أحمد داود أوغلو يؤكد استعداد أنقرة للانتقال إلى مفاوضات سورية – إسرائيلية مباشرة

سورية وتركيا تدعوان إلى تحرك فوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات

TT

جدد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده «عدم وجود طرف إسرائيلي يرغب بتحقيق السلام رغم وجود وسيط تركي يعمل مع سورية على إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة». وذلك خلال استقباله أمس (الأحد) وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وبحثه «الأسس التي يمكن وفقها إعادة إطلاق عملية السلام».

وقال بيان رسمي إن المحادثات تناولت «تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصا على الساحة الفلسطينية في ظل ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية والشعب الفلسطيني من إجراءات وانتهاكات يومية من قبل الاحتلال الإسرائيلي» وأكد الجانبان «ضرورة التحرك الفوري على مختلف الصعد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تؤكد عدم جدية إسرائيل في تحقيق السلام». وفيما يتعلق بعملية السلام، نقل البيان عن الرئيس الأسد تأكيده «عدم وجود طرف إسرائيلي يرغب في تحقيق السلام رغم وجود وسيط تركي نزيه يعمل مع سورية على إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة» مشيرا إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث «الأسس التي يمكن وفقها إعادة إطلاق عملية السلام».

ومن جانبه شكر وزير الخارجية التركي الرئيس الأسد على ثقة سورية بالدور التركي في عملية السلام، مؤكدا «عزم بلاده على المضي قدما في تحقيق السلام».

وأضاف البيان أن الرئيس الأسد بحث مع الوزير أوغلو أيضا «علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع سورية وتركيا والآفاق المستقبلية لهذه العلاقات في ضوء الحرص المتبادل من قيادتي البلدين على مواصلة تطويرها وتعزيزها في جميع المجالات خدمة لمصالح الشعبين وشعوب المنطقة». وقد حضر اللقاء معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن تركماني ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان والسفير التركي في دمشق والوفد المرافق للوزير التركي.

كما تناول اللقاء الانتخابات العراقية وأعرب الجانبان عن أملهما في أن تكون هذه الانتخابات «مدخلا لتحقيق أمن واستقرار دائمين في العراق وعلاقات مميزة بين العراق ودول الجوار».

وبعد اللقاء قال وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو للصحافيين «تطرقنا إلى كافة الاتفاقيات التي سبق التوقيع عليها في مجلس التعاون الاستراتيجي وكيفية تفعيلها، وقررنا أن الاجتماع القادم سيكون في تركيا برئاسة رئيسي وزراء البلدين». مضيفا «وجهنا الدعوة للأسد لزيارة تركيا وكان هناك اتصال هاتفي بين الأسد والرئيس التركي عبد الله غل».

وجدد الوزير التركي التأكيد على سعي بلاده للانتقال بالمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن ترحيبه باستمرار هذه المفاوضات برعاية تركية، وأضاف أن «الوساطة التركية ترتبط مباشرة بين الطرفين ودون تلقي أي ضغوط من طرف على آخر، وعندما يستعد الطرفان سنقوم بالمبادرة». كما وجه وزير الخارجية التركي الشكر للأسد على ثقته بدور أنقرة في المفاوضات غير المباشرة.

وفيما يخص الموضوع الفلسطيني كشف الوزير التركي عن وجود قنوات اتصال لدى بلاده مع حركة (حماس) وقال إنها «ستتواصل وصولا إلى المصالحة الفلسطينية». مشيرا إلى أنه «التقى أخيرا الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة»، مشددا على أن المهم هو «مستقبل الفلسطينيين وليس الخلافات».

وأكد الوزير التركي على تأييد بلاده لإقامة دولة فلسطينية دائمة. وردا على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قال: «نحن لا نقف عند خارطة الطريق، نريد الوصول إلى نهاية هذا الطريق وهذا ما ندعمه وعندما تتوضح هذه الرؤية سيتم دفعها من كافة الأطراف العربية».

وفي الموضوع العراقي أعرب أحمد داود أوغلو عن تمنياته أن «تخرج الانتخابات العراقية بنتائج إيجابية... وبما يحقق الأمن والاستقرار». لافتا إلى أن مباحثاته مع الأسد شملت العلاقات السورية - الأميركية والعلاقات السورية – الأوروبية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.

وفيما يخص التوتر بين سورية ولبنان على خلفية تصريحات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لصحيفة إيطالية، قال أوغلو «ربما كان هناك سوء فهم في بعض النقاط، لكن رؤية الأسد والحريري ستتجاوز هذه العقبات ونحن نتفق مع سورية بشكل كامل».لافتا إلى أن أنقرة لعبت دورا مهما في التواصل بين الطرفين ومعربا عن «سروره من تعزيز العلاقات التاريخية بين سورية ولبنان».

ووصل الوزير التركي إلى دمشق ليل السبت/الأحد والتقى صباح أمس معاون نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني ومن ثم عقد اجتماعا مع نظيره السوري وليد المعلم.