قيادي في حزب «بزاك» الكردي الإيراني: ندعم حركة موسوي.. ونجاد مثل الشاه قصير النظر

قال لـ «الشرق الأوسط»: فاوضنا الأميركيين ولكننا لم نقبل شروطهم

آكرين شاهو
TT

حزب الحياة الحرة الجديدة «بزاك» الكردي، يعتبر من أهم وأنشط الأحزاب المعارضة على الساحة الإيرانية، يمتد نشاطه إلى عمق الأراضي الإيرانية وفي المدن الكبرى التي شهدت خلال السنوات الأخيرة اشتباكات مسلحة بين عناصر هذا الحزب وقوات الباسيج والأمن الإيرانية. وتحتل المرأة موقعا مميزا في هذا الحزب الذي ينفرد بقيادة حركة ثورية مسلحة في كردستان الإيرانية، وتشكل - حسب قيادات الحزب - نسبة 40% من مجمل القوة العسكرية للحزب، وقد تم أسر وإعدام الكثيرات منهن خلال السنوات السابقة.

ورغم اتهام العديد من الأوساط الدولية لهذا الحزب بكونه جناحا إيرانيا لحركة عبد الله أوجلان في تركيا، لكن قياديي الحزب ينكرون ذلك ومنهم آكرين شاهو الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب يهتدي بالفكر الأوجلاني، فعبد الله أوجلان ليس رئيسا لحزب العمال الكردستاني فحسب، بل هو قائد للأكراد عموما، وإن أفكاره مفيدة لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، ونحن في الحزب حالنا حال العمال الكردستاني نهتدي بفكره في رسم معالم طريق نضالنا القومي، وخارج هذا الإطار نعتبر الكردستاني حزبا قوميا حليفا، ولكننا لسنا جناحا آخر لهذا الحزب، فنحن مستقلون».

ويشير شاهو إلى ظروف نشوء هذا الحزب في حوار مع «الشرق الأوسط» قائلا «قبل نشوء حزب بزاك كان هناك العديد من الأحزاب الثورية الكردية في إيران، ولكن مع انتصار الثورة الإيرانية وتهميش وإقصاء الشعب الكردي عن مراكز القرار السياسي في إيران، ظهرت ملامح حركة جماهيرية كردية تدعو إلى الثورة، وتهيأت بذلك الأرضية لظهور حزب ثوري يأخذ على عاتقه إعلان المبادرة».

وحول استعداد الحزب للتخلي عن سلاحه مثل بقية الأحزاب الإيرانية المعارضة، قال شاهو: «اختلافاتنا مع بقية القوى الكردية لا تنحصر فقط في حمل السلاح لمواجهة النظام، فمعظم هذه الأحزاب لجأت في فترات نضالها إلى السلاح، ونحن حركة سياسية لها آيديولوجيتها وتنظيماتها السياسية، ولا نؤمن بالنضال المسلح الطويل الأمد، ولذلك اعتمدنا على تنظيم الشباب والمرأة واهتممنا بالجانب الإعلامي والدبلوماسي، أما تشكيل قواتنا المسلحة فهذا جاء ردا على اعتداءات النظام على شعبنا، واستمراره في قمع أصوات المعارضة الكردية، فمع تأسيس حزبنا في أبريل (نيسان) من عام 2004 بادر النظام بالهجوم المسلح علينا، لذلك لم يكن بوسعنا سوى تشكيل قواتنا المسلحة للرد على هجمات النظام الإيراني الذي لا يقبل وجود حركة سياسية معارضة له».

وفي رد على سؤال حول مصادر تمويل الحزب وتسليحه، قال «مصدرنا الوحيد لتلقي الدعم المادي هو جماهير شعبنا، فمن يجود بأبنائه وبناته من أجل الثورة، هو على استعداد أيضا ليقدم الدعم المادي والمعنوي لحزبنا، وبالنسبة للسلاح فإن الشعب الكردي يخوض منذ 200 سنة نضالاته المسلحة في جميع أجزاء كردستان الأربعة، لذلك لا يصعب على أي شخص أو حزب يريد الحصول على السلاح أن يجده هنا، ورغم أننا نسمع اتهامات كثيرة توجه إلينا هنا أو هناك بوجود دعم لوجستي من هذه الدولة أو تلك، ولكن كل هذه الاتهامات لا دليل لها إطلاقا، فمن لديه الدليل فليتقدم به، نحن نعتمد على جماهيرنا ولا نحتاج إلى دعم أي دولة لنضالنا المسلح».

