نجاد في قم اليوم للقاء المراجع الدينية.. و«أفلام أميركية» في التلفزيون الرسمي للتشويش على المعارضة

لاريجاني: التعاون مع مصر يخدم الدول الإسلامية.. وتصريحات الأميركيين متباينة وتشير إلى إحباط نفسي

TT

يتوجه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اليوم، إلى مدينة قم للقاء كبار المراجع الدينية وافتتاح الصحن الجديد لحرم السيدة «فاطمة المعصومة». وقالت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء إن الزيارة تأتي على أعتاب السنة الإيرانية الجديدة (النيروز). ومن المقرر أن يلتقي نجاد مع مراجع الدين في المدينة، حيث سيبحث معهم الأوضاع السياسية بعد الانتخابات. وما زال عدد من كبار آيات الله غاضبا من الطريقة التي أدارت بها الحكومة أزمة الانتخابات، والاعتقالات الواسعة التي تمت للسيطرة على الوضع، ويطالب الكثيرون منهم بلجان تحقيق مستقلة في تلك التجاوزات. ويعتقد أن أحمدي نجاد سيحاول أن يحصل على دعم معنوي سياسي من كبار آيات الله في قم، خصوصا أن علاقته بالحوزة العلمية باردة منذ أزمة الانتخابات.

وتأتي زيارة أحمدي نجاد إلى قم بعد أيام من حث المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الإيرانيين عدم الاحتفال بـ«مهرجان النار الفارسي» هذا الأسبوع باعتباره احتفالا غير إسلامي. ومن المعروف أن الإيرانيين دأبوا على الاحتفال بذلك اليوم قبل احتفالات رأس السنة الفارسية الجديدة، كونه تقليدا فارسيا قديما، ويعتقد أن السلطات حريصة هذا العام على الدعوة إلى عدم الاحتفال به خوفا من أن يستغل كفرصة من قبل المعارضة للخروج في مظاهرات احتجاجا على نتائج الانتخابات. وفي إطار مساعيها السيطرة على الأوضاع قبل احتفالات رأس السنة الفارسية الجديدة، وجهت السلطات تحذيرات شديدة اللهجة إلى المعارضة من استغلال الاحتفالات للتظاهر، وهددت بأنها لن تتسامح إزاء أي مخالفات، كما شددت سطوتها إلى الإنترنت، إذ عطلت الشبكة في مناطق كثيرة، كما عطلت الاتصالات على شبكات الجوال. وسعيا إلى التشويش على أي مظاهرات محتملة ولفت انتباه الشباب إلى شيء آخر، ستعرض قنوات التلفزيون الإيرانية العامة الأفلام الأميركية الحديثة الإنتاج التي حققت نجاحا تجاريا، وذلك لشغل الناس خلال الاحتفالات. وليس من الشائع جدا في إيران عرض الأفلام الأميركية على محطات التلفزيون الرسمية.

ويأتي ذلك فيما أعربت الحكومة الألمانية عن احتجاجها على تشويش البث الفضائي لبرامج الإذاعة والتلفزيون الألماني «دويشه فيله» في إيران. وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، في برلين أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله دعا في خطاب مشترك مع وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا إلى اتخاذ الاتحاد الأوروبي موقفا مشتركا حيال هذا الأمر. وذكرت الوزارة أنه من المحتمل أن يتم إقرار بيان حول هذا الأمر خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر يوم الاثنين المقبل في بروكسل. يذكر أن إيران تشوش منذ عدة أشهر على البث الفضائي للكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية الأجنبية.

على صعيد آخر، أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن «التعاون بين إيران ومصر يخدم مصلحه الدول الإسلامية». وأضاف لاريجاني في تصريحات صحافية، أمس، أن التعاون بين الجمهورية الإيرانية ومصر يحقق فوائد كثيرة للدول الإسلامية، مضيفا: «هذه وجهة نظري الشخصية، وربما توجد بعض وجهات النظر الأخرى، ولكن تشخيصنا للظروف الإقليمية هو هذا الرأي». ونفى لاريجاني أن يكون قد حمل رسالة إلى المسؤولين المصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة للمشاركة في اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية، مشيرا إلى أن محادثات مع المسؤولين المصريين تناولت القضية الفلسطينية.

وأوضح أن موقف مصر يتفق مع موقف طهران في مبدأ الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مضيفا: «توصلنا خلال المحادثات مع المسؤولين المصريين إلى أنه يوجد اختلاف في الأساليب. وبما أن الشعبين، الإيراني والمصري، عريقان وقريبان من بعضهما من جوانب متعددة، فمن الممكن أن يقوم الصهاينة بمحاولة المساس بتقرب البلدين».

وحول خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين إيران وبريطانيا قال لاريجاني: «في هذا الشأن، فإن لجنة الأمن القومي جمعت معلومات دقيقة جدا. وإن المجلس يحتفظ بالحق لنفسه في أن يعيد النظر بإمعان في هذه العلاقات بسبب الممارسات السيئة للحكومة البريطانية».

وفي معرض رده على سؤال حول محادثات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع مسؤولين خليجيين وإعلان بعض الدول العربية تأييدها أميركا في تشديد العقوبات على إيران، قال لاريجاني: «إن استنتاجي من التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين هو أنها متباينة وتشير إلى إحباط نفسي في مجال السياسة». وتابع: «ليس مهما ماذا يقول الأميركيون في جولاتهم، وإنما المهم أنهم لم يتمكنوا من مطابقة سلوكهم مع ادعاءاتهم.. وبشكل عام فإن سلوك أميركا يتنافى مع شعار التغيير».