إسلام آباد: صفعة جديدة لـ«لقاعدة» بعد اعتقال «عزام الأميركي» بكراتشي

أنباء عن مقتل زعيم كبير في طالبان الباكستانية

TT

كشف مسؤول أمني باكستاني رفيع المستوى، أمس، عن اعتقال المتحدث الأميركي باسم تنظيم القاعدة، آدام غدن، المعروف باسم «عزام الأميركي» وذلك في مدينة كراتشي، في صفعة قوية لقيادات «القاعدة»، خاصة أن غدن هو الشخصية الأبرز التي تعتقل من التنظيم خلال السنوات الأخيرة.

وجاء اعتقال الناطق الأميركي بعد ساعات من ظهوره في رسالة على مواقع الأصوليين دعا فيها المسلمين العاملين في الجيوش الغربية إلى انتهاج منهج الضابط في الجيش الأميركي، نضال مالك حسن، الذي أطلق النار على رفاقه في ثكنة عسكرية، معتبرا ذلك جزءا من «الدفاع عن الإسلام والمسلمين أمام الحملة الصهيو - صليبية القاسية» على حد قوله. وقالت مصادر المخابرات الباكستانية إن عزام الأميركي اعتقل في مدينة كراتشي منذ عدة أيام، لكنها لم تقدم تفاصيل أكثر عن عملية الاعتقال. وعزام الأميركي، الذي أصدر العديد من الشرائط عبر «مؤسسة سحاب» الذراع الإعلامية لـ«القاعدة»، موجود على لائحة المطلوبين الأميركية ومتهم بالخيانة العظمى، وهناك مكافأة موضوعة على رأسه قدرها مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن مكان اختبائه. وقالت مصادر أمنية أميركية إنها غير قادرة حاليا على تأكيد اعتقال القيادي القاعدي، ولم تتلق معلومات حول ذلك.

ورأى خبراء في حديث لـ«سي.إن.إن» أنه في حال صحة المعلومات حول اعتقال عزام الأميركي فسيكون ذلك بمثابة قفزة نوعية في الحرب الأميركية على تنظيم القاعدة، وإشارة جديدة من باكستان إلى الانخراط الجدي في حملة الحرب على الإرهاب، خاصة بعد الأنباء عن اعتقالها أخيرا العديد من عناصر «القاعدة» وقادة حركة طالبان في مدينة كراتشي. يذكر أن غدن مطلوب لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي منذ عام 2004. وقد سبق أن أصدر القضاء الأميركي حكما بالخيانة العظمى على غدن عام 2006، ليصبح بذلك أول أميركي يتلقى هذا الوصف منذ أكثر من نصف قرن. وكان غدن قد ظهر أول من أمس في تسجيل فيديو نشره موقع متشدد على الإنترنت، أشاد فيه بالميجور الأميركي«نضال حسن الذي نفذ مذبحة فورت هود. وبدأ عزام الأميركي كلمته بالحديث عن بداية العام الجديد للإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن، وأنها كانت بداية «مزرية»، حيث «تكبدت سلسلة من الضربات المعنوية والمادية التي بلغت ذروتها في موت ما لا يقل عن 8 من عملاء المخابرات الأميركية غارقين في دمائهم جراء عملية استشهادية ماهرة التخطيط والتنفيذ وقعت داخل قاعدتهم السرية في أفغانستان».

وأضاف أن «هذه الضربة جاءت بعد أيام قلائل من فضح أسطورة (أمن أميركا الخالي من نقاط الضعف) في محاولة بطولية لإسقاط طائرة أميركية فوق مدينة (ديترويت) قام بها جندي بطل من (القاعدة)».

وتطرق عزام إلى أن الولايات المتحدة قد تسامح من وصفهم بـ«مجرمي بلاك ووتر»، و«قد تعاقب حراس أبي غريب»، وقال إن «نضال حسن أظهر لنا ما بإمكان المسلم الصالح أن يقدمه لدينه وإخوانه المسلمين ولو كان وحيدا ولو لم يكن معه إلا بندقية، كما أعاد إلى قلوبنا كل السرور الذي يمكن أن تورثه عملية مقاومة بطولية واحدة في قلوب المسلمين في كل مكان».

