انطلقت في بروكسل أمس جلسات محاكمة خلية يشتبه في علاقة أفرادها بتنظيم القاعدة، وتضم تسعة أشخاص من جنسيات مختلفة، بينهم شخصان هاربان، وتأخر انطلاق الجلسة الافتتاحية أمس بسبب إضراب لحراس سجن سان جيل في بروكسل وإجراءات التفتيش الدقيقة التي اتبعتها الأجهزة الأمنية عند مدخل قصر العدل حيث مجمع المحاكم الذي يضم المحكمة الجنائية التي تنظر في القضية ويواجه ثلاثة أشخاص من أصول عربية، أحكاما بالسجن في بلجيكا تصل إلى 30 عاما، بواقع عشر سنوات لكل واحد منهم، وتعتبرهم سلطات التحقيق البلجيكية أبرز قيادات الخلية التي يتشبه في علاقتها بتنظيم القاعدة، وذلك حسب ما ذكر الإعلام البلجيكي. ومن المنتظر أن تستمر الجلسات ثلاثة أسابيع أو أكثر. وأضافت وسائل الإعلام البلجيكية أن سبعة أشخاص من أعضاء هذه «الخلية المتخصصة بتجنيد وإرسال المسلمين الشباب إلى أفغانستان والتحضير لعمليات إرهابية في أماكن مختلفة»، سوف يمثلون أمام المحكمة بدءا من أمس الاثنين. وأن ثلاثة أشخاص من بينهم مليكة العروض سيمثلون أمام القضاء، بصفتهم قادة مجموعة إرهابية في بلجيكا، والستة الآخرون بصفتهم أعضاء في الشبكة، وأضافت أن مليكة التي تلقب بـ«أميرة الجهاد على الإنترنت» هي قائدة تلك المجموعة، ومعها زوجها وهو تونسي يُدعى معز جارسلاو، عملا معا على تجنيد أشخاص للسفر إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة على الحدود بين أفغانستان وباكستان، وأحدهم يُدعى هشام، من سكان حي أندرلخت في بروكسل، وسافر لمدة عام مع اثنين من أصدقائه للتدرّب في المعسكرات وعاد في ديسمبر (كانون الأول) 2008، ولكن السلطات الأميركية رصدت رسالة عبر البريد الإلكتروني وأمدت بها السلطات الأمنية البلجيكية، وتتضمن الرسالة التي بعث بها هشام إلى أصدقائة، ما يفيد أنه تلقى الضوء الأخضر لتنفيذ عملية انتحارية، ورأت السلطات وقتها أن مليكة وزوجها وهشام يعتبرون قيادات لمجموعة إرهابية، تسعي إلى تسفير وتجنيد أشخاص للانضمام إلى معسكرات تدريب تنظيم القاعدة، وقالت أيضا إن الستة الآخرين هم أعضاء في الشبكة، ويوجد حاليا رهن الاعتقال كل من مليكة وهشام، أما زوج مليكة فهو حر طليق، ولعله يوجد حاليا على الحدود بين أفغانستان وباكستان بحسب وسائل الإعلام البلجيكية. ومليكة (50 عاما) هي أرملة عبد الستار دحمان، الذي شارك في تنفيذ عملية اغتيال القائد العسكري الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود عام 2001 في أفغانستان.