالية.

وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «نحن ندين أي عمل للقرصنة أو خطف للسفن ونحن ضد دفع الفدى المالية، لأنها تشجع القراصنة على القيام بالمزيد من أنشطتهم الإجرامية».

وأضاف: «نتأسف لما حدث للناقلة السعودية، ونقول للقراصنة إن هذه الناقلة تنتمي إلى دولة عربية مسلمة ومهمة وذات أياد بيضاء على الصوماليين، وينبغي إطلاق سراح الناقلة وطاقمها فورا دون أي شروط»، مضيفا: «نحن جزء من أمتنا العربية والإسلامية ولا يجب أن نتعرض لأشقائنا بأي سوء أو أذى».

وقال عبد الرحمن: «إن موقفنا كحكومة البونت لاند هو عدم دفع أي فدى أو الدخول في مفاوضات مع القراصنة، لا نقول باستخدام القوة العسكرية لمخاطرها على الناقلة وبحارتها، لكن عموما نطلب من الجميع عدم الاستجابة بسهولة لمطالب القراصنة».

واتهم المجتمع الدولي بالتباطؤ في تقديم كافة المساعدات المالية واللوجستية والعسكرية اللازمة لحكومة البونت لاند، لتتمكن من تقوية الإمكانيات المحدودة حاليا لقوات خفر السواحل التابعة لها، مشيرا إلى أن حكومته قادرة في حال توافر الدعم المطلوب على القيام بدور أفضل في مكافحة القراصنة ووقف أنشطتهم المروعة بشكل يفوق ما تحققه حاليا قوات حلف الناتو ومختلف الأساطيل البحرية العسكرية المحتشدة قبالة السواحل الصومالية.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس البونت لاند الذي يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1998: «من المهم أن تبادر الدول العربية والإسلامية خاصة القريبة من السواحل الصومالية إلى تقديم المساعدة لحكومته على مكافحة القراصنة من البر».

وأضاف، يأتي هؤلاء (القراصنة) من البر، لذلك يتعين علينا مواجهتهم في البر، عوضا عن حشد كل هذه الأساطيل الأجنبية على سواحلنا، هذا أمر لن يجدي، ولن يقضي على ما يقومون به من أنشطة إرهابية وإجرامية تروع حركة الملاحة البحرية في مياه المحيط الهندي وخليج عدن.

ونفى عبد الرحمن ما يتردد عن تورط مسؤولين كبار في حكومة إقليم البونت لاند في عمليات القراصنة، وقال: «هذه مزاعم كاذبة لا أساس لها، نحن كحكومة ملتزمون بمكافحة هذه الظاهرة السيئة والقضاء عليها»، مشيرا إلى أن حكومته نجحت على الرغم من إمكانياتها الضعيفة في وضع حد لأنشطة القراصنة في عدة مدن داخل الإقليم.

إلى ذلك، اعتبر الموقع الإلكتروني العربي لوزارة الخارجية الأميركية أن سواحل الصومال وخليج عدن قد ابتليت بالقرصنة، كما أن ما يواكب هذه الآفة من تعطيل للتجارة وتوزيع المعونات الإنسانية يمثل تحديا للأسرة الدولية.

ويحتجز القراصنة الصوماليون حاليا 7 سفن إلى جانب 160 بحارا، ومؤخرا أفرج هؤلاء عن سفينة صيد تابعة لتايوان كانوا قد استولوا عليها في أبريل (نيسان) الماضي، بينما أظهرت الأرقام الأخيرة أن 50 هجوما للقراصنة ضد 198 سفينة قد نجحت في العام الماضي في حين سجل عام 2008 نجاح 42 هجوما ضد 122 سفينة.

ومؤخرا وضعت البحرية الأميركية 3 طائرات استطلاع بحري من طراز «أوريون بي - 3» في جزر سيشل للقيام بمهمات مكافحة القرصنة.

ويقوم أسطول بحري دولي يضم قطعا بحرية من كل من: الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، وحلف شمال الأطلسي ودول أخرى، بحراسة خليج عدن لردع القراصنة الصوماليين الموجودين في مياهه.

وفي المتوسط، توفر 17 سفينة الأمن في الممر البحري، الذي تجوبه نحو 30 ألف سفينة شحن تجارية سنويا، حيث تتعاون السفن البحرية المكلفة بمهمات الحراسة من دون وجود بنية عسكرية رسمية، ومن دون قائد بحري يشرف على أعمالها.