موسى في بيروت لمعالجة مشاركتها في قمة ليبيا.. وبري يعتبر أن الموضوع «كرامة لبنان»

وزير الخارجية اللبناني «نفى» أقواله عن عدم إدراج قضية الصدر على جدول أعمالها

الرئيس اللبناني ميشال سليمان مستقبلا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبيل اجتماعهما في القصر الرئاسي في بعبدا أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

بدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس زيارة غير رسمية للبنان، التقى في مستهلها المسؤولين الرسميين بهدف البحث في «إشكالية» مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا في ضوء «الدعوة الملتبسة» التي وجهتها ليبيا عبر السفارة اللبنانية في دمشق ورفض لبنان تسلمها لوصولها بطريقة «غير مألوفة»، بالإضافة إلى الضغط الشيعي الذي يمارس على الحكومة لمقاطعة القمة تحت عنوان معرفة مصير مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السيد موسى الصدر الذي اختفى عقب زيارة رسمية إلى ليبيا عام 1978، وهو ضغط قالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان يهدف إلى خفض مستوى التمثيل، قبل الخطوة الليبية واتجه نحو المقاطعة بعدها»، فيما قوبل موسى بإشكال دبلوماسي من قبل وزير الخارجية علي الشامي الذي نفى ما قاله موسى الواقف إلى جانبه عن عدم إدراج قضية الإمام موسى الصدر على جدول أعمال القمة، مؤكدا إدراج هذه القضية من قبل وزراء الخارجية العرب.

ورفض قائد حملة المقاطعة، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي زار أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للبحث في هذا الملف، وصف التعاطي الليبي في موضوع دعوة لبنان لحضور القمة العربية بأنه «إهمال»، معتبرا أن هذا الوصف «عطوف كثيرا». ورأى أن هذا الموضوع «شأن الدولة اللبنانية ككل، وليس شأني أنا فحسب، وأنه موضوع يتعلق بكرامة لبنان».

وقال بري: «بالنسبة للموضوع كان واجبنا كحركة أمل وكأبناء للإمام موسى الصدر، وأنا أتكلم بالصفة (الحركية).. ما يجب إيقاظ الوعي اللبناني حوله، هو أن الإمام الصدر لم يكن يوما من الأيام لطائفة واحدة، وهو اختطف في ليبيا كما تعلمون وهو يحاول عقد قمة عربية، ونحن نأخذ هذا الموقف.. إنما ندافع أيضا عن القمة العربية، وعن مبدأ القمة العربية»، وتابع: «أما الذي حصل الآن فقد تجاوز الحدود، حدود عام 1978، امتدادا إلى حدود كل لبنان وكرامة كل لبنان، وهذا الأمر يتعلق بفخامة الرئيس أولا وبمجلس الوزراء ثانيا».

وكان موسى وصل إلى بيروت بعد ظهر أمس في زيارة تستمر يومين يقابل خلالها المسؤولين ويلقي محاضرة في جامعة الروح القدس في الكسليك. وكان في استقباله في المطار وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي. ورفض موسى إبداء رأيه في الدعوة التي وجهت إلى لبنان لحضور القمة العربية التي ستعقد في ليبيا، عن طريق السفارة اللبنانية في دمشق وعبر سفير ليبيا في دمشق. وسئل عن تغييب الإمام السيد موسى الصدر، فأجاب: «لم أجد من الجامعة أي تدخل في هذا الشأن». وردا على سؤال عن إمكان أن يدرج هذا الموضوع في جدول أعمال القمة في غياب الدولة اللبنانية، سأل موسى: «ولماذا يغيب لبنان عن القمة؟» وأضاف: «إذا كان لبنان يريد أن يدرجها فليطلب ذلك، فلبنان كامل العضوية في جامعة الدول العربية». أما الوزير الشامي فرحب بالأمين العام للجامعة العربية، قائلا: «أهلا وسهلا به. أنا أكرر أنني في اجتماع وزراء الخارجية العرب أدرجت قضية الإمام الصدر ضمن بنود جدول القمة العربية». وسئل: لكن موسى قال إنها لم تدرج؟ أجاب: «أنا أقول إنها أدرجت».

ولفت موسى، بعد زيارته الرئيس سليمان، إلى أنه «عندما يكون الأمر ملتبسا وفيه الكثير من الاعتبارات ونحن على مقربة أيام من القمة، وظروف العالم العربي معقدة والمشاكل متراكمة، فمن الأفضل أن يرفع الإعلام يده قليلا عن الموضوع، وإذا كان هناك أي رأي أو مناقشة أو اعتبارات، أيضا من الأفضل أن تكون بين المسؤولين، بدلا من الحديث عنها في الإعلام».

وعن قيام الجامعة العربية بدورها في معرفة مصير الإمام السيد موسى الصدر، قال موسى إن «رأب الصدع أمر مهم، وقد تسعد أي جهة في أن تباشر مهمة رأب الصدع في أي موضوع من المواضيع، ولعل هناك فرصة لهذا الأمر، ولكنه في الحقيقة لم يكن مطروحا بهذا الشكل، ومع ذلك قد يكون هناك مخرج ما في خلال مناقشاتي اليوم وانطلاقا من مناقشاتي السابقة». ونفى موسى نقله أي دعوة أو رسالة إلى الرئيس سليمان للمشاركة في القمة، وأضاف: «أما كيفية تلقي الدعوة، فقد اطلعت على ذلك عبر الأخبار كما اطلعتم أنتم عليها، وبالتالي لا جديد في هذه المسألة». وإذ أكد أن وجوده في لبنان يهدف إلى تسهيل مسألة مشاركة لبنان في القمة العربية، لفت موسى إلى أن «الحديث مستمر في هذا الشأن، وتهمنا مشاركة لبنان، خصوصا أن الوضع العربي كما الوضع في المنطقة ملتبس تماما، إذ هناك مسائل خطيرة جدا وظروف وتطورات ربما غير مسبوقة، وبالتالي يقتضي الأمر حضور لبنان، إنما على الجانب الآخر هناك اعتبارات معينة وهذا ما نحاول مناقشته».