السودان: تأجيل الانتخابات جزئيا في جنوب كردفان بسبب الخلافات بين شريكي الحكم

بعد خلافات في نتيجة الإحصاء السكاني وترسيم حدود الدوائر الجغرافية في الولاية

TT

أصدرت مفوضية الانتخابات في السودان قرارا، أمس، يقضي بتأجيل الانتخابات في ولاية جنوب كردفان، أي منطقة جبال النوبة، جزئيا، حيث أبقى القرار على الانتخابات لمستويي منصبي الرئيس والمجلس الوطني والبرلمان القومي فيها، بمشاركة مرشحي الحركة الشعبية، بينما حدد أن تكون الانتخاب لمنصبي الوالي والمجلس التشريعي (البرلمان الولائي) خلال 60 يوما من الموعد المضروب للانتخابات في أبريل (نيسان) المقبل. وقال القرار إن التأجيل جاء لدواعٍ أمنية بعد انسحاب مرشحي الحركة الشعبية من العملية الانتخابية في الولاية.

وكانت الحركة الشعبية هددت بأنها لن تخوض الانتخابات في جنوب كردفان ما لم تتم معالجة ما تسميه مخالفات في نتيجة الإحصاء السكاني، وترسيم حدود الدوائر الجغرافية في الولاية، وتدلل الحركة على تلك التجاوزات بأن مدينة كاقلي كانت في السابق تسعى إلى ثلاث دوائر جغرافية، إلا أن المفوضية حصرتها في دائرة واحدة.

وقال القرار إن المفوضية بعد أن وردت لها إفادة رئاسة الجمهورية حول الأوضاع السياسية والأمنية في الولاية، وبعد أن قامت المفوضية بتقصي الأوضاع فيها، بجانب إدراك النتائج المترتبة على سحب ترشيحات الحركة الشعبية في الولاية، وافقت على تأجيل العملية في الولاية، وأكد القرار موافقته على إعادة ترشيح مرشحي الحركة الشعبية الذين سحبوا ترشيحاتهم من قبل.

ووصلت الحملة الانتخابية للحركة الشعبية في دارفور، وتوقع نائب رئيس الحركة، جيمس واني إيقا، اكتساح حركته انتخابات الرئاسة بنسبة 85%، وطالب السودانيين بـ«التكاتف لإنقاذ البلاد من التشرذم وإغلاق الباب أمام الحكومة بعد فوات الأوان»، وقال في لقاءين حاشدين لأنصار الحركة في مدينتي نيالا والضعين، في ولاية جنوب دارفور، إن مشكلة دارفور من الممكن حلها في أول سنة من اندلاعها، لكنها طالت بسبب غياب الإرادة السياسية للمؤتمر الوطني. وقال إن الطريق إلى السودان الجديد يتم عبر حل مشكلة دارفور، وشدد على أن ياسر عرمان، مرشح الحركة الشعبية للسباق الرئاسي، «هو الوحيد الذي يحلها ويضع حدا للتهميش».

من جانبه، توعد عرمان حزب البشير بالهزيمة في الانتخابات الحالية، وقال: «سنلقن المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة درسا سيذكره التاريخ». وقال إن دارفور لأهل دارفور، ودعم مطالب أهل دارفور العادلة في السلطة والثروة، بينما اعتبر أموم فوز عرمان بالرئاسة إنهاء للحرب بدارفور، وأعلن عرمان أنه حال توليه الرئاسة بإصدار قرارات لحل مشكلة دارفور بصورة شاملة، وأن تكون أرض دارفور لأهلها وإعادة الإقليم الواحد، وتأمين عودة النازحين إلى قراهم، واتهم، مستنكرا، السلطات باحتجازها 80 سيارة تحمل أنصارهم للمشاركة في اللقاء.

وطالب عرمان حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بزعامة الرئيس عمر البشير، بالاعتذار عن الانتهاكات التي ارتكبها في حق أهل دارفور، وشدد مرشح الحركة على ضرورة الإفراج عن منسوبي الحركة المعتقلين في الولاية، وقال وسط الآلاف من مناصريه من الاستحالة بمكان أن يصوت أهل دارفور للمؤتمر الوطني. ودعاهم إلى التصويت لرمز النجمة.

وفي جنوب السودان، توعد رئيس حكومة الجنوب ومرشح الحركة الشعبية لمنصب رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت، بـ«ملاحقة مزوري» بطاقات الاقتراع، وقال: «إنهم انتشروا مؤخرا في الإقليم». وطالب سلفا كير، وهو يدشن حملته الانتخابية في استاد مدينة ملكال، ثالث أكبر مدن الجنوب، المرشحين المستقلين في الجنوب بعدم استخدام اسم الحركة الشعبية أو شعاراتها في حملاتهم الانتخابية، متعهدا بتحقيق التنمية والاستقرار في الجنوب.