ملك المغرب ورئيس الغابون يترأسان مراسم التوقيع على 5 اتفاقيات تعاون بين البلدين

مباحثاتهما تناولت التنسيق في الكثير من القضايا الاستراتيجية الدولية والإقليمية

العاهل المغربي والرئيس الغابوني خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت الليلة قبل الماضية على شرف ضيف المغرب. وبدا الأمير مولاي الحسن ولي العهد إلى جانب والده فالأمير مولاي رشيد (تصوير: لين ماب)
TT

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا، أول من أمس بقصر مرشان بطنجة (شمال المغرب)، مراسم التوقيع على خمس اتفاقيات تعاون بين البلدين تهم قطاعات التكوين المهني والمعادن والطاقة والبيئة والماء والسياحة.

وتم توقيع الاتفاقية الأولى المتعلقة بالتعليم والتكوين بين وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، ووزير التعليم التقني والتكوين المهني الغابوني، ليون نزوبا. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون التاريخي بين البلدين في مجال التعليم والتكوين، الذي يستفيد في إطاره الكثير من الطلبة الغابونيين من التكوين في المعاهد والمدارس العليا المغربية، وتطويره ليشمل تكوين المكونين، ونقل الخبرات المغربية في مجال التكوين المهني. كما تم توقيع ثلاث اتفاقيات في مجالات الطاقة والمعادن والبيئة والماء بين أمينة بنخضرا، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية، وبول تونغي وزير الخارجية والتعاون الدولي والفرنكفونية الغابوني.

أما الاتفاقية الخامسة والمتعلقة بالتعاون السياحي فتم توقيعها بين ياسر الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية المغربي، وماغلوار نغامبيا وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة والسياحة الغابوني. وتهدف إلى تطوير وتكثيف المبادلات السياحية، وتشجيع وكالات الأسفار ومهنيي السياحة بهما على العمل الجماعي من أجل تطوير مختلف منتجهما السياحي وتقوية تعاونهما في ميدان التظاهرات السياحية.

وأنهى الرئيس الغابوني أمس زيارة دولة المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس. وتناولت مباحثاته مع العاهل المغربي التنسيق بين البلدين في الكثير من القضايا الاستراتيجية الدولية والإقليمية، منها عضوية الغابون في مجلس الأمن، التي ستستمر حتى سنة 2011. وتأتي هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها التي يقوم بها الرئيس الغابوني للمغرب منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في سياق رغبة قائدي البلدين في تدعيم العلاقات المتميزة التي تربط بين المغرب والغابون منذ بداية عقد الستينات من القرن الماضي. وكان الملك محمد السادس قد قام بأربع زيارات للغابون منذ توليه الحكم صيف 1999، وذلك خلال سنوات: 2002 و2004 و2005 و2006. ويرافق الرئيس الغابوني في زيارته للمغرب وفد اقتصادي وسياسي هام، يضم وزراء الخارجية والاقتصاد والزراعة والاتصالات والتجارة والصناعة والسياحة. وأجرى الرئيس الغابوني خلال مقامه بالمغرب لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة، وأجرى أول من أمس مباحثات مع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الرشيد، تناولت تطورات ملف الصحراء، والدعم الغابوني المستمر والتاريخي للموقف المغربي في هذا الملف، والذي يرجع إلى المشاركة الرمزية للغابون، عبر وفد رسمي، في المسيرة الخضراء التي نظمها المغرب سنة 1975 من أجل استرجاع صحرائه التي كانت تحتلها إسبانيا، بشكل سلمي.

كما أجرى الرئيس الغابوني محادثات مع رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي، ورئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، مصطفى المنصوري، ورئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)، محمد الشيخ بيد الله، والتي تناولت مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها.

ويعيش في الغابون نحو ألف مغربي، كما يحتضن الغابون استثمارات مغربية مهمة في قطاعات المعادن والاتصالات والمصارف والصناعات الغذائية والتجارة والنقل. ومن أبرز هذه الاستثمارات إنشاء فرع مصرفي تابع لمجموعة «البنك المغربي للتجارة الخارجية» سنة 2006، وشراء مجموعة «التجاري وفا بنك» حصة 59 في المائة من مصرف «الاتحاد الغابوني للبنوك»، بالإضافة إلى شراء اتصالات المغرب حصة 51 في المائة من شركة الاتصالات الغابونية، في إطار عملية تخصيص هذه الأخيرة.

وإلى جانب العمليات الناجحة لم يخلُ سجل العلاقات الاقتصادية للبلدين من إخفاقات، كما هو الشأن بالنسبة لمشروع شركة الخطوط الجوية الغابونية الدولية، الذي أطلق في إطار شراكة بين شركة الخطوط الجوية المغربية والحكومة الغابونية سنة 2007، والذي تم التخلي عنه بسبب خلاف بين الطرفين في تدبير الشركة، بالإضافة إلى المشاريع السكنية التي أطلقتها شركة «جيت سكن» المغربية في الغابون، والتي توقفت بسبب المشكلات التي واجهتها، ولا تزال بعض الأوساط الغابونية تطالب بإعادة إطلاقها، ورفع المعوقات التي تسببت في فشلها.