بعد إغلاق صناديق الاقتراع.. الصيدليات تفتح أبوابها أمام «المرشحين الخاسرين»

مرشحة يهددها زوجها بالطلاق.. ومرشح لـ«الشرق الأوسط»: منيت بخسارة مادية فادحة

TT

بعد أن أغلقت مراكز الاقتراع في بغداد والمحافظات أبوابها في الساعة الخامسة من مساء أول من أمس، بدأ ماراثون القلق ينتاب قلوب المرشحين، بعضهم يخوض المعترك الانتخابي للمرة الأولى، وبعضهم الآخر أشار لهم مراقبون بأن الأصوات التي حصدوها لن تجعلهم يخطون صوب «عتبة البرلمان»، فيما تسمر مرشحون آخرون أمام شاشات التلفزيون وغيرها من وسائل الأعلام بانتظار النتائج الأولية للانتخابات. البعض من المرشحين الخاسرين، بحسب النتائج شبه الأولية، ذهب لشراء حبوب السكر والضغط من الصيدليات، فيما قاد آخرون جرارات زراعية لجمع دعايتهم الانتخابية قبل طلوع الشمس من الشوارع، فيما سخر ناخبون من «المرشحين الخاسرين» مطالبين وزارة الصحة بأن «تعلن حالة الإنذار في جميع المستشفيات لغرض استقبال المرشحين الخاسرين تحسبا لإصابتهم بنوبات قلبية».

ويقول أبو علي (63 سنة) من سكنة الأحياء الشمالية في مدينة النجف: «خرجت كعادتي إلى العمل قبل شروق الشمس، فشاهدت أحد المرشحين يجمع دعايته الانتخابية من الساحات والتقاطعات والشوارع العامة ويرافقه جرار زراعي»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «المرشح الخاسر بان عليه التعب والغضب جراء الخسارة التي لحقت به في الانتخابات التشريعية». مؤكدا أن «الشعب العراقي قد صوت إلى من هو الأصلح والوطني، وعلى جميع الأحزاب الكبيرة التي خسرت في الانتخابات تقبل الوضع برحابة صدر»، مضيفا أن «القوائم التي فازت في الانتخابات غير تابعة لأجندات خارجية مرتبطة بها».

أما أحد المرشحين، الذي رفض ذكر اسمه حرجا من الموقف كما يقول، فقد أكد أنه «دخل كرقم» في إحدى القوائم التي كان يأمل لها الفوز الكاسح، لكنه فوجئ بأن «الساحة الانتخابية قد فرشت الأرض للقوائم الكبيرة، أما القوائم الأخرى فقد منيت، إضافة إلى الفشل، بخسائر مادية تحملها مرشحون أمثالي».

أما المواطن مرتضى جاسم فقد قال لـ«الشرق الأوسط»: أدعو وزارة الصحة العراقية إلى إعلان حالة الإنذار. مضيفا «أغلب المرشحين الخاسرين في الانتخابات التشريعية سيتوجهون إلى المستشفيات لقياس الضغط أو الإصابة بنوبات قلبية بسبب ما خسر من أموال طائلة، وكان يأمل أن يحصل على أضعافها عدة مرات عند فوزه في مقعد في مجلس النواب».

أما صاحب صيدلية في مدينة النجف، رفض الكشف عن اسمه، أكد «ليلة أمس كانت مربحة جدا بسبب تأخري إلى الساعة الثانية والنصف من الليل، بسبب توافد كثير من المواطنين لشراء حبوب السكر والضغط» ويضيف والابتسامة مرتسمة على وجهه، «أتمنى أن تجري الانتخابات كل عام حتى نربح أموالا».

فيما قال الشاب جبار سعدون: «بعد إغلاق مراكز الاقتراع في عموم العراق شاهدت بعض الشباب يجمعون الدعايات الانتخابية، وخوصا الركائز الحديدة، وعندما سألناهم قالوا نستخدمها واجهة لأبراج الطيور».

أحد المواطنين من سكنة منطقة الأعظمية ببغداد، أكد أن إحدى قريباته رشحت للانتخابات لكنها متأكدة أنها لن تحصل على أصوات كافية تؤهلها لدخول البرلمان، ويشير قريبها إلى أنها «مريضة منذ يوم الأحد ولا تتحدث مع أحد». فيما هدد زوج مرشحة أخرى بالطلاق إذا لم تحقق الفوز، لأنها رهنت منزل الأسرة، بالإضافة إلى إنفاق الأموال التي جمعاها منذ سنوات.

مرشح خاسر رفض الكشف عن اسمه قال لـ«الشرق الأوسط»: «كانت تجربتي في الانتخابات خاسرة، ولن أعود للعمل في مجال السياسة أبدا، وقد قررت أن أصبح تاجرا». مضيفا «فكرة الترشيح جاءت عندما أوهمني بعض الناس بأن أرشح للانتخابات وسيكونون معي، وبعد ظهور النتائج الأولية تبين أنهم خذلوني، ولم أحصل سوى على القليل من الأصوات».

وحول إن كان يعتقد أن هناك تزويرا في الانتخابات، أكد «لا توجد أي عمليات تزوير، بل جرت العملية الانتخابية بكل شفافية»، مؤكدا «من يدعي حصول تزوير في الانتخابات يريد أن يبرر خسارته، وعليه تقبل الخسارة ويبارك للفائزين».