علاوي لـ «الشرق الأوسط»: نحذر من التزوير في عمليات فرز وعد الأصوات

زعيم «العراقية» انتقد عمل مفوضية الانتخابات.. ورئيس المفوضية يرد: كنا نتوقع كلمة شكر

TT

فيما وجه الدكتور إياد علاوي، رئيس القائمة العراقية الوطنية، انتقاداته إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بسبب ما سماها بـ«المشكلات التي حصلت خلال العملية الانتخابية»، قال فرج الحيدري، رئيس المفوضية، إن «جميع الكتل السياسية العراقية وقادة من دول العالم شكرتنا على الجهود التي بذلناها في الانتخابات ولم يوجهوا إلينا أي انتقادات».

وقال علاوي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس، إن «الكثير من المشكلات حصلت خلال الانتخابات بسبب إجراءات مفوضية الانتخابات، وأهمها في سورية التي حرم فيها الكثير من العراقيين من الإدلاء بأصواتهم، وفي دولة الإمارات العربية والمملكة المتحدة»، منوها بـ«الأخطاء التي جرت في عمليات التصويت الخاص بمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمستشفيات ونزلاء السجون والمعتقلين».

وأضاف رئيس القائمة العراقية الوطنية قائلا: «لقد طلبنا من المفوضية العليا للانتخابات تمديد فتح أبواب المراكز الانتخابية لساعة إضافية، خاصة في المناطق التي تعرضت للقصف والتفجيرات مثل الأعظمية وأبو غريب وغيرها، لإتاحة الفرصة أمام المواطنين للإدلاء بأصواتهم وعدم حرمانهم من حقهم الدستوري المشروع، لكن المفوضية لم تستجب لهذا الطلب».

وأشار علاوي إلى «ما حدث في مركز الانتخابات في لندن حيث حرم غالبية من العراقيين من الإدلاء بأصواتهم بسبب إجراءات المفوضية وعدم تنظيم عملها في الخارج، إذ لم ينجحوا في هذه العملية، وكان يجب أن يتم التنسيق بين المفوضية العليا للانتخابات وبين وزارة الخارجية عبر سفاراتها باعتبارها ممثلة للحكومة العراقية».

وأعرب علاوي عن «اعتقاده بوجود إمكانية تزوير الأصوات خلال عمليات الفرز والعد، وهذا سيعرض العملية الانتخابية التي شارك فيها غالبية العراقيين إلى الفشل».

وقال علاوي: «لهذه الأسباب نحن أشرنا وانتقدنا عمل المفوضية العليا للانتخابات، وحذرنا من الاستمرار في التصرف بهذا النوع من اللامسؤولية، خاصة خلال عمليات فرز الأصوات وعدها».

وكان رئيس القائمة العراقية قد طالب في تصريحات صحافية ببغداد بعيد الانتهاء من غلق أبواب المراكز الانتخابية مساء أول ممن أمس «البرلمان العراقي القادم بالتحقيق مع جميع أعضاء المفوضية العليا للانتخابات بسبب تقصيرها في عملها»، منتقدا في الوقت ذاته «الحكومة العراقية التي لم تتمكن من توفير أجواء آمنة خلال قيام العراقيين بالإدلاء بأصواتهم».

من جهته، قال الحيدري ردا على انتقادات علاوي «إن أكثر من 43 ألف عراقي اقترع في سورية، وهي أعلى نسبة مشاركة في المراكز الـ16 المنتشرة خارج العراق، فكيف يكون هناك تقصير في عملنا أمام حقيقة أعداد المشاركين»، مشيرا إلى أن «ما حدث في مركز لندن الانتخابي كان سببه تشدد المفوضية في تطبيقها للإجراءات القانونية حول الوثائق المطلوبة التي تثبت عراقية المرشح، بينما أصر بعض الناخبين على إظهار وثائق أوروبية (بريطانية) مثبت فيها مكان ولادته وهذا لا يكفي لإثبات عراقيته، لهذا تشددنا في طلب وثيقة عراقية، وهذا لصالح شفافية التصويت ونزاهة العملية الانتخابية».

وحول رفض المفوضية تمديد وقت عملية الاقتراع لساعة إضافية، قال الحيدري: «لم نجد هناك أي مبررات لهذا التمديد، إذ كانت تعليماتنا واضحة بالسماح لأي ناخب بالإدلاء بصوته حتى لو كان هناك طابور من المنتظرين أمام المركز، وبوجوب إتاحة الفرصة كاملة أمام الناخبين لممارسة حقهم المشروع».

وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات: «كنا ننتظر من الدكتور علاوي، ونحن نقدره ونحترمه، كلمة شكر للجهود التي بذلها جميع العاملين في المفوضية لإنجاح الانتخابات، لا سيما أنه الوحيد الذي انتقد عملنا على العكس من بقية الكيانات السياسية العراقية وقادة لدول كبرى أشادوا بعمل مفوضيتنا، لكننا فوجئنا بانتقاداته وهجومه علينا». وأشار الحيدري إلى أن «النتائج الأولية للانتخابات سوف تظهر نهاية الأسبوع الحالي»، وقال: «إن ما يصدر الآن من نتائج هو عبارة عن تسريبات إعلامية، ونحن سننظر إلى كافة الشكاوى باهتمام، علما أننا تلقينا الكثير من الشكاوى، لكنها لا ترتقي إلى فئة الشكاوى الحمراء، أي المهمة سوى 4 منها»، مشيرا إلى أن «الكيانات المتقدمة حتى الآن هي العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني العراقي».

وردا على تصريحات أطلقها حيدر الملا المتحدث الرسمي باسم الكتلة العراقية حول «ورود معلومات مؤكدة ومثيرة للقلق البالغ تشير إلى أن هناك خطة مدبرة للتلاعب بالأصوات بالجملة وذلك من خلال ملء الاستمارات الفارغة للذين لم يشاركوا في الانتخابات لصالح القوائم العائدة لأحزاب السلطة»، مشيرا إلى أن هذه الخطة دبرتها أطراف تابعة لإيران وتنفذ بعد غلق المحطات أبوابها، وتملأ الاستمارات من قبل أشخاص منتمين إلى القوائم المذكورة ويتم إعدادها لخلطها مع الأصوات الرئيسية عند وقت العد والفرز للأصوات ليلا، ودعا الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين والمجتمع الدولي إلى عدم ترك الصناديق حماية لها من أي تلاعب في الأصوات، قال الحيدري: «هذا أمر من المستحيل إجراؤه، وإطلاقا، لم ولن يتمكن أي شخص من الوصول إلى صناديق الاقتراع، لأنها محفوظة في مخازن سرية، وتخضع للمراقبة، من جهة، ثم إن نتائج الفرز الأولية في المراكز مثبتة من قبل المراقبين».

ودعا رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «الكيانات السياسية والمرشحين إلى تقبل نتائج الانتخابات وعدم التشكيك فيها، وقال: «ماذا نفعل وكل الكيانات والمرشحين يريدون الفوز، إذ قبل أن تجري الانتخابات وخلالها وبعدها وجهت لنا التهم والتهديد بالطعن في النتائج».