لندن: إلغاء خطة لبناء مسجد يطل على «ساندهيرست» العسكرية بحجة حماية التراث

على الرغم من أنه من دون مئذنة.. معارضة عاطفية لمسجد في نيويورك

TT

ألغيت خطط كانت مجهزة لبناء مسجد في مقاطعة ساري هيث البريطانية تقدمت بها الجالية البنغالية المحلية لتدشين مسجد في موقع مدرسة سابقة تستخدمها كمركز إسلامي، كان سيؤدي إلى هدم مبنى أثري من العصر الفيكتوري، وهو عبارة عن مدرسة في شارع «لندن روود» على بعد عشرات الأمتار من مبنى الأكاديمية العسكرية. ورفضت السلطات المحلية في مدينة كامبرلي فكرة بناء المسجد. وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أول من أمس، أن بلدية المقاطعة رفضت مشروع المسجد بعد اعتراض السكان المحليين بحجة حماية تراث المدينة. ويزعم عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الاستقلال للمنطقة الجنوبية الشرقية نايجل فاراغ، أن قرار البلدية «نتيجة محقة لسكان مدينة كامبرلي.. ولا يرتبط بالدين، ولكن بعملية عادلة ومنصفة تنطبق على أي شخص بغض النظر عن دينه أو عقيدته» - على حد تعبيره - وكانت الجمعية البنغالية تعتزم هدم المدرسة التي تستخدمها منذ عام 1996 كمركز إسلامي لبناء مسجد فوقها. ويقول مؤرخون بريطانيون إن المدرسة محمية بموجب التراث البريطاني وتعود إلى الحقبة الفيكتورية وتبعد زهاء ميل عن الأكاديمية العسكرية البريطانية الشهيرة «ساندهيرست».

وأضافت: «إن الجمعية البنغالية أصرت على أن المدرسة لم تعد تلبي الاحتياجات المتزايدة للجالية المسلمة المحلية، التي رغبت في ممارسة العبادة في مسجد وليس في مدرسة». وقال عبد المجيد رئيس الرابطة البنغالية، إنهم يفكرون في الاستئناف ضد قرار رفض خطط بناء المسجد. وكانت الرابطة البنغالية اشترت حق الانتفاع بالمدرسة عام 1996، وحولته إلى مركز إسلامي.

وشارك المئات، أول من أمس، من أبناء مقاطعة ساري في التصويت ضد بناء المسجد البنغالي. وبينما زعم أبناء الجالية البنغالية أن رفض بناء المسجد يعد نوعا من العنصرية، حمل العشرات من المعارضين لوحات تتحدث عن الضرر الذي سيلم بالتراث الثقافي البريطاني بتدمير موقع أثري وتحويله إلى مسجد. وجاء في ورقة الاحتجاج أن «المسجد يشكل تهديدا أمنيا عالي المستوى على ضباط أكاديمية (ساندهيرست)، حيث إن مئذنتيه اللتين ستتوسطهما قبة عملاقة، سيصل ارتفاعهما إلى 100 قدم، الأمر الذي يجعل ساحة عرض الأكاديمية مكشوفة». من جهته، أعرب عبد الوصي تشودري، المسؤول في جمعية «رفاهية البنغال» الإسلامية، عن استيائه من الهجوم على بناء المسجد والمبررات التي يرددها المعارضون. ويسعى المسلمون في المنطقة، الذين يمثل غالبيتهم البنغال، إلى بناء مسجد يقيمون فيه صلاتهم، حيث إنهم يصلون منذ أكثر من 14 عاما في مبنى مدرسة قديمة كانوا قد تملكوها، وقد أرادوا الآن هدم هذا البناء ورفع مسجدهم.

و«ساندهيرست» أكاديمية عريقة تم تأسيسها عام 1947م هي الأشهر في بريطانيا، وهي تعتبر مركز تدريب أساسيا لضباط الجيش البريطاني يداوم على زيارتها أفراد العائلة الملكية وعلى رأسهم الأميران تشارلز وهاري، وقد تخرج في تلك الأكاديمية شخصيات شهيرة خاصة في العالم العربي، على رأسهم غالبية أمراء وملوك الدول العربية الحاليين والسابقين. من جهة أخرى، على الرغم من أن المشرفين على بناء مسجد في خليج شيبزهيد (ضاحية من ضواحي نيويورك)، قبلوا، على مضض، عدم بناء مئذنة للمسجد، بسبب ضغوط من أناس يسكنون في المنطقة، يستمر المسجد من دون مئذنة في مواجهة الضغوط. ومؤخرا، قالت صحيفة «شيبهيد بايتز»، التي تصدر في المنطقة، إن المعارضين احتشدوا خلال اجتماع لجمعية لمواطني المنطقة، وعبروا عن آرائهم بأصوات عالية وعاطفية. غير أنهم، كما قالت الصحيفة، لم يقدروا على إقناع الجمعية بمعارضة بناء المسجد. وقالت ثيريسا ساكفو، رئيسة الجمعية، إن المعارضين «يخاطرون بتحويل حركتهم إلى حركة عرقية وإثنية»، ويبدو لها أنهم يعارضون المسجد لأنه للمسلمين. وقالت: «إذا تأكد أن الذين يعارضون يفعلون ذلك لأن الذين يبنون المسجد مسلمون، ستكون صورتهم في أذهان الناس صورة سلبية». وأشارت، بطريقة غير مباشرة، إلى أن أكثر المعارضين مهاجرون من روسيا وشرق أوروبا. كما أن أكثر من منظمة يهودية في المنطقة اشتركت في المعارضة. على أن يبنى المسجد في شارع فورهيز، في منطقة يكثر فيها المسلمون.

وفي البداية، اعترض أناس في المنطقة قائلين إنه سيزيد حركة الناس والسيارات في المنطقة، وأن المكان ليس به موقف كاف لسيارات الذين سيأتون للصلاة. ثم عارضوا بناء مئذنة، وما سموه انطلاق أصوات الصلاة العالية منها. وفي أغسطس (آب) الماضي، رفض مهندسو المدينة تصميما للمسجد من أربعة طوابق، في أعلاها مئذنة. لكن، قال كين لازار، مسؤول التخطيط، إن البناء يمكن أن يستمر على شرط ألا تبنى مئذنة. ونشرت صحيفة «شيبزهيد بايتز» أن المعارضة يقودها فيكتور بيناري.