عريقات لـ «الشرق الأوسط»: نطالب الرباعية بالانتقال من مربع البيانات إلى مربع آليات التنفيذ

مرحبا بقرار اللجنة الداعي لوقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال

شرطة الحدود الإسرائيلية تحيط بالمصلين الفلسطينيين خلال صلاة الجمعة خارج مدينة القدس القديمة، لعدم تمكنهم من دخول ساحة المسجد الأقصى بسبب القيود التي فرضتها الشرطة الإسرائيلية على من هم أقل من 50 سنة (إ.ب.أ)
TT

اعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، الموجود حاليا في العاصمة الأردنية لقضاء قسط من الراحة بعد تعرضه للانزلاق في حجرة نومه، بيان اللجنة الرباعية الذي يدعو إسرائيل لوقف النشاطات الاستيطانية كافة بما فيها النمو الطبيعي، مهما جدا، مطالبا بإلزام إسرائيل به، قائلا: «لكن المهم أن تلتزم إسرائيل بما ورد فيه حتى تنطلق عملية السلام». ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن أبو مازن القول: «إن أساس المشكلة الاستيطان، وبالذات في القدس، لأن القدس كالضفة الغربية وغيرها، والمفروض أن تلتزم إسرائيل أولا ببيان الرباعية، ولكن في الأساس يجب أن تلتزم بخطة خارطة الطريق، فإذا التزمت فسوف تكون هذه الخطوة جيدة». وحول حالته الصحية، قال أبو مازن: «تعرضت لانزلاق في البيت أدى إلى بعض الرضوض، ونصحني الأطباء بالاستراحة التامة، وأخذ العلاجات الضرورية التي تحتاج إلى فترة من الزمن، وأنا الآن الحمد لله بصحة جيدة». ودعت اللجنة في بيان لها عقب الاجتماع إلى وقف كامل للاستيطان، بما في ذلك النمو الطبيعي ووضع حد للاحتلال الذي بدأ في 1967، وإلى ولادة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة، تعيش بأمان إلى جانب إسرائيل وباقي جيرانها.

ورحب صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ببيان اللجنة الرباعية الدولية الذي صدر في ختام اجتماعها على المستوى الوزاري، في موسكو أمس. وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نرحب بالبيان، ولكننا نقول للجنة الرباعية إنه لا بد من نقل هذا الموقف من مربع البيانات إلى مربع آليات التنفيذ». بعبارة أخرى قال: «نطالب اللجنة الرباعية بأن تحول بياناتها إلى آليات تلزم إسرائيل على الأرض بتنفيذ التزاماتها، وخصوصا وقف الأنشطة الاستيطانية كافة في عموم الأراضي الفلسطيني، في الضفة الغربية والقدس الشرقية»، كما طالبها أيضا بوضع آليات لمراقبة الوقف التام للنشاط لاستيطاني، وذلك بنشر فرق مراقبة للتأكد من تجميد البناء. واتهم عريقات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتحدي المجتمع الدولي، وتساءل: «كيف يمكن أن نثق به وهو الذي قال اليوم إنه لن يعلن عن النشاط الاستيطاني؟ مما يعني مواصلته سرا. لذلك نقول لا بد من وضع الآليات التي تلزم إسرائيل بوقف الاستيطاني الكامل، بما في ذلك النمو الطبيعي في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.. كما نطالب اللجنة بالعمل من أجل إنهاء احتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتحقيق مبدأ إعلان الدولتين وعدم الاعتراف بضم القدس».

وكانت اللجنة الرباعية التي اجتمعت في موسكو بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد طلبت من إسرائيل تجميد كل النشاطات الاستيطانية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي، عقب اجتماع اللجنة: «تحث اللجنة الرباعية الحكومة الإسرائيلية على تجميد أنشطة الاستيطان كلها، بما فيها تلك المرتبطة بالنمو الديمغرافي الطبيعي، وإزالة الحواجز كلها التي أقيمت منذ مارس (آذار) 2001، والامتناع عن القيام بأعمال هدم وطرد من القدس الشرقية». وأضاف أن اللجنة أعربت عن أملها في أن تؤدي المفاوضات إلى تسوية في غضون 24 شهرا، حسبما أفاد كي مون، وأن تضع هذه التسوية «حدا للاحتلال الذي بدأ في 1967، وإلى ولادة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة، تعيش بأمان إلى جانب إسرائيل وباقي جيرانها».