لاهور: انتحاري يستهدف مقر مكافحة الإرهاب

بـ600 كلغم من المتفجرات.. وحركة طالبان الباكستانية أعلنت مسؤوليتها

شرطي باكستاني يعاين سيارة مدمرة بفعل التفجير القوي الذي دمر مركز فرقة مكافحة الارهاب في مدينة لاهور الباكستانية امس (ا.ف.ب)
TT

قتل ما لا يقل عن 11 شخصا وأصيب العشرات أمس في اعتداء بسيارة مفخخة دمر مبنى تابعا لشرطة مكافحة الإرهاب في لاهور شرق باكستان، حيث ما زال عشرات الموظفين عالقين تحت الأنقاض. وتشهد البلاد سلسلة من الاعتداءات العنيفة التي تنفذها حركة طالبان الموالية لتنظيم القاعدة. وصرح خسرو برويز رئيس إدارة لاهور، ثاني مدينة في باكستان (ثمانية ملايين ساكن)، للصحافيين، في موقع الانفجار، بأن «11 شخصا قتلوا وأصيب 61 آخرون بجروح». وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن التفجير بعد أن حاول الانتحاري صدم سيارته الملغمة بنحو 600 كلغم من المتفجرات في وحدة التحقيقات في ثاني أكبر المدن الباكستانية. وانتشرت حالة من الهلع فيما أخذ متطوعون وعمال إغاثة الحفر بأيديهم بين أنقاض مبنى منهار من طابقين ومدرسة دينية بحثا عن ناجين، في حين بلغ عدد الجرحى 65 جريحا. وجاء التفجير كمؤشر جديد على حالة انعدام الأمن في البلد النووي الحليف للولايات المتحدة في حربها ضد «القاعدة» وكذلك ضد طالبان في أفغانستان المجاورة رغم الهدوء النسبي في أعمال العنف أخيرا. ويساعد حشد من الرجال رجال الإنقاذ على التفتيش بأيديهم في أنقاض المبنى من طابقين الذي تحول إلى حطام من الإسمنت والحديد وسط حركة كثيفة لسيارات الإسعاف. وأعلن برويز راثور قائد شرطة المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية أن الاعتداء «استهدف مبنى تستعمله خصوصا وحدة خاصة من الشرطة لاستجواب المشتبه في تورطهم في الإرهاب». وأكد أن «سيارة محشوة بالمتفجرات أصابت المبنى» لكنه لم يحدد ما إذا كان الاعتداء انتحاريا. ويخشى الشرطيون والأطباء من ارتفاع الحصيلة ولا سيما أن العديد من الأشخاص ما زالوا عالقين تحت الأنقاض في شارع مكتظ في هذه الساعات من بداية الصبيحة. وأضاف راثور، المتخوف من ارتفاع الحصيلة بعد رفع الأنقاض «أعتقد أن بين ثلاثين وأربعين شخصا كانوا في المبنى عند وقوع الانفجار الذي أحدث حفرة يبلغ عمقها ثلاثة أمتار وقطرها ما بين أربعة وستة أمتار». وأعلن الطبيب جواد أكرم أكبر مسؤول في مستشفى المدينة «وضعنا مستشفى الجنة في حالة طوارئ لاستقبال الجرحى». وتابع قائد الشرطة أن «اعتداء طاول أيضا مدرسة قرآنية مجاورة وبعض المنازل». وأضاف أن «الانفجار كان قويا إلى حد أننا شعرنا به من مسافة بعيدة جدا». وقال أحد سكان لاهور، نسيم الرحمن، الذي يسكن على بعد 1.5 كلم من مكان الاعتداء لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الانفجار «وقع في الساعة 08.15، بالتوقيت المحلي سمعت انفجارا مدويا واهتز منزلي». وقد قتل نحو 3100 شخص خلال سنتين ونصف السنة في مختلف أنحاء البلاد في سلسلة من 360 اعتداء أغلبها انتحاري ونفذ معظمها مقاتلو طالبان الباكستانية التي يحاربها الجيش في المناطق القبلية. وشن الجيش منذ أشهر عدة هجمات على معاقل حركة طالبان الباكستانية الموالية لـ«القاعدة» والتي أعلنت صيف 2007 الجهاد على سلطات إسلام آباد التي تندد بدعمها الولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب». وحركة طالبان الباكستانية هي المسؤول الأساسي عن سلسلة الاعتداءات التي تعصف بباكستان منذ أكثر من سنتين ونصف السنة.