وزير فرنسي يعود بالجنادرية للقاء الملك فيصل والجنرال ديغول

خاطب خادم الحرمين بقوله: لقد أردتم في مبادرة حوار الأديان «تفتيح الأذهان» مدركين الصفة المرفوضة للعنف

TT

جددت فرنسا تأييدها للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تأصيل ثقافة الحوار ما بين الأديان والشعوب والحضارات.

وجاءت التأكيدات الفرنسية تلك على لسان وزير الثقافة والاتصال الفرنسي فريدريك ميتيران، الذي استذكر في كلمة ألقاها في حفل افتتاح مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الخامس والعشرين، اللقاء الأول الذي جمع الملك فيصل بن عبد العزيز والجنرال ديغول عام 1967، والذي كان موعدا لاندماج الرؤية السعودية الفرنسية، الرامية لتحقيق انتهاج سياسة عربية جديدة، تقوم على الاحترام المتبادل، وعلى عدالة أكبر في العلاقات الدولية، والحوار بين الثقافات.

وقال الوزير الفرنسي، الذي تحل بلاده كضيف شرف على مهرجان الجنادرية هذا العام، «لقد أردتم بلفتتكم هذه، التنويه إلى العلاقة الخاصة والقديمة، التي نسجت لحمتها بين بلدينا منذ فجر المملكة، عندما أوفد نابليون بونابرت رسولا مبعوثا إلى واحد من أجدادكم، سعود بن عبد العزيز، ليعرض عليه في ذلك الوقت قيام تحالف بين البلدين، وقد انعقدت خيوط هذا اللقاء الأول من جديد في عام 1967، برعاية الجنرال ديغول والملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله، في وقت تخلت فيه فرنسا عن أحلام الإمبراطورية، وأعرب فيه الرئيس الفرنسي آنذاك، انطلاقا من إرث تاريخي قديم بين فرنسا والعالم العربي، عن أمله في انتهاج سياسة عربية جديدة تقوم على الاحترام المتبادل، وعلى عدالة أكبر في العلاقات الدولية، وعلى الحوار بين الثقافات». وأضاف الوزير الفرنسي «لقد أراد الرئيس ساركوزي، بزيارته المملكة 3 مرات منذ عام 2007، ليس فقط المضي في هذه السياسة الفرنسية قدما إلى الأمام، بل وأن يجددها ويعززها بتوقيع ما لا يقل عن 53 اتفاق تعاون جامعي وعلمي مع بلدكم».

وزاد «أنتم يا خادم الحرمين الشريفين، قد زرتم فرنسا في أكثر من مناسبة، مدللين بذلك على حرصكم على معرفتنا على نحو أمثل، وعلى وضع أسس علاقة دائمة وراسخة، تستند إلى التفاهم المشترك بين شعبينا، وإلى مصالحهما، وكذلك إلى تطلعاتهما المشتركة للعيش في عالم خال من التعصب والتمييز والظلم وعناصر تغذي النزاع بين الثقافات والشعوب والأديان، كما أشرتم إلى ذلك في خطابكم في الأمم المتحدة عام 2008».

وأضاف «وفي المبادرة التي أطلقتموها للحوار بين الأديان، دعوتم المؤمنين للبحث في رسالات الأديان السماوية، عما يقرب بين الناس، وليس عما يفرق بينهم، وأن ينظر كل منا إلى قناعات الآخر نظرة مستنيرة، تقوم على الاحترام، وأردتم أن تسهموا في تفتيح الأذهان، لإدراك الصفة المرفوضة للعنف، الذي إذا ما ارتكب باسم العقيدة يحط من شأن أولئك الذين يعتقدون أنهم يرفعون من شأنها».

وعدّ وزير الثقافة والاتصال الفرنسي مبادرة الملك عبد الله، مستلهمة من القيم العليا للبشرية، كما نصت عليها عقيدة الإسلام (السلام – البر والإحسان – التواضع – العدل – والتسامح) والتي تندرج في إطار تقليد نبيل من الشجاعة والشرف والكرم، الذي تتسم به الشهامة العربية، التي اشتهر بها الشاعر الكبير حاتم الطائي.

وأضاف «إنها قيم تحمينا من وضاعة العقول الضيقة، والنزعات المحافظة والخوف من المجهول، قيم تحرر الإنسان والعقل، قيم تجعل الناس أحرارا». واعتبر الوزير الفرنسي مهرجان الجنادرية مجالا لتسليط الضوء على عالم يخشى أن تؤدي فيه العولمة إلى إضاعة الفرد لمعنى الهوية والانتماء، وإرث الأجداد وضياع التاريخ.

وحيت فرقة حرس الشرف التابعة لكتيبة الفرسان الأولى، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدى افتتاحه المعرض الفرنسي، الذي يشارك في المهرجان للمرة الأولى، ورفعت السيوف كرمز للاحترام وفقا للعرف الفرنسي التاريخي.