الخارجية الأميركية تؤكد لـ «الشرق الأوسط»: لقاء كلينتون ـ نتنياهو في واشنطن

بعد قبول غالبية شروط واشنطن.. ميتشل يتفق غدا على تفاصيل تسوية تتيح استئناف المفاوضات

TT

أكدت وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أمس اللقاء المرتقب بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن خلال الأيام المقبلة. وجاء تأكيد اللقاء بعد ساعات من اتصال نتنياهو بكلينتون.

وكانت كلينتون قد اتصلت بنتنياهو يوم الجمعة الماضي لتعبر عن استياء واشنطن من إعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية غير قانونية في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل. وكانت كلينتون قد وضعت مطالب أميركية محددة لإسرائيل لإبداء حسن نية في السعي تجاه السلام.

وقالت الناطقة باسم الخارجية إن كلينتون وصفت المكالمة بأنها «مفيدة ومثمرة» في إشارة جديدة إلى جهود تقليل وقع التوتر بين البلدين بعد تفاقمها، ووصف السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل إورين لها بأنها «أزمة» لم تشهدها العلاقات منذ أكثر من 35 عاما. وتراجع الخارجية الأميركية مع البيت الأبيض حاليا رد نتنياهو لتقييمه قبل أن يتوجه المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل إلى المنطقة.

وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية مساء أول من أمس أن نتنياهو اتصل بوزيرة الخارجية كلينتون، موضحا أنهما «بحثا التصرفات المحددة التي يمكن اتخاذها لتحسين البيئة من أجل التقدم نحو السلام»، وأضاف أن الخارجية «ستراجع رد رئيس الوزراء وسنواصل محادثاتنا مع كلا الطرفين من أجل إبقاء المحادثات غير المباشرة تتقدم إلى الأمام».

وحتى عصر أمس، امتنع البيت الأبيض عن تأكيد أي لقاءات للرئيس الأميركي باراك أوباما أو نائبه جو بايدن مع نتنياهو، إلا أن قناة «فوكس نيوز» قالت إنها علمت من مصادر موثوقة أن أوباما سيستقبل نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل. وكان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نير حيفتس قد قال أمس، إن هناك انعطافا إيجابيا في العلاقات الأميركية الإسرائيلية التي شابها خلاف متأزم طيلة الأسبوع الماضي. وتحدث حيفتس عن احتمال كبير أن يلتقي رئيس حكومته بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما أو نائبه جو بايدن أو وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، للإعلان عن انتهاء الخلاف بين الحليفين والانطلاق نحو استئناف المفاوضات. ويصل نتنياهو إلى واشنطن غدا، لحضور مؤتمر اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للشؤون العامة «إيباك».

ومع أن الناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية رفض الإفصاح عن مضمون قرارات اللجنة السباعية التي نقلها الى كلينتون، إلا أن «الشرق الأوسط» علمت من مصادر سياسية في تل أبيب أنها تعبر عن تجاوب مع غالبية المطالب ولكن ليس كلها. فقد وافقت إسرائيل على أن تجري المفاوضات غير المباشرة حول القضايا الجوهرية الكبرى، وفي مقدمتها القدس وحدود الدولة الفلسطينية، وتجميد البناء الاستيطاني في الأحياء العربية من القدس، ولكن ليس في الأحياء اليهودية. وقال نتنياهو إن حكومته ستمتنع عن الإعلان عن قراراتها حول البناء في الأحياء اليهودية، حتى لا يتكرر الخطأ الذي وقع خلال زيارة بايدن لإسرائيل. كما وافقت إسرائيل على اتخاذ إجراءات لبناء الثقة مع الفلسطينيين وتشجيعهم على استئناف المفاوضات، مثل إطلاق سراح أسرى والانسحاب من المزيد من المناطق في الضفة الغربية وتسليمها إلى السلطة الفلسطينية وإزالة عدد من الحواجز، ولكن نتنياهو طلب من كلينتون أن يكون بناء الثقة متبادلا ويقدم الفلسطينيون أيضا على خطوات مماثلة.

وحاول نتنياهو إقناع كلينتون بأن لا تصر على إلغاء مشروع بناء 1600 وحدة سكنية في حي شعفاط في القدس المحتلة، قائلا إنه مشروع طويل الأمد ويحتاج إلى عدة إجرءات بيروقراطية وسيحتاج إلى سنتين أو ثلاث حتى تبدأ الجرافات في العمل «فإذا نجحت المفاوضات، فإن الأمر سيكون منتهيا من دون حاجة إلى قرارات حالية». وقالت المصادر الإسرائيلية في حديث مع بعض الصحافيين بمن فيهم مراسل «الشرق الأوسط»، إن كلينتون رأت في هذه القرارات تجاوبا مهما مع الشروط الأميركية. وقالت إنها تستحق أن يصل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل إلى إسرائيل للتباحث في تفاصيلها وترتيب أجندة العمل المستقبلي على ضوء ما جاء فيها.