الفلسطينيون يحذرون من انتفاضة ثالثة ويدعون إلى يوم نفير وغضب دفاعا عن الأقصى

بعد يوم من افتتاح كنيس الخراب في القدس

TT

حذرت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية ومسؤولون ورجال دين، من اندلاع انتفاضة ثالثة، وإشعال المنطقة، إذا ما اقتحم متطرفون يهود المسجد الأقصى اليوم.

ودعا الفلسطينيون إلى يوم نفير وغضب دفاعا عن المسجد الأقصى، في وقت شددت فيه إسرائيل من قبضتها على مدينة القدس والضفة الغربية، مع افتتاحها كنيس الخراب قرب الأقصى أمس.

ومنعت السلطات الإسرائيلية المسلمين والزوار من الوصول إلى الأقصى، وأغلقت عددا من بواباته، وسمحت فقط لمن هم فوق سن الخمسين من المصلين بالدخول، وهذا إجراء متبع منذ 4 أيام. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمرت الأحد الماضي بتمديد الإغلاق الكامل المفروض على الضفة الغربية حتى منتصف ليل الثلاثاء. وهذا أول إغلاق منذ فترة طويلة يجري خارج فترة الأعياد اليهودية.

وقرر وزير الدفاع إيهود باراك تمديد هذا الإغلاق «لدواع أمنية». وتقول أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إنها تلقت إنذارات حول إمكانية اندلاع مواجهات في القدس المحتلة ومسجد الأقصى المبارك ومواقع عدة في الضفة الغربية.

ومن المتوقع أن يفجر كنيس الخراب، مواجهات بدأت عمليا ليلة الأحد، ويعتبر الكنيس إحدى العلامات اليهودية المهمة حسب نبوءات سابقة عن قرب بناء الهيكل الثالث مكان الأقصى.

ودعت جميع الفصائل الفلسطينية إلى الدفاع عن الأقصى محذرة من الخطوة التالية لافتتاح كنيس الخراب وهي «اقتحام الأقصى»، حسب ما دعت لذلك جماعات يهودية متطرفة تنادت اليوم إلى «الصعود إلى جبل الهيكل».

وقال وزير القدس الأسبق، ومسؤول حركة فتح في القدس، حاتم عبد القادر، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن (القوى الوطنية والإسلامية) دعونا إلى النفير العام، وحذرنا من مغبة اقتحام الأقصى وحملنا إسرائيل عواقب ذلك».

وأضاف: «سندافع عن الأقصى بصدورنا العارية، وإذا ما اقتحموه فإن الأوضاع ستنفجر، ولا أحد يعرف كيف ستكون النتائج».

ووصف عبد القادر كنيس الخراب بأنه «ليس مجرد مكان ديني بل هو رمز توراتي لتهويد القدس وهدم الأقصى حسب نبوءات يهودية في القرن الـ19. وأضاف: «أبلغنا مصر والأردن والولايات المتحدة بخطورة ما يحدث الآن وما قد يحدث».

وشهدت القدس أمس إضرابا جزئيا، وستشهد اليوم إضرابا آخر، بينما قرر المجلس الأعلى للقضاء الشرعي تعليق العمل في جميع المحاكم الشرعية أمس واليوم، احتجاجا على عزم سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة افتتاح «كنيس الخراب».

ودعا المجلس الأعلى للقضاء الشرعي أبناء الشعب الفلسطيني في جميع مواقعه وبالأخص أبناء القدس وأبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لإفشال محاولات اقتحامه من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.

كما دعا الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك لمواجهة القرار الإسرائيلي بدعوة يهود العالم لاقتحامه.

وفي غزة، قالت حركة حماس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «إن بناء ما يسمى بـ(كنيس الخراب) ومحاولات بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى لن يمر دون حساب».