اليمن: اعتقال 25 ناشطا في «الحراك الجنوبي».. والمعتقلون بتهم الإرهاب يضربون عن الطعام في حضرموت

أصيب جندي بجراح في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين

TT

تواصلت في جنوب اليمن، أمس، التداعيات الأمنية، حيث أصيب جندي بجراح في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى الحراك الجنوبي. وفي الوقت الذي اعتقلت فيه أجهزة الأمن اليمنية العشرات من أنصار الحراك في الجنوب، بدأ معتقلون بتهم الإرهاب، إضرابا عن الطعام في محافظة حضرموت. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أكد في مقابلة تبثها قناة العربية أن الحرب على المتمردين الشيعة في شمال اليمن «انتهت».

وقال صالح في مقاطع من المقابلة وضعتها القناة على موقعها على الإنترنت أن «ما يتم من إجراءات بين الدولة والحوثيين هو علامات نهاية الحرب لا هدنة مؤقتة».

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من أفراد الأمن تبادلوا إطلاق النار، مساء أمس، مع مسلحين من قوى الحراك الجنوبي في منطقة سناح بمحافظة الضالع الجنوبية التي تشهد حالة طوارئ منذ أكثر من 3 أسابيع، وذكرت المصادر أن جنديا أصيب في الحادثة، وذلك بعد يوم واحد فقط من مقتل مواطن وإصابة 3 آخرين برصاص الشرطة التي فرقت بالقوة تظاهرة للحراك الجنوبي تطالب بإطلاق سراح معتقلين.

وفي إطار الحملة الأمنية التي تنفذها قوات الأمن اليمنية في المحافظات الجنوبية من أجل السيطرة على أنشطة الحراك، اعتقلت أجهزة الأمن أمس 25 عنصرا من نشطاء الحراك في محافظات الضالع ولحج وحضرموت، ووصفتهم بالمطلوبين. وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية إن 9 مطلوبين أمنيا اعتُقلوا في محافظة الضالع وإن أعمارهم تتراوح بين 22 و25 عاما، مشيرا إلى أنهم « متهمون في قضايا جنائية وتخريبية وأعمال مسيئة إلى الوحدة، استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة»، وإلى أن اعتقالهم جرى بعد مداهمة المنزل الذي كانوا بداخله.

وذكرت أجهزة الأمن أن الشبان التسعة كانوا مسلحين وأنهم «أطلقوا النار على رجال الأمن الذين كانوا مكلفين بإلقاء القبض عليهم، في محاولة منهم للهرب»، كما أعلنت الداخلية اليمنية اعتقال 3 آخرين في محافظة الضالع وبحوزتهم «3 كومبيوترات، كانوا يستخدمونها لنقل التسجيلات المعادية للوحدة والمحرضة على الكراهية والانفصال، إلى الهواتف المحمولة وتوزيعها على الخارجين على القانون»، بحسب الوزارة.

وفي محافظة لحج، أعلن عن اعتقال 7 من المطلوبين أمنيا على ذمة «قضايا اعتداءات على ممتلكات خاصة وعامة»، بالإضافة إلى التورط في «أعمال شغب وفوضى وتخريب وارتكاب أعمال مسيئة إلى الوحدة»، وأشارت مصادر الشرطة إلى أن هؤلاء الأشخاص ضبطوا وبحوزتهم «أعلام تشطيرية وشعارات مسيئة إلى الوحدة»، وإلى أن اعتقالهم يأتي في إطار «حملة تقوم بها لملاحقة المتورطين في عمال إجرامية وتخريبية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بمحافظة لحج».

أما محافظة حضرموت فقد قالت شرطتها إن 6 ممن سمتهم بـ«عناصر الشغب والفوضى والتخريب»، اعتقلوا، وذلك بسبب «مشاركتهم في تجمعات غير مرخصة وأعمال خارجة على القانون»، وكذا قيامهم برفع «أعلام شطرية وترديد الشعارات المسيئة للوحدة».

وتنفذ أجهزة الأمن اليمنية حملة واسعة النطاق في المحافظات الجنوبية، وبالأخص مثلث محافظات: الضالع ولحج وأبين، التي تواصل السلطات اليمنية قطع الاتصالات الهاتفية الخليوية عنها منذ أكثر من 3 أسابيع، فيما تجري ملاحقة عشرات المطلوبين من القيادات والنشطاء في الحراك الجنوبي.

وفي ذات المحافظة، كشفت منظمة غير حكومية، أمس، أن أكثر من 50 معتقلا ممن يشتبه بصلتهم بالإرهاب، ينفذون إضرابا عن الطعام منذ العاشر من الشهر الحالي، وذلك احتجاجا على استمرار اعتقالهم منذ سنوات، وعدم الإفراج عنهم أو تقديمهم المحاكمة، وقالت منظمة الكرامة في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن بعض المعتقلين «في حالة صحية ونفسية متدهورة»، وإنهم «يتعرضون في العادة للتعذيب والسجن الانفرادي وسوء المعاملة»، وذكرت المنظمة أن بين المعتقلين 14 شخصا سُلموا للسلطات اليمنية من نظيرتها السورية، دون أن تحدد تاريخا لذلك.

وكان العشرات من أقارب هؤلاء المعتقلين نظموا قبل أشهر سلسلة اعتصامات في صنعاء أمام مكتب رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، اللواء غالب القمش، في محاولة للحصول على تعليمات بإطلاق سراح ذويهم، وبعد أن يئسوا من طرح قضيتهم أمام السلطات المحلية في محافظتهم، لكنهم لم يتمكنوا من مقابلته، وتمكنوا من مقابلة أحد ضباط الأمن الذين سلموا إليه رسالة الأهالي.

وتعيش المحافظات اليمنية الجنوبية هذه الأيام على وقع الحراك الجنوبي المتنامي الذي يطالب بـ«فك الارتباط» بين شمال اليمن وجنوبه، بعد أن توحد الشطران في 22 مايو (أيار) عام 1990.