3 كيلومترات ضريبة الدخول إلى «القرية الشعبية» بالجنادرية

لهفة زوار المهرجان للوصول للقرية الشعبية تجبرهم على تحمل الصعاب

موجة الغبار والأتربة لم تمنع الزوار من قصد القرية التراثية بالجنادرية
TT

مع انطلاقة الشرارة الأولى لفعاليات القرية الشعبية في مهرجان الجنادرية الـ25 للتراث والثقافة، بررت الرغبة في زيارة المهرجان الثقافي الأهم في السعودية، طرق وصول الزوار لأرض المهرجان مهما كانت المهمة شاقة، حتى وإن اضطر البعض منهم لإيقاف سيارته خارج محيط المواقف المخصصة للزوار بـ3 كيلومترات.

وبدا واضحا خلال اليوم الأول لفعاليات القرية الشعبية، لهفة زوار المهرجان على الوصول للقرية الشعبية، وإن كانت الضريبة في ذلك إيقاف سياراتهم بعيدا عن أبواب القرية بنحو يصل إلى 3 كيلومترات، وهذا ما حدث، فالمشهد بدا واضحا وجليا أمام من يقدم للقرية الشعبية من الجهة الشمالية، إذ يرى المشاهد من بعيد كيف تكتظ الأرض بالسيارات مكونة سحبا من الغبار تعتلي الأرض الشمالية من القرية.

زوار القرية الشعبية شكلوا حضورا مكثفا، حيث زخرت أجنحة القرية الشعبية بالإقبال المتزايد، الذي كان الدافع وراءه مشاهدة جميع الفعاليات، من عروض فنية ومسرحية، والإلمام بأخبار جميع الأجنحة وبرامجها اليومية، في الوقت الذي لوحظ فيه الإقبال المتزايد على معارض الكتب والمكتبات والصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى أجنحة الأجهزة الحكومية والخيرية التي حرص مرتادو المهرجان على التزود بمنشوراتها.

وقد جسدت فعاليات مهرجان الجنادرية، الذي يحتفل بعيده الـ25، عراقة الماضي في قالب تراثي مبسط بشكل رائع، بعد أن أثبت نجاحه على مدى السنوات السابقة، وتجاوزه المستوى المحلي والإقليمي إلى الدولي، لتتصاعد أهميته ومكانته ليصبح لاعبا لأحد الأدوار الأساسية في نقل التراث من جيل إلى جيل آخر.

ووسط بيوت تمثل التراث المحلي لكل منطقة من مناطق السعودية، أقبل الزوار ليستمتعوا بعروض الفنون الشعبية والثقافية والتراثية والفنية والترفيهية المتنوعة، إلى جانب ما يعرضه الحرفيون والصناع التقليديون الذين يعكفون على صناعة أدوات حرفية قديمة، خاصة فيما يرمز للموروث الثقافي والشعبي الذي كان سائدا في عقود مضت، وذلك للتعرف على عادات وتقاليد الآباء والأجداد والحرف والمهن، ووسائل تنقلاتهم وأساليب الري والزراعة قبل ظهور الوسائل الحديثة والتقنيات المتطورة.

واشتملت الفعاليات المقدمة خلال اليومين الماضيين في القرية الشعبية على عدد من الفلكلورات الشعبية والشعرية والحرف اليدوية القديمة، بجانب المحاضرات والندوات الثقافية، وتوزيع المطويات العلمية، وتوفير جميع ما يحتاجه الفرد من ذاكرة الماضي.

وتتضمن القرية الشعبية بالجنادرية الفعاليات المعتادة، مثل دكاكين الحرف اليدوية، والصناعات التقليدية، والسواني، والألعاب الشعبية، والفنون الشعبية المختلفة، وأجنحة مناطق البلاد، مثل المدينة المنورة، وجازان، والمنطقة الشرقية، وحائل، وعسير، والجوف، والقصيم، والأجنحة الحكومية والمؤسسات الخاصة، إلى جانب السوق الشعبية.

وشهدت مشاركات مناطق ومدن السعودية من خلال أجنحتها المعروضة تنوعا في عرض تراثها وماضيها وتعريف الزوار بها، إضافة لمشاركات جميع الجهات الحكومية بأجنحة توفر جميع المعلومات حول تقديم خدماتها للمواطن والمقيم على حد سواء.

وكانت فرنسا، ضيف شرف هذا العام، حاضرة من خلال أدق تفاصيل مدنها حتى أبرز معالمها، بعد أن عكس جناحها في القرية الشعبية، عبر مظاهر وأنماط شعبية أظهرها الفرنسيون وسط تحفة معمارية جسدت الشارع الفرنسي كما هو وسط القرية الشعبية. وضم الجناح الفرنسي أبرز معالم فرنسا مثل برج «إيفل»، وشارع «الشانزليزيه»، الذي تقدم أمامه عروض للألعاب اليدوية السريعة، ورسامي الكاريكاتير، إضافة إلى تخصيص مساحات لمتحف «اللوفر»، وبعض العلامات والمحلات الفرنسية التي يوجد بها منتجات فرنسية كثيرة ترمز للثقافة الفرنسية.