مرشح عن قائمة المالكي: لقائي مع قيادي بعثي في دمشق لم يكن بتكليف من رئيس الوزراء

الشابندر لـ «الشرق الأوسط»: اللقاء مع الأحمد كان هادئا.. ولم يهدد بتفجير بغداد

TT

في حين نفى مكتب رئيس الوزراء العراقي «نفيا قاطعا» لقاء مبعوث عن نوري المالكي بالقيادي البعثي محمد يونس الأحمد في دمشق حسب ما جاء في تقرير نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس، أكد متحدث باسم حزب البعث، هذا اللقاء الذي «تم بين الأحمد وعزة الشابندر المرشح عن قائمة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الحكومة العراقية».

وكان مزهر مضني عواد، عضو القيادة القطرية لحزب البعث، قد ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «مبعوثا لرئيس الحكومة العراقية، وهو أحد المقربين من المالكي وذو مستوى رفيع في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي نفسه، قد طلب من الأحمد التفاوض بغرض تقريب وجهات النظر ووضع خارطة طريق للتعاون في العملية السياسية في العراق»، مشيرا إلى أن الأحمد «طلب من مبعوث المالكي إبداء النوايا الحسنة أولا، وذلك بإيقاف إجراءات المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة البعثيين، وإلغاء ما يسمى هيئة اجتثاث البعث وقراراتها».

وأقر الشابندر بهذا اللقاء «الذي تم قبل أكثر من عام»، مشيرا إلى أنه التقى الأحمد «بصفتي عضو في مجلس النواب العراقي وحريص على تحقيق الوحدة الوطنية والعملية السياسية في العراق، وليس كمبعوث عن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي».

وأضاف الشابندر قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس: «لقد قابلت الأحمد بصفتي عراقي يقابل سياسيا عراقيا، وبواسطة صديق مشترك في دمشق»، واصفا اللقاء بـ«الودي والهادئ للغاية، حيث التقينا على مأدبة غداء ضخمة أقامها لي وبحضور نجله والمقربين منه، وأنه (الأحمد) أخبرني بأنه لم يلتق بأي عراقي من قبل، لكنه كان يتابع خطاباتي التلفزيونية المعتدلة، من جهة، ولأني ذهبت إليه مع صديق عزيز عليه، من جهة ثانية». وقال الشابندر: «لقد تحمست لمقابلة الأحمد بعد أن عرفت أنه يؤمن بالعمل السياسي وتفكيره يختلف عن عزة الدوري الذي انشق عنه، بل إنه تبرأ من ممارسات النظام الذي كان يقوده صدام حسين، وهذا ما شجعني على اللقاء به والحديث معه». وكشف الشابندر عن أنه قال للأحمد: «إنكم إذا كنتم تتصورون أن بإمكانكم إسقاط هذا النظام (العراقي الجديد) بأسلوب حرب العصابات أو غيره، فإن هذا التفكير واهٍ، لأن النظام الجديد في العراق هو أضعف وأقوى نظام في المنطقة في الوقت نفسه، فهو نظام ضعيف لأنه حديث وقياداته لا تتمتع بالتجربة الكافية، وقوي لأنه مدعوم من قبل الشارع العراقي الذي اكتوى بنار البعث وممارسات صدام حسين، ومن قبل اثنين من القوى العظمى في المنطقة، وهي أميركا وإيران».

وأوضح مرشح قائمة دولة القانون، قائلا: «لقد دعوت الأحمد إلى أأن لا يفكر في العودة إلى العراق إلا كونه جزءا من الشعب العراقي الذي ينبذ تجربة النظام السابق»، منوها بأنه «لم تكن هناك أية شروط قد طرحت سواء قبل أو خلال أو بعد اللقاء، ولا صحة لما قيل عن شروط طرحها الأحمد بإلغاء هيئة المساءلة والعدالة والمحكمة الجنائية الخاصة بأركان النظام السابق، سوى أنه (الأحمد) أكد عدم ثقته بالقادة السياسيين العراقيين الحاليين، وأوضح أنهم أدانوا خلال اجتماعاتهم الداخلية (الحزبية) ومؤتمراتهم ممارسات النظام السابق، مشيرا إلى أن هذا هو سبب خلافه مع الدوري الذي يتبنى سياسة نظام صدام حسين وأنهما على مفترق الطرق حاليا». وأوضح الشابندر أن «المالكي لم يبد أي تعليق لدى سماعه هذا الكلام عندما أخبرته بفحوى لقائي بالأحمد»، منبها إلى أن «السوريين هم من اعترض على هذا اللقاء؛ إذ سألوني في إحدى زياراتي إلى دمشق عن سبب لقائي بالأحمد، ولماذا لم أبلغهم بهذا اللقاء قبل حدوثه، وقد أجبتهم بأني برلماني عراقي ولي حصانتي، وأنا كعراقي من حقي أن التقي عراقيا آخر، ولماذا علي أن أبلغكم قبل اللقاء، ولكم أن تتحدثوا مع الأحمد كونه ضيفا عندكم وليس معي».

ونفى الشابندر بشدة «الإشاعات والقصص الكاذبة» حول «قيامي بتسجيل اللقاء بواسطة الهاتف الجوال أو مسجل صغير ونقل نص التسجيل إلى المالكي»، وقال: «أنا لم ولن أفعل ذلك، فهذه عملية لا أخلاقية، وأنا لا أقوم بمثل هذه الأفعال.. أنا بطل فكيف أهبط إلى هذا المستوى؟!»، مشددا على أن «الأحمد لم يهدد بتفجير بغداد على الإطلاق، وأنا لم أنقل للمالكي أي تهديد قيل إن الحكومة العراقية استخدمته كدليل على تورط البعثيين والسوريين في تفجيرات وزارة الخارجية في العام الماضي».