الولايات المتحدة تواجه نقص المدربين والأمية في أفغانستان

70% من الجنود الأفغان لا يستطيعون القراءة والكتابة

TT

وفقا لأحد المسؤولين البارزين في الجيش الأميركي، يعمل نحو 2000 متعهد أمني في تدريب الجيش الأفغاني، وهو العدد الذي يماثل عدد أفراد الجيش الذين يقومون بالمهمة. فيقول الميجور جنرال ديفيد هوغ، نائب القائد لبعثة التدريب التابعة لحلف شمال الأطلسي للجيش الأفغاني، في اتصال هاتفي من كابل «ليس لدينا العدد الذي نحتاج إليه من أفراد الجيش». وأضاف هوغ أن مجموعته ما زالت تحتاج إلى 1000 مدرب؛ حتى إذا أضفنا أفراد الجيش الذين جاءوا من دول حلف شمال الأطلسي، وهو يأمل أن يسد تلك الثغرة عبر نقل إحدى الكتائب الأميركية.

وتتم الاستعانة بالمتعهدين على كل مستويات التدريب، بدءا من هؤلاء الذين يعلمون الجنود القراءة والكتابة، إلى هؤلاء الذين يدرسون مستوى متقدما من اللغة الإنجليزية للطلاب العسكريين في النموذج الأفغاني لـ«ويست بوينت» حتى يتم تأهيلهم للذهاب إلى الولايات المتحدة للحصول على تدريب على الطيران.

ويساعد متعهدون آخرون في تدريب ضباط الصف سواء داخل أكاديميتهم أو تدريبات ميدانية؛ حيث إنهم يحتاجون إلى الكثير من المهارات؛ مثل المهارات اللوجيستية وقيادة السيارات.

ومن جهته، يقول هوغ إنه إذا تم احتساب المتعهدين الذين يعملون كمعلمين ومدربين في وزارتي الدفاع والداخلية، سيصل العدد النهائي إلى 2765.

وأكد هوغ على أهمية محو أمية المجندين قائلا إن نحو 70% من الأفغان المنضمين لا يستطيعون القراءة والكتابة. وبعدما تعلموا كتابة أسمائهم وحفظ البيانات الخاصة بأسلحتهم، بدأوا يتلقون التدريبات الميدانية. ويضيف هوغ «إنهم يريدون تعلم القراءة والكتابة. فهناك جيل جديد يتلقى تعليمه حاليا». وتتطلب المعايير الحالية لقبول ضباط الصف أن يكونوا حاصلين على الصف الثالث من التعليم، كما يجب على الضباط إجادة القراءة والكتابة.

ومن جهة أخرى، وفي حديث للجنة الشؤون المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، أعاد الجنرال ديفيد بترايوس، رئيس القيادة المركزية، التأكيد على الحاجة «لزيادة التدريب» في أفغانستان. قائلا إنه استغرق بعض الوقت في التركيز على حل مشكلة الأمية التي وصفها بأنها «تمثل تحديا هناك، بالإضافة إلى الحاجة إلى المزيد من المدربين وفي بعض الحالات المزيد من التسهيلات».

وفي المؤتمر الذي عقده، أكد هوغ على الجوانب الإيجابية حين ذكر أن أول 212 طالبا عسكريا سوف يتخرجون كضباط من أكاديميتهم العسكرية. كما أشار إلى أن مدرسة الضباط الأفغانية قد قبلت 42 من الطلبات التي تقدمت بها إناث؛ وهي المرة الأولى التي تقبل فيها طلبات للإناث.

كما وصف الطريقة التي يتم بها إلحاق الخريجين من الأكاديمية ببرنامج الجيش الأفغاني بأنها غير اعتيادية. ففي الماضي، كان يتم إلحاق الكثير منهم بوظائف آمنة في كابل نتيجة الضغوط التي يمارسها أعضاء البرلمان. لكن وفقا للنظام الجديد، يتم إلحاقهم بالوحدات التي تحتاج إليهم مع الأخذ في الاعتبار التصنيف العرقي - بشتون، طاجيك، أو خلاف ذلك - الذي يعتمد عليه الجيش الأفغاني. وعندما سئل عن كيفية التعامل مع عائق اللغة، قال إن معظم أفراد الجيش يجيدون أو يفهمون اللغة الدارية، عدا البشتون، الذين يمثلون أكبر المجموعات العرقية، ولكنهم يمثلون أقلية في الجيش. وأضاف «نحن نستخدم خليطا منهم»، موضحا أن مساعده الأفغاني يتحدث كلا من الدارية والبشتونية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»