وأشار إلى أنه وبمعركة واحدة استغرقت 30 دقيقة، استطاع «أن يخفض بعمله الفردي معنويات الجيش والشعب الأميركيين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات».

وفي التسجيل، دعا عزام الأميركي إلى «إضعاف اقتصاديات الغرب، التي تواجه المشاكل ابتداءً، بهجمات دقيقة تستهدف رموز الرأسمالية، حيث من شأنها أن تزلزل ثقة المستهلكين وتردعهم عن شراء البضائع. وعلينا أن نتذكر كيف أن الهجمات على وسائل النقل العامة في الغرب قد تتسبب في تعطيل المدن الكبرى عن العمل، وقد تكلف العدو المليارات وتؤدي بشركاته إلى الإفلاس».

إلى ذلك قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أمس إن قائدا كبيرا في طالبان الباكستانية ربما قُتل عندما هاجمت طائرات هليكوبتر عسكرية مبنى كان يختبئ به. وقال مالك لـ«رويترز»: «كانت لدينا معلومات مخابرات في نفس الوقت بأن فقير محمد كان في اجتماع مع قائد آخر هو قاري ضياء الرحمن في قبو مخبئه وقت الهجوم». وأضاف: «سوف أدهش إذا كان ما زال على قيد الحياة. آمل أن يكون لدينا تأكيد خلال يوم أو نحو ذلك».

وقال مالك إن قائدا آخر لطالبان هو فاتح محمد قُتل في الهجوم، وتعرض مخبأ المتشددين في منطقة مهمند القبلية التي يغلب على سكانها البشتون لهجوم من القوات الباكستانية أول من أمس، مما أسفر عن مقتل 16 مسلحا على الأقل.

ويصنف فقير محمد على أنه قائد كبير في طالبان الباكستانية، وهي التحالف الرئيسي للمتشددين في باكستان الذين يتخذون من الشمال الغربي مقرا لهم. كما أنه القائد الرئيسي لطالبان في إقليم باجور المجاور لمهمند، الذي يقع على الحدود الأفغانية التي قال الجيش في الأسبوع الماضي إنه طهّرها من المتشددين بعد نحو عامين من الاشتباكات. ومحمد من المتشددين المخضرمين ويعرف بعلاقاته الوثيقة بزعماء «القاعدة» ومن بينهم أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم بعد أسامة بن لادن. وينظر إليه على أنه مؤيد لقوات طالبان التي تقاتل ضد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وقال محللو أمن إن مقتل هؤلاء القادة سيكون ضربة كبيرة لطالبان باكستان. وقال محمود صالح قائد الأمن السابق في المناطق القبلية: «موت فقير محمد وضياء الرحمن وفاتح محمد سيكون له تأثير مهدئ كبير في باجور والمناطق المجاورة».

وفي كويتا (باكستان) أقدم مسلحون مجهولون على دراجات نارية أول من أمس على قتل سياسي من المعارضة وحارسه الشخصي في بلدة نائية جنوب غربي باكستان، حسب الشرطة. وذكر رحمة الله ضابط الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن سردار عزيز عمراني الزعيم المحلي لحزب «العصبة الإسلامية في باكستان،» التابع لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، قُتل عندما أطلق رجلان على دراجة نارية النار عليه في سيارته في بلدة خوزدار. وقال رحمة الله إن «عمراني قتل على الفور وأصيب أربعة من حراسه بجروح، توفي أحدهم متأثرا بجروحه في وقت لاحق في المستشفى»، مضيفا أن خلافا قبليا قد يكون وراء مقتله. وأكد ضابط شرطة آخر الحادث، وقال إن عمراني نجا قبل ثلاث سنوات من محاولة اغتيال. ووقع الحادث في ولاية بلوشستان الغنية بالنفط والغاز حيث قتل المئات منذ أواخر 2004 عندما اندلع تمرد للمطالبة بالحكم الذاتي والحصول على حصة أكبر من الموارد الطبيعية في الولاية. وتشهد الولاية الفقيرة المحاذية لإيران وأفغانستان عنفا طائفيا وإسلاميا.