قيادي بعثي: الأحمد طلب من مبعوث رئيس الحكومة إبداء النوايا الحسنة

مزهر مضني عواد لـ«الشرق الأوسط»: أشك في وجود عزة الدوري

TT

كشف قيادي في حزب البعث، جناح محمد يونس الأحمد، عن لقاء تم بين مبعوث عن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والأحمد تم في دمشق قبيل سلسلة التفجيرات التي شهدتها بغداد أواخر العام الماضي، منوها بأن «هذا اللقاء لم يسفر عن نتائج إيجابية».

وقال مزهر مضني عواد، عضو القيادة القطرية في حزب البعث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق أمس إن «مبعوث رئيس الحكومة العراقية هو أحد المقربين من المالكي وذو مستوى رفيع في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي نفسه، وقد طلب من الأحمد التفاوض بغرض تقريب وجهات النظر ووضع خارطة طريق للتعاون في العملية السياسية في العراق»، مشيرا إلى أن الأحمد «طلب من مبعوث المالكي إبداء النوايا الحسنة أولا، وذلك بإيقاف إجراءات المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة البعثيين، وإلغاء ما تسمى بهيئة اجتثاث البعث وقراراتها». وأضاف القيادي البعثي، قائلا: «لقد علمنا أن المبعوث غيّر رسالة الأحمد، وأبلغ المالكي بأن البعثيين حملوه رسالة تهديد بتفجير بغداد على رأس رئيس الوزراء، ثم حدثت بعد ذلك تفجيرات الأربعاء الدامي العام الماضي التي اتهمت السلطات الأمنية الحكومية البعثيين بالضلوع فيها». ونفى عواد نفيا قاطعا أن «يكون حزب البعث قد تورط في قتل أي عراقي مهما كانت قوميته أو ديانته أو مذهبه، فالدم العراقي خط أحمر بالنسبة لنا، ونحن لا نوجه أسلحتنا إلا إلى قوات الاحتلال الأميركي، ومن المستحيل أن نؤذي عراقيا واحدا حتى ولو كان يناصبنا العداء، ونحن نعمل بهدي مبادئ حزبنا الإنسانية».

وأوضح عضو القيادة القطرية لحزب البعث، قائلا: «نحن لا نعترف بالعملية السياسية، لأنها قائمة بقوة الاحتلال، وأن أي مفاوضات بين جهتين يجب أن تقوم على أساس من الثقة، كما يجب أن تكون هناك نوايا حسنة من أجل بدء المفاوضات، فكيف يطلبون منا التعاون وهم يقتلون أبناءنا وإخوتنا سواء كانوا بعثيين أم لا، وتصوروا أن الحكومة أقصت واجتثت صالح المطلك، وهذا ليس دفاعا عنه، لمجرد أنهم يعتقدون أنه يدافع عن البعثيين، فكيف لنا أن نتعاون معهم».

ونفى القيادي البعثي أن يكون «أي من البعثيين في داخل العراق قد رشح للانتخابات البرلمانية الأخيرة، أو أن يكون الحزب قد وجه بانتخاب قائمة معينة، وإذا كان هناك أحد البعثيين قد رشح بشكل شخصي أو انتخب فهذا يعود إليه وبلا أي توجيه»، مشيرا إلى أن «الانتخابات تعرضت للتزوير وأن حلفاء الأمس صاروا يتبادلون الاتهامات اليوم فيما بينهم».

وشكك عواد في وجود عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وقال: «لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي وجوده، أو أنه لا يزال على قيد الحياة، لكني أقول: إن القوات الأميركية تمكنت من القبض على صدام حسين على الرغم من معرفتنا بمدى احترازاته الأمنية، فكيف لم تتمكن من القبض على الدوري حتى اليوم، إلا إذا كان يضع طاقية الإخفاء فوق رأسه».

من جهة أخرى، وعلى صلة بالموضوع، قال ناطق باسم البعث، جناح الأحمد، لوكالة الأنباء الألمانية: «نحن لا نتعامل مع التطرف أو مع الجيش الأميركي، لا هذا خط أحمر بالنسبة لنا، على الرغم من أننا متهمون دوما بالقتل والتدمير، والدم العراقي خط أحمر». وردا على سؤال بشأن مشاركة البعث في الانتخابات العراقية التي جرت مؤخرا، أجاب الناطق الذي قدم نفسه باسم «أبو المهيب البغدادي» بالقول: «نحن محرم علينا العمل السياسي داخل العراق بموجب مادة في الدستور العراقي الجديد الذي وضع تحت سلطة الاحتلال الأميركي».

وتابع القول إن «العملية السياسية الحالية باطلة، ومنذ احتلال العراق إلى اليوم قتل أكثر من 150 ألف بعثي، أليست هذه إبادة جماعية، هل كان البعث يقتل الناس، يقتل الشعب العراقي، نحن هنا نريد أن نذكر أن هناك حادثتين في التاريخ تقف خلفهما أميركا: الأولى منع عمل الحزب النازي في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وسقوطه، والثانية منع البعث من العمل السياسي في العراق، لكن نحن وجهنا كوادرنا لانتخاب قوائم معينة نعتبر نهجها وطنيا».

وحول إمكانية الانخراط التدريجي في العملية السياسية في العراق، قال أبو المهيب البغدادي: «نحن لا نقف حجر عثرة في وجه العملية السياسية لكن لا نشارك فيها، لأن تاريخ الحزب ومبادئه لا تسمح لنا بأن نكون تحت وصاية الاحتلال الأجنبي».

ونفى البغدادي تحالفهم مع أي من الأحزاب العاملة حاليا في الساحة العراقية، وقال: «نحن نتحالف مع الشعب العراقي فقط، الذي نعمل معه ولأجله». وعن رؤية البعث للدور الإيراني في العراق، قال: «الأميركان نادمون في تقديري على أنهم سلموا العراق لإيران، الجميع يعرف اليوم أن اللاعب الأكبر في العراق حاليا هم الإيرانيون، سياسيا عبر أحزابهم، وعسكريا عبر فيلق القدس، واقتصاديا عبر وزرائهم وحكومة المالكي، وأنا أذكر أن الرئيس الراحل صدام حسين قال قبل أيام من الغزو الأميركي لأعضاء قيادته، وكان بينهم الرفيق محمد يونس: إن الشيء الوحيد الذي لا أفهمه هو أن الأميركيين لا يدركون أنهم سيقدمون العراق لإيران على طبق من ذهب إذا سقطنا».