الهدوء يسود بغداد بعد ضجيج الانتخابات.. والعراقيون يهنئون بعضهم بالرسائل النصية

غرامات مادية بحق المرشحين الذين لا يرفعون دعاياتهم من الشوارع

عاملا بلدية يزيلان دعاية انتخابية لرئيس البرلمان العراقي السابق محمود المشهداني من أحد شوارع بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بدت شوارع بغداد، أمس، بعد يوم واحد من عملية الاقتراع لاختيار برلمان جديد، التي جرت في عموم البلاد، هادئة، تشوب أهلها مشاعر القلق والترقب حول النتائج، فلا يخلو شارع ولا بيت ولا مقهى من حديث عن الانتخابات التي خلصوا من خلالها إلى أن من يستحق الثناء هم المواطنون أنفسهم الذين تحدوا أصوات الهاونات، وخرجوا للإدلاء بأصواتهم. شاشات التلفزيون، في الأماكن العامة والخاصة، لا تبحث عن إشارات القنوات الخاصة بالأغاني أو الأفلام، بل إن غالبية العراقيين تواصلوا مع الأخبار عبر الشاشات العراقية والعربية، لمتابعة نتائج الانتخابات. فيما تداول الكثير منهم رسائل عبر أجهزة الهاتف الجوال، يهنئون بعضهم بعضا، بتقدم القائمة التي رشحوها، فيما خصص آخرون جزءا من وقتهم للاتصال بأصدقاء أو أقارب رشحوا قوائم منافسة، لكنها لم تحصل على نتائج معقولة، لإطلاق النكات والتعليقات الساخرة.

ويقول عدنان، من أهالي مدينة الأعظمية في بغداد، بأنه «متأكد من أن القائمة التي اختارها ستفوز بالانتخابات»، ويشير إلى أن أحد أصدقائه في منطقة البياع اختار قائمة أخرى، وقد حصل على الرهان الذي عقد بينهما على من سيفوز بالانتخابات. وتجري الرهانات على الرغم من أن النتائج لم تعلن بعد بشكل رسمي. إعلانات المرشحين ما زالت معلقة في شوارع بغداد، ويقول حكيم عبد، المسؤول الإعلامي لأمانة بغداد، لـ«الشرق الأوسط» إن «لجنة مشتركة بين أمانة بغداد والمفوضية العليا للانتخابات منحت المرشحين والقوائم الانتخابية مدة خمسة أيام، ابتداء من يوم الاثنين (أمس) لرفع الملصقات والبوسترات والصور، وسيجري بعد هذه الأيام رفع الملصقات والصور من الشوارع من قبل أمانة بغداد، وسيتم تغريم القوائم التي لا ترفع ملصقاتها بنفسها، والمبالغ المحصلة منهم ستكون حصة أمانة بغداد».

الحديث عن الخروقات والمراقبين وشبكات المراقبة، وما يصدر عنها من أخبار، صار محط اهتمام الشارع أيضا، باعتبار أن الموقف الرسمي لم يعلن بعد. وأكد عدد من المواطنين لـ«الشرق الأوسط» أن ظهور بعض المسؤولين وبعض السياسيين على شاشات التلفزيون يخضع لتحليل أهالي المدن، فبعضهم يحلل الصورة ونفسية الشخصية، ويحدد فيما إذا كانت خاسرة أو رابحة.

الأسواق في بغداد عاودت نشاطها الاعتيادي والعطلة التي ابتدأت منذ يوم الخميس انتهت أمس. وأشار بعض طلبة الجامعات والمدارس إلى أن الراحة التي منحتها الحكومة لهم خلال هذه الأيام تم استغلالها في مراجعة دروسهم، إضافة إلى أن الكثير منهم شمله الاقتراع، فدخل ضمن دوامة المتابعين عن الفائزين والخاسرين.