وحول العلاقات الخارجية وما إذا كان للحزب علاقة بدولة معينة خصوصا مع ورود إشارات بوجود علاقة له مع أميركا، قال شاهو «علاقاتنا مع أميركا لم تتعد القنوات غير المباشرة، فقد زارنا ممثلون عن المنظمات المدنية وبعض مراسلي الصحف الأميركية لاستكشاف أفكارنا وسياساتنا، أما المرة الوحيدة التي جمعنا بالأميركيين لقاء مباشر، كان عام 2004 حين اجتمع الشهيد عاكف، وهو أحد مؤسسي حزبنا، مع شخصية أميركية في كركوك بإقليم كردستان بناء على طلب من الجانب الأميركي، وكان الهدف هو التعرف على هذا الحزب الجديد الذي تأسس في كردستان الشرقية، وفي هذا الاجتماع طلب الأميركيون أن يأتي هذا الحزب إلى إقليم كردستان ويتخلى عن سلاحه باعتبار أن النضال المسلح قد انقضى زمنه، وأن هناك طرقا أخرى للنضال المدني المعارض، والمفارقة أنه في حين تطلب منا أميركا التخلي عن سلاحنا فإنها لا تتردد في خوض حروبها في العراق وأفغانستان، وبدا لنا أن أول شرط أميركي لنا هو التخلي عن سلاحنا والتحول إلى كردستان العراق، وكان الهدف من وراء ذلك هو إخضاعنا لسيطرتهم المطلقة، وقد قدموا لنا عروضا بالدعم المادي والاقتصادي، وكان الشرط الثاني هو قطع علاقاتنا مع الحركة التحررية في كردستان تركيا، وكنا نعتبر ذلك خطأ استراتيجيا قاتلا لن نقترفه تحت أي ظرف كان، فنحن نحاول تأسيس جبهة قومية تضم مختلف القوى الكردستانية في أجزائها الأربعة فكيف نرضى بذلك، وكان طلبهم الأخير هو أن نعمل وفقا لما يريدونه هم، ولكن ممثلينا رفضوا ذلك مرارا وخرجوا من الاجتماعات معهم».

وحول موقف حزب «بزاك» من التطورات الأخيرة في إيران وظهور بوادر الرفض الشعبي للنظام الحاكم، قال آكرين شاهو العضو القيادي في حزب بزاك الإيراني المعارض «لا شك أن هناك حركة شعبية معارضة للنظام الإسلامي الإيراني، وكما هو معروف فإن إيران تفرض حظرا كاملا على الحريات الإعلامية في الداخل، وهناك دول تساعد في نقل صورة ما يحدث داخل إيران إلى العالم الخارجي، ولكن القول بوجود دعم دولي للحركة الشعبية الناهضة في إيران غير صحيح، ونحن نعتقد بأن شعوب المنطقة عليها أن تأخذ المبادرة لتغيير أوضاعها، وفي إيران نعتقد بأن السلطات الإيرانية إذا لم تستجب للمطالب الشعبية بالتغيير فإن الدول الغربية ستتدخل، والرئيس الإيراني حاله حال شاه إيران السابق يبدو قصير النظر ولا يقيس الأمور بشكل واقعي، لذلك نعتقد بأن مصيره سوف لن يختلف عن مصير الشاه، واليوم هناك زعامة لهذه الحركة الشعبية يقودها كل من الموسوي وكروبي ومنهما بدأت هذه الحركة بالاتساع، ونلاحظ أن حركة هذين الزعيمين تتأرجح بين التقدم تارة والتراجع تارة أخرى، ومع ذلك فالاثنان لهما برنامج عمل لإحداث تغيير في إيران، وأن مجرد طرحهما لبرنامج تغييري في إيران هو أمر إيجابي، ونحن في حزب بزاك نعتبر أنفسنا جزءا من هذا النضال المدني، ولذلك ندعم هذه الحركة بكل ما لدينا، لأننا ناضلنا منذ سنوات من أجل إحداث التغيير المرتقب في إيران».