اليمن: قتل قياديين في «القاعدة».. واحتجاز سفينة إيرانية

محافظ الجوف: نقل 5 جثث عثر عليها.. ويشتبه أنها لصوماليين

يمنيان يسيران في أحد شوارع العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل اثنين من القياديين في تنظيم القاعدة في غارة استباقية نفذها سلاح الطيران الليلة قبل الماضية بمحافظة أبين، وقالت مصادر رسمية وأخرى محلية إن الغارات التي بدأت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، واستمرت حتى بعد ظهر أمس، استهدفت منطقة جيزة أهل قنان في مديرية مودية التي ينتمي إليها نائب الرئيس اليمني الحالي الفريق أول عبد ربه منصور هادي، وقالت مصادر رسمية إن القتيلين كانا يخططان لتنفيذ «عمليات إرهابية ضد بعض المنشآت الحيوية». وتوعد مصدر بوزارة الدفاع عناصر «القاعدة» بأن أجهزة الأمن ستواصل ملاحقاتها للعناصر الإرهابية ولن تسمح في الوقت نفسه لأي عابث بالمساس بأمن الوطن اليمني واستقراره، وأوضح المصدر أن هذه العملية الجوية الاستباقية جاءت بعد متابعات دقيقة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة أثمرت عن توجيه ضربة من قبل القوات الجوية في الساعة العاشرة من مساء أول من أمس.

وقالت المصادر اليمنية إن هذه الضربة الجوية أودت بحياة كل من جميل العنبري زعيم تنظيم القاعدة في أبين، وشخص آخر يدعى الزرفة، وفاجأت الضربة الجوية هذين الشخصين عندما كانا على متن دراجة نارية، وأكدت هذه المصادر أن هذين الشخصين كانا يخططان لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في اليمن، بينما أكدت المصادر في محافظة أبين عدم حدوث إصابات بين المواطنين من هذه الغارة أو حدوث خسائر مادية في منازل للمواطنين، بينما قال شهود عيان إنهم شاهدوا النيران وهي تشتعل في قرية العثابر طوال الليل.

وكان سلاح الجو اليمني، نفذ في أواخر ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، سلسلة من الضربات الجوية التي وصفت بـ«الاستباقية» و«الناجحة»، ضد معاقل لتنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، وكذا عملية أمنية شمال العاصمة صنعاء، أسفرت عن مقتل قرابة 15 مطلوبا من تنظيم القاعدة، غير أن إحدى تلك الغارات أخطأت هدفها وقتلت 42 مدنيا، جلهم من النساء والأطفال، في منطقة المعجلة بمحافظة أبين، وهو الأمر الذي أدى بالحكومة اليمنية إلى الاعتذار عنه أمام مجلس النواب اليمني (البرلمان)، الأسبوع الماضي.

وكانت تلك الضربات الجوية والعمليات الأمنية، بدأت السلطات اليمنية في اتخاذها بعد أن فشلت محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، تفجير طائرة أميركية مدنية في سماء مدينة ديترويت الأميركية، عشية عيد الميلاد، الذي - الشاب - اتضح، فيما بعد، أنه كان في اليمن وتدرب فيه، وأنه على صلة بالأصولي الأميركي - اليمني أنور العولقي، المتهم بصلته بالإرهاب وبتحريضه الضابط الأميركي من أصل فلسطيني نضال مالك حسن، على قتل 13 من رفاقه في قاعدة فورت هود في ولاية تكساس (جنوب الولايات المتحدة)، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأعلنت السلطات اليمنية، الأسبوع الماضي، عن اعتقال قرابة 20 عنصرا يعتقد بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، بينهم الأميركي من أصل صومالي شريف موبايلي، الذي قتل في السابع من الشهر الجاري، اثنين من حراسه داخل أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، أثناء تلقيه العلاج، قبل إلقاء القبض عليه، والذي اتضح أنه سبق له العمل في عدد من المفاعلات النووية الأميركية، قبل أن يسافر إلى اليمن.

على صعيد آخر، أعلنت سلطات الأمن اليمنية، أمس، عن احتجاز سفينة إيرانية بعد دخولها المياه الإقليمية اليمنية بطريقة غير شرعية، وقالت مصادر في البحرية اليمنية وشرطة خفر السواحل إنهم تلقوا بلاغا من عدد من الصيادين، يفيد بوجود سفينة مجهولة قرب منطقة حديبو في جزيرة سوقطرى اليمنية بالمحيط الهندي، قبل ضبطها واعتقال من بداخلها.

وذكرت مصادر في وزارة الداخلية اليمنية أن طاقم السفينة يتكون من 18 شخصا، منهم 16 بحارا يحملون الجنسية الباكستانية، إضافة إلى قبطانها ومالكها الإيرانيين، ولم تستبعد أجهزة الأمن اليمنية ضلوع من كانوا في السفينة في عمليات تهريب مخدرات إلى اليمن، مشيرة إلى أن عملية تفتيش السفينة ستجري في وقت لاحق، حيث يجرى، حاليا، التحقيق مع مالكها وطاقمها لـ«كشف ملابسات دخولها المياه الإقليمية اليمنية بطريقة غير شرعية».

في موضوع آخر، نقلت، أمس، خمس جثث مجهولة الهوية، من منطقة قرب الحدود اليمنية - السعودية، إلى العاصمة صنعاء، وسط أنباء غير مؤكدة، أنها لخمسة أجانب مختطفين منذ يونيو (حزيران) الماضي، لكن محافظ الجوف حسين حازب، قال إن السلطات عثرت على هذه الجثث في منطقة الغريميل التي تقع إلى الشرق من منطقة الأجاشر بين محافظتي صعدة والجوف، وقال المحافظ أيضا (أمس) إن الجثث الـ5 التي تم نقلها إلى العاصمة صنعاء يعتقد أنها لمواطنين صوماليين، وأن عملية نقل هذه الجثث لغرض إجراء فحص الحامض النووي، حيث إنه من خلال هذا الأمر سيتم تحديد جنسيات وهويات هذه الجثث. وأكد أن عملية النقل قد سبقها تواصل بين قيادة المحافظة والقيادات الأمنية في العاصمة صنعاء لنقل الجثث وإجراء الفحوصات اللازمة بشأنها، وكانت السلطات اليمنية قد ذكرت قبل أن توقف الحرب بين الحوثيين والقوات الحكومية في الحادي عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي أن عناصر من الصوماليين يحاربون إلى جانب الحوثيين، وأن بعضا من هذه العناصر يقوم بتدريب الحوثيين على المسائل الحربية وفنون القتال، بينما يستخدم الحوثيون صوماليين في حفر الخنادق وبناء المتاريس، وأن قيادة الحوثيين تدفع لكل عنصر صومالي يعمل ضمن جماعة الحوثي مائتي دولار في كل شهر، وتقول السلطات اليمنية إن عدد المهاجرين والفارين من الصومال إلى اليمن بسبب الحرب الدائرة في الصومال منذ أكثر من 19 عاما يصل عددهم إلى ما يربو على 800 ألف صومالي، وهو ما يشكل عبئا أمنيا واقتصاديا على اليمن ذي الموارد المحدودة.