عرب كركوك أيدوا «العراقية» لـ«مشروعها الوطني».. والتركمان: النتائج لا تعكس الواقع السياسي

بعد تصدر القائمة العراقية.. وتراجع التحالف الكردستاني

TT

أكد قيادي عربي في كركوك «أن عرب المحافظة صوتوا لصالح القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي، لأنه يحمل مشروعا وطنيا غير طائفي، وهذا ما دفع بالعرب إلى المشاركة بحماس في هذه الانتخابات، ليحتل علاوي صدارة أصوات كركوك» فيما أشار قيادي تركماني إلى «أن الجبهة التركمانية سبق أن اتفقت مع (العراقية) على خوض الانتخابات، ولهذا صوت نصف التركمان للقائمة العراقية» واستدرك «لكن ذلك لا يعكس الواقع السياسي للتركمان في المحافظة».

وأظهرت نتائج أولية تقدم قائمة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي على التحالف الكردستاني في المحافظة، التي يتنازع عليها العرب والأكراد والتركمان. وكانت توقعات سابقة قد رجحت فوز التحالف الكردستاني. وأكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن قائمة العراقية حصلت على نحو 124 ألف صوت في كركوك، بينما حل التحالف الكردستاني ثانيا بنحو 120 ألفا، في حين حصلت حركة التغيير الكردية المعارضة على 20 ألفا، والإسلاميون الأكراد على أكثر من 14 ألفا. وحلت قائمة الائتلاف الوطني العراقي رابعا، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي خامسا.وقال راكان سعيد النائب العربي لمحافظ المدينة في تقييمه للنتائج الأولية المعلنة للمحافظة: «هذه النتائج غير كاملة، وقد تتغير المعادلات بعد الانتهاء من فرز بقية الـ40% المتبقية، وحتى الآن لم يحتسب التصويت الخاص، لذلك نتوقع أن ترتفع فرص القائمة العراقية إلى أكثر مما هو معلن».

وحول أسباب تأييد العرب للعراقية، وفيما إذا كانت هناك وعود من علاوي لعرب المحافظة، قال: «إن عرب المحافظة خسروا كثيرا في السنوات السابقة بسبب عزوفهم عن المشاركة الانتخابية، وأثر ذلك على دورهم في المحافظة، وفي بغداد أيضا، خصوصا في الجانب السياسي، ولذلك أدركوا مؤخرا أهمية استعادة دورهم عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات، لتفعيل دورهم بمراكز القرار في بغداد، لذلك شاركوا هذه المرة بحماس أكبر في الانتخابات، أما تأييدهم لعلاوي، فإن ذلك يعود إلى ما يحمله رئيس العراقية من مشروع وطني يخدم العراق ككل، وهذا المشروع غير طائفي ويتناسب مع التعدد القومي الموجود في المحافظة، ونأمل من السيد علاوي أن يفي بهذا المشروع الوطني لضم جميع المكونات تحت خيمة واحدة خصوصا في محافظتنا».

وعلى الرغم من اصطفاف تركمان المحافظة إلى جانب علاوي، واعتراف رياض صاري كهية أحد قياديي حزب تركمان إيلي الخارج عن إطار الجبهة التركمانية بأن نصف تركمان كركوك قد صوتوا لصالح العراقية، فإنه قال: «هذه الانتخابات لا تعكس الواقع السياسي في المحافظة، فقد جرت عمليات تزوير على أوسع نطاق، ولذلك لا يمكننا الاعتراف بنزاهتها وشفافيتها، لذلك ندعو الأمم المتحدة إلى التدخل لمعالجة الوضع قبل المصادقة على النتائج النهائية».

وأضاف «كانت نسبة المشاركة في مركز مدينة كركوك 30% وفي الحويجة على سبيل المثال بلغت 100%، فكيف يتقبل العقل ذلك، في حين أن الحويجة هي أحد أقضية محافظة كركوك، كيف تكون النسبة هنا هكذا، وهناك مائة في المائة».

وأشار كهية إلى «أن الجبهة التركمانية سبق أن وقعت اتفاقا مع القائمة العراقية لخوض الانتخابات، وعليه فإن الصوت التركماني انقسم إلى نصفين، وهذا ما حصل».

وختم كهية تصريحه بالقول: «من بين 29 كيانا سياسيا مشاركا في الانتخابات لم يحصل غير كيانين على مجمل الأصوات، وهذا أمر يثير الكثير من الشكوك، فالتزويرات الواقعة على أوسع نطاق هي التي رجحت الكفة، لذلك نحن نعترض على النتائج المعلنة وندعو الأمم المتحدة إلى التدخل لمعالجة الموقف». وحول الموازنة بين مطالب العرب والتركمان وبين قائمة التحالف الكردستاني التي تتمتع القائمة العراقية بعلاقات طيبة معها وتسعى إلى التحالف معها لتشكيل الحكومة القادمة، قالت ميسون الدملوجي المتحدثة باسم القائمة العراقية لـ«الشرق الأوسط»: إن الحديث عن قضية كركوك سابق لأوانه، وسيتم حل هذه القضية بالوسائل السلمية بعيدا عن التصعيد الإعلامي، وعن طريق الحوار المباشر مع جميع الأطراف. وأرجعت ميسون اختيار العرب والتركمان للقائمة العراقية في مدينة كركوك إلى «شعور أهالي المدينة بأن المشروع المقدم من العراقية هو المشروع الوطني الذي يؤمن بوحدة العراق أرضا وشعبا، ولا يؤمن بالتقسيم بأي شكل من الأشكال».